دمشق ـ جورج الشامي
استهدف الجيش السوري الحر بالهاون تجمعات لقوات الحكومة في سوق الصوف وساحة الحطب والكتيبة 83 في حلب، وقالت لجان التنسيق المحلية أن عدد القتلى في مجزرة الكيميائي في الغوطة إلى 1360 قتيلا.فيما أكدت شبكة شام إصابة 6000 مصاب في استهداف الغوطة الشرقية والغربية بالغازات السامة، واتهم "الائتلاف الوطني السوري" المجتمع الدولي وصمت الأصدقاء ولا مبالاة العرب والمسلمين بالمشاركة مع القوات الحكومية السورية في قتل الشعب
السوري بسبب صمتهم وعجزهم، مشيرا إلى مقتل أكثر من 1300 شخص في "الهجوم الكيميائي" الذي نفذته قوات الحكومة الأربعاء على ريف دمشق، وأصدر رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد عوينان عاصي الجربا بيانا دان فيه المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد، فيما قال القيادي جورج صبرا باسم الائتلاف "إذا أدار العالم ظهره لنا بهذا الشكل فلماذا نبقي وجهنا له؟ نحن أيضا يمكن أن ندير ظهورنا لعالم يتشدق بالحرية والديمقراطية ولا يفعل شيئا لهما، عالم يدّعي التمسك بحقوق الإنسان ويتخلّى عن حمايتها والدفاع عنها، عالم يدّعي اهتمامه بصنع الحياة ويكتفي بالتفرج على صنّاع الموت".
واعتبر أن "النظام السوري يسخر من الأمم المتحدة والقوى العظمى والدول الكبرى عندما يضرب أطراف دمشق بالسلاح الكيميائي أثناء حضور لجنة التحقيق الدولية، وهي على بعد خطوات من الضحايا والمناطق المنكوبة. فأين هو المجتمع الدولي وأين هيبته وكرامته وأي عالم نعيش فيه ليس فيه رادع للمجرمين والقتلة؟".
ورأى صبرا أن "الظلال التي تلقيها هذه المجازر على الأوضاع في سورية لا تبشر بالخير بل تنذر بشر مستطير ليس في سورية وحدها بل على امتداد المنطقة"، مؤكداً أن "أي حديث عن مؤتمر جنيف 2 وعن المشاريع السياسية لا يمكن أن يستمر مع استمرار هذه المجازر"، و"ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على هذه الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعا من العبث".
وجدد باسم الائتلاف المطالبة بـ"جهود دولية سياسية ودعم عسكري مباشر لوقف أعمال القتل"، قائلا "أيها العالم أوقف ذبح السوريين وخنق أولادهم بالغازات السامة. نحن لا نرجوك نطلب منك طلبا هو حقّنا وواجب عليك".
كما طالب بـ"بمنطقة حظر جوي تكون ملجأ للفارين من جحيم الموت وبتدخل فوري لحماية أرواح الناس" في ريف دمشق.
وطالب "بسلاح فوري للجيش الحر كما ونوعا ليتمكن من الدفاع عن المدنيين".
وأوضح أحد الناشطين، لـ"العرب اليوم"، أن أحد الغازات السامة التي استخدمت فجر الأربعاء، هو غاز السارين، مما خلّف عددا كبيرا من القتلى والإصابات، وذلك بناءً على الأعراض التي أظهرها المصابون، مؤكدًا أن الرعاية الطبية في المناطق المنكوبة متواضعة جدًا بسبب غياب الأدوية.
وبث الناشطون صورًا على الإنترنت تظهر محاولات إسعاف أشخاص، بينهم أطفال، قالوا إنهم استنشقوا غازات سامة بعد القصف، فيما أكد طبيب ميداني، في تصريحات إلى "العرب اليوم" من الغوطة الشرقية، أن عدد القتلى يزداد في ظل غياب المواد الطبية اللازمة لمعالجة المصابين، الذي يصل أعدادهم إلى الآلاف، وذلك في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الحكومة على المنطقة منذ أشهر، مما جعل المواد الطبية شحيحة جدًا، مضيفًا "وصلتنا المئات من الإصابات والقتلى، ومعظم الأعراض كانت عبارة عن توسّع في الحدقة وتسرع في ضربات القلب، واختلاجات تشمل كل أعضاء الجسم، مما يؤكد لنا أن المادة الكيميائية المستعملة في هذه الجريمة التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة، هي مادة غاز السارين المُحرمة دوليًا".
وقال ناشط ميداني، إن قوات الحكومة لم تكتف بالقصف الكيميائي، بل استمرت في القصف المدفعي والجوي على المنطقة بشكل عنيف جدًا، فصواريخ "أرض ـ أرض" المحملة برؤوس كيميائية التي سقطت على مناطق عدة في الريف الشرقي لريف دمشق، أُتبعت براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، في حين أضافت الناشطة الميدانية ديمة الشامي، "في ساعات الليل قرابة الساعة الواحدة والنصف فجر الأربعاء، استهدفت منطقة جوبر وزملكا وعين ترما وحزة بالسلاح الكيميائي، مما أوقع مئات القتلى".
وقال الناشط الإعلامي مضر الشامي، "إن هذا الهجوم الكيميائي هو تحدٍ واضح لكل من يقول إنه من أصدقاء الشعب السورية، بل هو احتقار للأمم المتحدة ولكل المنظمات الدولية، بل إن كل ما يحدث ليس إلا دليلاً على أن (المجرم الأكبر) بشار الأسد قد حصل على الضوء الأخضر من المجتمع الدولي بأسره للاستمرار في قتل السوريين، أما ما يتحدثون به من خطوط حمراء فهي محض كذب لا أكثر".
وتوعدت كتائب وألويات الجيش السوري الحر في ريف دمشق، لا سيما في المنطقة الجنوبية عمومًا، بالرد السريع على هذه "الجريمة النكراء"، التي أدت إلى مجزرة، فيما أصدرت لجان التنسيق المحلية، بيانًا أكّدت أن مئات القتلى ومثلهم من المصابين جلهم من المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال سقطوا نتيجة للاستخدام للغازات السامة من قبل الحكومة السورية، فجر الأربعاء، وذلك في ظل نقصٍ حاد في اللوازم الطبية الكافية لإسعافهم، ولا سيما مادة الأتروبين.
وأطلقت اللجان المحلية، نداءً وبيانًا عاجلاً لكل المنظمات الدولية الإنسانية، بما فيها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، للتحرك العاجل من أجل إنقاذ المدنيين في غوطة دمشق، وإسعاف المصابين، وفكّ الحصار الطبي والغذائي المفروض على هذه المناطق، والتي تغصّ بالمدنين، وذلك بعد تعرّض الغوطة الشرقية لقصف عنيف بالأسلحة الكيميائية، تلاها قصف بالطائرات الحربية الذي لا يزال مستمرًا حتى اللحظة، والذي أدى إلى مئات الإصابات والضحايا بينهم عائلات بأكملها.
كما توجهت اللجان بنداء إلى المجتمع الدولي، الذي "طاله تخاذله وخذلانه للعمل على وقف هذه المجازر بحق الشعب السوري، والتي استخدم فيها الجيش الحكومي كل أنواع القتل، مستخدمًا كل المحرمات قانونًا وأخلاقيًا، في ظل تواطؤ وصمت مخزيين، شكّلا بطاقة خضراء لدمشق للتمادي إلى ما وصل إليه الحال اليوم من استخدام الكيميائي ضد المدنيين"، حسب بيان اللجان المحلية.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد عوينان عاصي الجربا في بيان "إنه وبدم بارد نفذ نظام القتل والتدمير، قوات بشار الأسد مجزرة جديدة ضد أهلنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ذهب ضحيتها مئات من الضحايا المدنيين العزل، بينهم مئات الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة لآلاف من المصابين. وجاءت الجريمة الجديدة ترجمة مباشرة لأقوال رأس النظام الأخيرة في أنه سيستخدم الوسائل كلها في حربه على الشعب الذي يصفه بـ"الإرهاب" و"الجماعات التكفيرية" وهي تعبيرات درج النظام على استعمالها في إطار حملة تضليل وكذب مستمرة منذ بدء ثورة السوريين عام 2011".
وأضاف "أن مجزرة الغوطة الشرقية تأتي لتؤكد على ضرورة وضع العالم بدوله وهيئاته والرأي العام العالمي أمام مسؤولياتهم في التعامل مع نظام يضرب بكل القيم والقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، مصراً على المضي في طريقه الدموي الذي خلف كارثة إنسانية، لم يحدث مثلها بعد الحرب العالمية الثاني، كارثة إنسانية وصلت إلى نحو مليون قتيل وجريح ومفقود، وقرابة عشرة ملايين هجروا بيوتهم بينهم نحو خمسة ملايين غادروا سوريا وأغلبهم صاروا لاجئين في دول الجوار السوري، إضافة الى تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة وموارد عيش السوريين".
وتابع "إن الائتلاف الوطني وكل قوى الثورة والمعارضة المنضوية فيه هيئاته بما فيها رئاسة الائتلاف، التي تسعى إلى إقامة نظام ديمقراطي، يوفر الحرية والعدالة والمساواة للسوريين كافة. إذ تدين المجزرة، كما تدين عمليات النظام المستمرة في القتل والتدمير اليومي المتواصل على المدن والقرى السورية، تطالب المجتمع الدولي وخاصة هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الكبرى والدول الصديقة للشعب السوري الخروج من ترددها، وأخذ دورها في إجبار النظام لوقف حربه على السوريين من خلال إجراءات ملموسة في مقدمتها، دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد واتخاذ قرار بوقف العلميات العسكرية للنظام بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري تحت البند السابع، وتأمين حماية دولية للسوريين وفرض منطقة حظر جوي، وتوفير دعم ومساعدة مادية جدية لإغاثة السوريين ومساعدتهم على تجاوز الكارثة الإنسانية التي أوصلهم إليها النظام، وفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة وبخاصة في ريف دمشق والغوطة وحمص.
وقال إن الضغط الجدي على الدول التي تقدم مساعدات عسكرية واستخبارية واقتصادية وبشرية للنظام وممارساته في القتل والتدمير وبخاصة روسيا وإيران والعراق، وإدانة الوجود العسكري الإيراني وقوات حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية وقوات المرتزقة التي تقاتل مع النظام، وإجبارها على الخروج من سورية.
وأكد أن الائتلاف الوطني ورئاسته يشددان على ضرورة التحرك الدولي السريع لاتخاذ الإجراءات السياسية والعملية كلها لوقف حرب النظام على السوريين، والمساعدة في تحقيق مطالبهم المشروعة في الحرية والسلام والعيش الكريم.