غزة ـ محمد حبيب
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ترحيبها بعرض "فتح" الداعي لفتح تحقيق في الوثائق التي كشفت عنها الأولى وتثبت تورّط مسؤولين في سلطة رام الله وحركة "فتح" في تشويه صورة "حماس" والمقاومة في قطاع غزة عبر وسائل الإعلام المصرية.
وأكد القيادي في "حماس"
إسماعيل الأشقر، في تصريحات متلفزة، أن "المعلومات الواردة في الوثائق صحيحة، وندعو حركة (فتح) إلى مراجعة نفسها، لأن الاعترافات تدينها، وأن ما تحتويه الوثائق تمثل جريمة مركبة بحق الشعب الفلسطيني ودولة مصر، وأن هناك أرشيفًا كبيرًا من هذه الوثائق".
وقد كشفت "حماس"، مساء الثلاثاء، مجموعة من الوثائق "الخطيرة" التي تثبت إدانة مسؤولين في سلطة رام الله وحركة "فتح"، تهدف إلى تشويه "حماس" والمقاومة في قطاع غزة، عبر وسائل الإعلام المصرية، فيما طالبت "حماس" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحل اللجنة الأمنية الإعلامية في القاهرة، والتي أقامها الطيب عبدالرحيم، لوضع حد لحملة التشهير ضد المقاومة، ودعت عباس في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة منه إلى إعادة العلاقات الفلسطينية الداخلية إلى نصابها الصحيح، بعد أن حادت عن ذلك في الفترة الأخيرة.
وأكدت الحركة، في مؤتمر صحافي عقدته في فندق الموفنبيك في غزة، ظهر الثلاثاء، أن الحملة الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام المصرية ضد "حماس" لا مبرر لها، "وهي خليط من الجهل والتضليل بسبب الأيديولوجيا والمقاومة"، حيث عرضت "حماس" ما قالت إنه وثائق تثبت تورط "فتح" في التحريض عليها، وضرب علاقاتها مع مصر، فيما رد رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج على هذه الاتهامات، ووصفها بـ"الادعاءات السخيفة".
وتضمنت الوثائق، التي لم تبيّن "حماس" كيفية الحصول عليها، تزويرًا لأنباء تتهم الحركة بقتل وخطف جنود مصريين، والتورط في المواجهات التي تشهدها سيناء، وإقامة علاقات مع جماعات سلفية، والتحضير لمساندة "الإخوان المسلمين" في مواجهة تداعيات 30 حزيران/يونيو التي أطاحت بحكم د.محمد مرسي.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، إن حملات التشويه والفبركة الإعلامية والتحريض على حماس في الإعلام المصري من قبل مسؤولين في السلطة وحركة "فتح"، لم تسيء إلى "حماس" فحسب، وإنما أساءت إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته وصورته.
وتساءل الرشق، في تصريحات على حسابه على "فيسبوك"، "ألم يكن من الأولى بذل تلك الجهود في فضح الاحتلال وعدوانه وملاحقته على جرائمه، بدلاً من التفرغ لتشويه المقاومة خدمةً للاحتلال".
وعرض القيادي في "حماس" صلاح البردويل، خلال مؤتمر صحافي في غزة، وثائق ادعى انها صادرة عن جهاز المخابرات والسفارة الفلسطينية في القاهرة وبعض قيادات فتح، تشتمل على توجيهات بفبركة اخبار اعلامية ونشرها في وسائل الاعلام المصرية لتوريط حماس في الاحداث التي تشهدها مصر وتحريض الشارع المصري ضد الحركة وقيادة الاخوان المسلمين.
واتهمت "حماس"، "فتح" بالتدخل في الشأن المصري وفي شؤون الأحزاب المصرية، قائلة "إن (فتح) تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني"، وطالبت مصر بمحاسبة من يعملون على أراضيها لتخريب العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والمصري.
من جانبه، رد رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج على اتهامات "حماس" بالقول، "إن ادعاءات الحركة عن وجود وثائق تُدين السلطة بتأليب المصريين على (حماس) ادعاءات سخيفة لا تستحق الرد، وأن (حماس) دخلت هستيريا سقوط حكم (الإخوان) في العالم العربي"، مضيفًا أن "جهاز المخابرات العامة الفلسطيني أكبر من أن ننزل للرد على مهاترات (حماس)، ولن يجرونا إلى هذا المستوى، لأن الإعلام المصري والشعب المصري ليس بهذه السذاجة ليقرر له أحد مصيره وعلاقاته ومصالحه".