القاهرة ـ أكرم علي
استطاعت قوات الأمن من الجيش والشرطة فتح الباب الرئيسي لمسجد الفتح بميدان رمسيس (وسط القاهرة) للسيطرة على الاشتباكات الدائرة مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وقامت بالتفاوض مع كل من بداخله للخروج وخصوصاً النساء منهم. ويأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء المصري" أنْ لا مصالحة مع من أهدر القانون ورفع السلاح".وأكد شهود عيان
لـ "مصر اليوم" من داخل المسجد أن "قوات الأمن كلفت بعض الأهالي بالتفاوض مع النساء للخروج من المسجد دون التعرض لهن، كما أقنعت أنصار جماعة الإخوان للخروج دون أية ملاحقة أمنية لهم، والتصدي للمسلحين منهم فقط".وقالت وزارة الداخلية، فى بيان رسمى لها، إنه "في إطار قيام أجهزة الأمن بالتعاون مع القوات المسلحة بفرض كردون أمني للخروج الآمن للمعتصمين داخل مسجد الفتح برمسيس وامتثال البعض منهم وخروجهم، إلا أن عدداً منهم رفض الخروج، وفوجئت القوات باعتلاء عدد منهم مئذنة المسجد وإطلاق النيران بكثافة من أسلحة آلية على القوات والمواطنين المتجمعين أمام المسجد، وعلى الاثر قامت الأجهزة الأمنية بالتعامل مع الموقف".
من جانبه أكد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي "أنْ لا مصالحة مع كل من أهدر القانون ورفع السلاح على المصريين.
وقال الببلاوى في كلمة له السبت بمقر مجلس الوزراء، "إن الفترة التي تمر بها مصر الآن في غاية الصعوبة، وإن هناك أضرارا كثيرة لحقت بمصر، وأن مسؤولية الدولة الأولى هي تطبيق القانون"، مشيراً الى ان الحكومة شعرت في بداية الأمر أن الوضع القائم غير قابل للاستمرار ومخالف للقانون، وتم تكليف وزير الداخلية باتخاذ مايلزم في إطار القانون".
وأضاف رئيس الوزراء أنه "تم تكليف وزير الداخلية باتخاذ الاجراءات لفض اعتصامي رابعة والنهضة، وقامت الحكومة بترك فرصة للمعتصمين لفض الاعتصام ولكن لم يحدث، كما أعطينا فرصة للوسطاء لإجراء عملية المصالحة ولكن لم تنجح هذه المحاولات"، مشيرًا إلى "أن هذه لم تكن اعتصامات لما تمارسه من عمليات ترويع للمواطنين"
وعن قانونية وحل جماعة الإخوان المسلمون، قال الببلاوي "إن أي جمعية خالفت القانون سيتم تطبيق القانون عليها".
وأوضح "أن ما حدث يعد إنجازا كبيرا لا بأس به من قبل الشرطة"، مؤكدًا "أنها التزمت بأقصى درجات ضبط النفس في سبيل الواجب".
وأشار إلى "أن أحداث أمس كانت بالغة السوء من مظاهرات واعتداءات على المنشآت وأقسام الشرطة والوزارات وحرائق في مبان ٍ عدة، وأن أغلب التطورات التي حدثت أمس كانت عن طريق مواجهات المسلحين مع الأهالي، منوهًا إلى أن البلد لابد وأن تعود مرة أخرى".
وأوضح الببلاوي في كلمته أن " الأمن مهمة أساسية للحكومة الحالية، وهناك مهمة أخرى وهى كيف نتجه بالبلد لدولة بها توافق وبها انتخابات نزيهة وشفافة، فنحن نريد مصالحة ولكن لا مصالحة مع من تلوثت أيديهم بالدماء، ولا مصالحة مع من إهدار القانون ورفع السلاح".
وأشار الببلاوي إلى أنه لا يوجد دولة تستطيع العمل بهذا التمزق، فنحن نريد الوصول لدولة مدنية بها توافق"، مشيرًا إلى أن "كل الدول فيها اختلافات في الآراء والتوجهات".