القاهرة - محمد الدوي
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي "إن صعود أو هبوط بعض الأسماء أو الرموز من القيادات التي ظهرت في المشهد السياسي من ثورة 25 كانون الثاني/يناير إلى ثورة 30 حزيران/يونيو ناتج عن أن لكل ثورة ظروفًا وأوضاعًا خاصة مرتبطة بمن
تحركوا من قبل وكان لهم دور وقدرة على التفاعل السياسي وما إلى ذلك".
وأضاف فهمي "إن رموز ثورة 25 يناير ارتبطت بمرحلة معينة وأن ثوار 25 يناير كان لهم دور بارز في المشهد السياسي ومقارنة بالمشهد الحالي الآن فهذا الدور مختلف تماما بمعنى أن حملة تمرد هم شباب من شريحة عمرية أصغر ولم يكن لهم انضمام لأي حزب من الأحزاب ويعتبرون المد الثاني لظاهرة حركات التغيير الوطني السياسي في مصر التي بدأت بحركة "كفاية" ومرت بحركة "التغيير" ثم "6 إبريل" والآن حركة "تمرد" وهذا يشير إلى أن التربة السياسية ثرية في مصر وأن هناك ما نسميه في العلوم السياسية بالحراك السياسي داخل شريحة الشباب على مستوى الرموز الثورة لثورتي 25 يناير و30 يونيو بمعنى أن حركة "كفاية" هي التي مهدت إلى "الحركة الوطنية للتغيير" التي أتت بحركة" 6 إبريل" والأخيرة تمثلت في حركة تمرد مع فارق أن لكل حركة شخوصها وعناصرها ويرجع ذلك إلى الثقافة السياسية التي زادت لدى قطاع كبير من القوى السياسية المصرية نفسها وشريحة الشباب أيضا وهى شريحة ثرية للغاية.
وأوضح فهمي أنه بالفعل هناك اختفاء مثير لحركة" 6 إبريل" من المشهد السياسي الآن إلى جانب بعض رموز العملية السياسية بأكملها أيضا وليس جورج إسحاق فقط لكن هناك كثيرًا من الشخصيات التي كان لها دور في ثورة 25 يناير واختفى دورها تماما.
ومن المتوقع أنه في الفترة القادمة ستصعد رموز وأسماء أخرى وهذه ظاهرة إيجابية واختفاء أو ظهور رموز سياسية يرتبط بطبيعة المرحلة فهي التي تفرض الواقع حتى في حال اختفائهم أو غيابهم عن المشهد لكن إذا تحدثنا عن حركة "تمرد" فهي حركة شبابية لها امتداد بهذه الصورة في مراحل معينة وحينما بدأ ظهور حملة "تمرد" لم يعد يتحدث أحد عن حركة 6 أبريل وحينما ظهرت العناصر الشبابية داخل حملة تمرد لم يعد للأحزاب التقليدية برموزها ومرشحيها دور، و كل ذلك ردود فعل إيجابية فهي ليست ظاهرة سلبية بل على العكس هي بالفعل إيجابية والمجتمع قادر على إفراز هذه النخب المصرية لأن النخبة السياسية التقليدية لم يعد في يديها ما تقدمه للوطن وبالتالي دورها يتهمش على الأرض ويصعد جيل آخر.
وأضاف فهمي "إنه يعتقد في الفترة القادمة أن يستكمل المشهد باختفاء رموز سياسية تدير العملية السياسية الآن والسبب يرجع إلى أن المجتمع يشهد حراكا سياسيا كبيرا داخل شريحة الشباب".
ومن جانبها تتفق أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأزهر الدكتورة سامية الجندي مع الطرح السابق وتضيف "إن رموز ثورة30 يونيو امتداد طبيعي لثورة 25 يناير ورموزها ولا يمكن أن نتجاهلهم لأن لهم دور كبير وواضح فيما فعلوا من أجل مصر فلا يعقل نقص أحدا منهم بل على العكس لابد أن نتوحد جميعا وينضم كل الثوار مع بعضهم البعض سواء من كانوا في ثورة يناير أو يونيو لأن ذلك تحت (ثورة واحدة) فنحن جميعا كمصريين ولابد أن نوحد صفوفنا ولا نعطى الفرصة لحدوث تفرقة بينا وذلك من أجل تحقيق أهداف ثورة 25 يناير". وأكدت الجندي أن ثورة 30 يونيو استكمالا لثورة 25 يناير وتصحيح المسار
و شددت أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس الدكتورة سامية قدري على أن نجوم 25 يناير هم أصحاب ثورة 30 يونيو ومن حقهم أن يحظوا بمكانة سياسية معينة ولا نستطيع أن نغفل دورهم الذي قاموا به في ثورة يناير فهم نشطاء سواء عبر "فيسبوك" أو على الأرض في الميادين.
وتقول قدري "إنه من المفترض أن يستمر دورهم حتى تتحقق المطالب التي جاءت من أجلها ثورة 25 يناير (عيش- حرية- عدالة اجتماعية) فقد ضحوا من أجل الشعب المصري".
ويرى المحلل السياسي عثمان محمد عثمان أن رد المحكمة ببراءة بعض النشطاء الذين كان لهم دور كبير في ثورة 25 يناير جاء بمثابة رد اعتبار للثورة وتأكيدا أن نظام "الإخوان" كان معتقل هؤلاء الشباب دون ذنب أو جريمة ومشيرا إلى أن نجوم 25 يناير سيتوصلون إلى اتفاق بشكل أو بآخر مع حركة "تمرد" للاستفادة من هؤلاء الشباب في خبرتهم في التعامل مع المجتمع في هذه الظروف .
مضيفا "إنه يجب على كل الائتلافات الثورية أن تتحد وتتآلف لتستكمل ثورة 25 يناير فهناك عشرة ائتلافات متواجدة على الساحة السياسية و الواجب الوطني يحتم عليها أن تظهر وتأتلف مع الحركة الثورية الموجودة الآن فالعمل الوطني يحتاج إلى توحيد الصف فهذا سيزيد في رصيد هذا العمل ويضاعف المد الثوري ومن المؤكد أن الجميع سيشارك في وضع خارطة المسار للبلد".