دمشق - جورج الشامي
قامت قوات المعارضة المسلحة صباح الجمعة، بقتل عدد من عناصر لواء "أبو الفضل العباس" في ريف دمشق، فيما توجهت حشود كبيرة من قوات الحكومة إلى الذيابية والحسينية في محاولة لاقتحامها، فيما شهد حي برزة الدمشقي اشتباكات عنيفة جنوب شرقي مشفى تشرين، وفي حماة اقتحمت قوات الحكومة قرى عدة وقامت بحملة اعتقالات واسعة، وفي حمص تعرض حي الوعر ومدينة تلبيسة لقصف عنيف، وفي
درعا تعرض حي طريق السد لقصف أيضًا، وسقط، الخميس، حسب لجان التنسيق المحلية 51 سوريًا، وفي سياق متصل أكّدت مصادر استخباراتية ودبلوماسية أن الثوار في جنوب سورية حصلوا على دفعة صواريخ مضادة للدبابات "كونكورس" قدمتها المملكة العربية السعودية.
وأفادت "سانا الثورة" أن "الجيش الحر" تمكن، صباح الجمعة، من قتل عدد من عناصر لواء ابو الفضل العباس الذي يُقاتل إلى جانب الحكومة السورية في السيدة زينب والذيابية والحسينية بجنوب العاصمة السورية دمشق، وأضافت أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الثوار واللواء في حارة " غربة " القريبة من مقام السيدة زينب.
وقال شهود عيان إن حشودًا كبيرة من قوات الحكومة تُقدر بالمئات تتجمع في محيط الذيابية والحسينية من جهات عدة أبرزها جهة طريق المطار وجبال صهيا، فيما حاولت قوات الحكومة المدعومة بعناصر من لواء أبو الفضل العباس اقتحام هذه المناطق إلّا أن "الجيش الحر" نجح في التصدي لها ومنعها من التقدم.
وأكدت مصادر ميدانية، في وقت متأخر من مساء الخميس، أن الحكومة استقدم تعزيزات كبيرة للتضيق على مخيم اليرموك وحي التضامن، فيما أكد نشطاء أن عناصر الحكومة نصبت راجمات صواريخ فوق البنايات العالية لمنطقة القاعة بالقرب من دوار "البطيخة"، وقال نشطاء عديدون في بلدات يلدا وببيلا وكذلك مخيم اليرموك إنهم شاهدوا صواريخ تحمل اسم "داوود" إيرانية الصنع بعدما سقطت على المنطقة الجنوبية، وسببت أضرار وخسائر بشرية ومادية.
وشهد حي برزة، صباح الجمعة، اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية جنوب شرق مشفى تشرين في الحي، بينما سقطت قذيفة هاون في منطقة القيمرية من دون أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن.
وفي حماة قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القوات الحكومية اقتحمت فجر اليوم حي كازو بمدينة حماة حيث نفذت حملة مداهمات لمنازل المواطنين، ولم ترد أنباء عن اعتقالات، بالتزامن مع إطلاق نار من قبل عناصر القوات الحكومية، التي انتشرت ايضا في حي باب قبلي، حيث نفذت حملة مداهمات.
وتعرض حي الحرية بقرية الحويز، في سهل الغاب لقصف من القوات الحكومية وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، قرية سروج في الريف الشرقي، ولا أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن، بينما نفذت القوات الحكومية حملة اعتقالات بحق المواطنين في حي طريق حلب في مدينة حماة.
وفي حمص تعرض حي الوعر لقصف عنيف من القوات الحكومية ولا أنباء عن ضحايا، كذلك تتعرض مناطق في مدينة تلبيسة لقصف من القوات الحكومية، ولا أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن، في حين سقطت قذائف هاون عدّة على مناطق في بلدة الزعفرانة، ما أدى لأضرار في ممتلكات المواطنين، بينما تتعرض مناطق في مدينة الرستن لقصف من القوات الحكومية، ولا أنباء عن ضحايا.
وفي درعا تعرض حي طريق السد لقصف من القوات الحكومية، ما أدى لاحتراق عدد من المنازل، جراء استهدافها من قبل القوات الحكومية، ولا أنباء عن إصابات، وفي ريف درعا تتعرض مناطق في بلدات الجيزة والطيبة والنعيمة وبصر الحرير والمتاعية وحيط وقرى وادي اليرموك وجنوب المنطقة الصناعية في الشيخ مسكين، لقصف عنيف من القوات الحكومية، ولا أنباء عن خسائر بشرية، كما وردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى، جراء قصف من القوات الحكومية على مناطق في المدينة.
وسجلت لجان التنسيق المحلية، الخميس، مقتل 51 سوريًا بينهم ثلاثة أطفال وقتيل تحت التعذيب: ثمانية عشر في دمشق وريفها، أربعة عشر في حلب، تسعة في إدلب، خمسة في درعا، أربعة في حمص، وقتيل في حماه.
وأحصت اللجان 503 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي في 47 نقطة، البراميل المتفجرة سقطت على سلمى في اللاذقية وسروج في حماه، أحد عشر صاروخ أرض أرض عشرة منهم استهدفت دير سلمان في ريف دمشق، وصاروخ على قرى جبل الزاوية في إدلب، القنابل الفوسفورية استهدف الموحسن في دير لزور، القنابل الفراغية استهدفت جبل الزاوية في إدلب، والقنابل العنقودية على جبل الأكراد في اللاذقية، كما استهدفت طائرات النظام مدينة الشحيل في دير الزور بمواد سامة، القصف الصاروخي سجل في 164 نقطة، تلاه القصف المدفعي في 154 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 121 نقطة في سورية.
وفي سياق متصل نقلت "رويترز" عن مصادر استخباراتية ودبلوماسية تأكيدها أن الثوار في جنوب سورية حصلوا على دفعة صواريخ مضادة للدبابات قدمتها المملكة العربية السعودية، ما أعطى الثوار دفعة كبيرة في معركتهم ضد حكومة بشار الأسد.
وقال مصدر في أحد الألوية المقاتلة إنهم استخدموا صواريخ كونكورس المضادة، في هجوم لهم هذا الأسبوع على موقع لجيش النظام في مدينة درعا.
وقال ثوار وخبراء عسكريون إن صواريخ كونكورس، التي يبلغ مداها 4 كيلومترات، توفر ميزة استراتيجية للثوار أمام قوات النظام المسلحة بمئات الدبابات الروسية من طراز T-72، فضلا عن آلاف من طرازات أقدم.
ويرى خبراء آخرون أن قوة الثوار ستزداد مع إمكان حصولهم في الأشهر المقبلة على صواريخ، مثل كورنيت والسهم الأحمر.
ويقول الخبير العسكري فايز الدويري إن وصول أسلحة من هذا النوع بالكميات المطلوبة من شأنه تغيير الوضع الميداني.
وحسب "رويترز"، وصلت شحنات الصواريخ التي تمولها السعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية عن طريق الأردن، بعد أشهر من الضغط السعودي الهادئ على عمّان لفتح طريق الإمداد.
وتتابع: المسؤولون الأردنيون يعتقدون أنهم وقعوا بين استرضاء السعوديين وخطر الانتقام من قِبل بشار الأسد.
لكن الصواريخ "السعودية" التي وصلت للثوار أخيرًا وإن بكميات محدودة، أعطت بالفعل دفعة نفسية للمقاتلين في الجنوب، وفقا للثوار أنفسهم ولمصادر أمنية مطلعة على العملية.
ورغم أن أغلب الذخائر والصواريخ التي ظهرت في ميادين المعركة في أيدي الثوار، هي غنائم من مستودعات جيش النظام، فإن خبراء يرون دلائل على أن الشحنة الجديدة قد تكون فاتحة خط إمداد رئيس إلى جنوب سورية، تقوده وتشرف عليه السعودية.
وتتحدث مصادر دبلوماسية واستخباراتية عن دور للأمير سلمان بن سلطان، وهو ابن شقيق الملك السعودي ومسؤول أمني كبير، وأن الأمير سلمان يرأس غرفة عمليات في عمان مع الحلفاء، تجتمع بانتظام لبحث تطورات الوضع الميداني في سورية.
وقبل وصول أول شحنة من "كونكورس"، ضغط الأمير سلمان على عمان لتأمين وصول إمدادات من قاذفات الصواريخ ومعدات فتاكة أخرى، سعيا لتحسين نوعية الإمدادات السابقة التي كانت تأتي عبر الأردن، والتي شكا الثوار من بدائيتها.