القاهرة ـ أكرم علي
دعا وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، وفد اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى التي تزور مصر، للوقوف على حقيقة الأوضاع السياسية، إلى أن ترفع تقريرا موضوعيا يرصد الحقائق ويسمح بإعادة النظر في تعليق نشاط مصر بالاتحاد الأفريقي على خلفية أحداث 30 حزيران/يونيو.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي في بيان صحافي الأحد، إن وزير الخارجية استقبل وفد اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى لمصر برئاسة رئيس مالي الأسبق ألفا عمر كوناري ورئيس وزراء جيبوتي السابق دليتا محمد دليتا وممثل رئيس بوتسوانا الذي سيصل إلى القاهرة الاثنين".
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن فهمي أكد خلال المقابلة ترحيب مصر بالوفد الذي يضم عدداً من السياسيين والحكماء الأفارقة وتلبيته لدعوة مصر لزيارتها في إطار جمع المعلومات والوقوف على حقيقة التطورات التي شهدتها أخيراً.
وقال المتحدث إن وزير الخارجية كرر خلال اللقاء رفض مصر للقرار المتسرع الذي اتخذه مجلس السلم والأمن الأفريقي بتجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي بناءً على أسانيد لا تمت للواقع المصري بصلة، مشيراً في هذا الصدد إلى الاستياء الشديد الذي ساد الرأي العام المصري بأن يأتي هذا القرار من الأشقاء الأفارقة دون أسانيد من الواقع، وبخاصة وأنه تجاوز تماماً ردود فعل المنظمات الإقليمية والدولية.
وأشار المتحدث إلى أن فهمي أعرب عن تطلعنا لقيام الوفد بإجراء اتصالات مع كبار المسؤولين ومع مختلف القوى السياسية وجمع المعلومات المطلوبة عن حقيقة الأوضاع في مصر، والتي يتعين أن تأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي جسدها خروج الملايين من الشعب المصري للمطالبة بحقوقه المشروعة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأعرب وزير الخارجية خلال اللقاء عن التزام الحكومة ببناء ديمقراطية حقيقية وفقاً لخريطة الطريق في إطار عملية سياسية تشمل كافة القوى السياسية دون إقصاء طالما تم الابتعاد عن العنف.
وأضاف فهمي أننا نأمل في سرعة إعادة النظر في قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بعد قيام وفد اللجنة الأفريقية برفع تقريره إلى المسؤولين في الاتحاد الأفريقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الرئيس كوناري أكد خلال الاجتماع على الأهمية البالغة التي توليها القارة الأفريقية لمصر لما لها من مكانة كبيرة في القارة، مشيراً إلى أنه لا يمكن للاتحاد الأفريقي أن يكون فعالاً دون مشاركة كاملة لمصر في أنشطته، وبخاصة وأن مصر من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية ثم الاتحاد الأفريقي، كما أنها هي التي استضافت جميع حركات التحرر الأفريقية في القاهرة، ونوه إلى دورها الكبير المشهود في محاربة الاستعمار ونظام الفصل العنصري، فضلاً عن دورها في تحقيق التنمية في القارة الأفريقية.
وشدد رئيس وزراء جيبوتي الأسبق على أنه لا يمكن تخيل أفريقيا دون مصر وأفريقيا ترغب بقوة في سرعة عودة مصر للمشاركة في أنشطتها في ضوء دورها التاريخي في القارة الأفريقية. وأضاف أن اللجنة ستقدم تقريرها فور عودتها إلى أديس أبابا يتضمن محصلة ما سمعته خلال مقابلاتها مع المسؤولين وممثلي القوى السياسية.
وعقد وزير الخارجية نبيل فهمي اجتماعاً الأحد مع أعضاء القطاع الأفريقي بوزارة الخارجية، حيث أدار معهم نقاشاً معمقاً بشأن سياسات مصر الأفريقية، والجهود المبذولة للارتقاء بعلاقات مصر التاريخية مع دول القارة في مختلف المجالات، وآلية تحقيق الأولويات والمصالح الوطنية ذات الصلة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن هذا اللقاء يأتي في إطار المراجعة الشاملة التي تجريها وزارة الخارجية لسياسات مصر الأفريقية وعلاقاتها بدول القارة، وكذا في سياق الاجتماعات التي يعقدها فهمي مع مختلف قطاعات الوزارة لبلورة أولويات العمل في المرحلة المقبلة.