أحد المساجد في القاهرة

وجه عدد من أئمة مساجد القاهرة خلال خطبة الجمعة العديد من الدعوات للمصالحة الوطنية بين رموز مصر وشبابها، مؤكدين أنها السبيل الوحيد لحقن الدماء وبداية طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة لبناء الوطن. وشن إمام وخطيب مسجد عمر مكرم الشيخ مظهر شاهين، هجومًا شديدًا على جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن معتصمي التحرير لن يسمحوا للإخوان بسرقة الثورة مرة أخرى أو تخريب مؤسسات الدولة أو إهدار كرامة البلد حتى وإن ضحوا في سبيل ذلك بأرواحهم.
واستنكر شاهين، ما وصفه بـ"تقديس" جماعة الإخوان المسلمين لشخص الرئيس المعزول محمد مرسي وتقريبه من منزلة الأنبياء، مؤكدا أن ما يفعلونه نوعًا من "الشرك" بالله على الرغم من ادعائهم الإيمان.
وانتقد شاهين ما اعتبره تفاخر جماعة الإخوان المسلمين بوقوف الولايات المتحدة في صفهم، مؤكدًا أن الشعب المصري لا يخاف من أمريكا ولا من أي شيء إلا الله، قائلا "أنتم تقولون معنا أوباما ونحن نقول معنا الله".
وشبه شاهين الرئيس المعزول محمد مرسي بـ"الفرعون" لأنه فرق الشعب المصري إلى فرق وأحزاب وشيع كما فعل فرعون، لتحقيق مصالحه الشخصية، مطالبا الشعب المصري ألا يستسلم لخطط التفرقة التي يتبعها جماعة الإخوان.
وندد شاهين بتصريحات الجماعة بأن العاشر من رمضان سيمثل "العبور الثاني لنصرة الوطن" متسائلاً "إذا كان الجيش المصري عبر يوم العاشر من رمضان لقتال إسرائيل فهل ستعبر جماعة الإخوان لقتال الشعب المصري في التحرير والاتحادية؟".
وقال "لا يجوز قتل المسلم لأخيه المسلم مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" موجها رسالة لقيادات الإخوان قائلاً "قاتلوا ولكن لا تقاتلوا باسم الدين فالدين منكم براء".
وأضاف شاهين، أن مليونية التحرير تحرص على حماية الوطن وحماية ثورته ضد من يقولون أنهم يعبرون اليوم العبور الثاني للدفاع عن الوطن، مخاطبًا الإخوان بقوله "كفى كذبا فالشعب المصري قام بثورة شعبية عظيمة واستطاع إسقاط النظام ثم جئتم فسرقتم الثورة"، على حد قوله.
وأكد إمام وخطيب مسجد الخازندارة بشبرا الشيخ إيهاب مطر، أن التاريخ سجل للأمة الإسلامية انتصارات لا يمكن إغفالها، موضحا أنها كانت كلها في شهر رمضان الكريم، ضاربا مثالا بنصر أكتوبر المجيد الذي اعتبر من أروع الملاحم في تاريخ الأمة.
وأضاف مطر، في خطبة الجمعة أن لكل أمة فترة من الفترات التي تستريح فيها لكي تعيد حساباتها وتبدأ من جديد، مؤكدًا أن شهر رمضان محطة إيمانية تتزود بها الأمة لكي تواجه بقوة الأعداء.
فيما دعا إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود بالمهندسين الشيخ محمد منسي، المصريين جميعا للمصالحة الوطنية، مؤكدا أن من يتبع المصالحة فقد اتبع منهج النبي وأن شهر رمضان هو أفضل فرصة لهذه المصالحة .
كما شدد منسي في خطبة الجمعة،على أن المصالحة سوف تأتى عاجلا أو آجلا وعلى العقلاء أن يعجلوا بتلك المصالحة لحقن دماء المصريين .
وأكد إمام وخطيب مسجد الاستقامة بالجيزة الدكتور أحمد سعيد، أن ما تعشيه مصر الآن هي حرب وجود وليست حرب بغية الرئيس فإما أن تكون مصر دولة إسلامية ترفع السنة والشريعة وإما أن تكون علمانية وتنتهي إلى الطريق التي انتهت إليه تركيا.
وتساءل "هل نحن مستعدون أن نتخلى عن ديننا وشريعتنا لنسلم بلادنا إلى أناس يقتحمون كل الحرمات والحروب فنحن نريد أن نعيش أحرار في بلادنا فلن يعيش المسلمون عداد تحت أقدام العلمانيين فقط، عانينا طول الـ60 عاما من الاضطهاد والاعتصام لكل من يرفع صوت الإسلام ويطبق سنة النبي.