جبهة الانقاذ الوطني

القاهرة ـ محمد الدوي  تعقد "جبهة الإنقاذ الوطني"، الثلاثاء، اجتماعًا طارئًا للهيئة العليا للجبهة وقياداتها، بمشاركة المكتب التنفيذي، وذلك في مقر حزب "الوفد"، للبحث في تطورات الأوضاع الراهنة في البلاد وموقفها منها، ومناقشة الهيكل التنظيمي للجبهة، وترشيح منسق عام وأمين عام جديد.وقد أخلي منصب المنسق العام للجبهة بعدما تولى الدكتور محمد البرادعي منصب نائب رئيس الجمهورية، وتولي منير فخري عبدالنور حقيبة  وزارة الصناعة. وطرح عدد من المحللين، تساؤلات عن مدى تأثير "جبهة الإنقاذ" على الشارع المصري في هذه المرحلة، وهي التي تحارب من أجل بقائها في منافسة قوية تؤثر في الشارع، ويقتنع بها الجميع، مؤكدين أنه إذا لم تنج الجبهة من مشاكل النزاع والأنانية كأشخاص والنزول في الشارع بقوة من خلال برنامج واضح لأحزابها لخوض الانتخابات المقبلة، فستكون في مهب الريح، ولا سيما بعد ظهور قوى سياسية لم تكن موجودة من قبل كحركة "تمرد" وغيرها، وأن المعارضة القوية هي التي تبعد عن أي خلافات أوزعامات رنانة تمثل العصور الحديثة باتجاهاتها كافة. وأوضح رئيس الحزب "الدستوري" ممدوح قناوي، لـ"مصر اليوم"، أن هناك اتجاهًا  لإنهاء عمل "جبهة الإنقاذ"، بإنهاء الهدف الذي أنشأت من أجله وهو مواجهة الفكر الاستبدادي ومحاولات الإنفراد بالسلطة من قبل نظام "الإخوان"، مؤكدًا فشل الجبهة في إقناع الناس ببرامجها التي كانت تحاول من وقت إلى آخر بثها في عقول المواطنين، لأنها كانت بمثابة جلسة صالونات فقط من دون النزول في الشارع، وكان هدفها الأول تحقيق أكبر قدر من المقاعد في الانتخابات في حال ترك البعض لها الساحة السياسية لأنها كانت تبحث عن مصالح شخصية. ورأى قناوي، أن "أداء الجبهة كان لا يتجاوز (0.5%)، حتى جاء الشباب الواعي الذي فجّر ثورة 30 حزيران/يونيو، بتبنيه حملة "تمرد" على مستوى الجمهورية، واستطاع بإصرره إسقاط نظام آخر بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011، لبناء دولة جديدة تقوم على أسس ديمقراطية سلمية بعيدة عن التعصب من دون إقصاء لأحد، كما كان يفعل التيار الإسلامي من قبل، وأن الشباب يحتاجون لخبرة سياسية وقدوة بحجم أعضاء (جبهة الإنقاذ) حتى لا تسرق منهم ثورتهم"، مشيرًا إلى أن أعضاء الجبهة لم يقدموا أية تضحيات من أجل الوصول إلى هدفهم، لأنهم افتقدوا التأثير في الشارع، مقارنة بشباب "تمرد" الذين أثروا في 33 مليون مصري. وتوقع رئيس "الدستوري"، أن "الإنقاذ" ستحاول في الفترة المقبلة بناء أحزابها من جديد على أسس معاصرة، مع تجنب أخطاء الماضي، وأنها ستستمر ككيان متفاهم في كثير من القضايا السياسية التي تهم الوطن، والتي تتطلب التفافًا كوضع دستور للبلاد، والذي يحتاج إلى الاتحاد بين كل الأطياف السياسية لكي يبقى لكل حزب من أحزابها حرية الإنفراد في خوض الانتخابات أو التحالف مع أحزاب أخرى. واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة د. أكرم بدر الدين، أن "جبهة الإنقاذ" كانت معارضة غير مؤثرة مثل حملة "تمرد"، وذلك لسبب المتغيرات السياسية رغم أن أعضاءها ذوو خبرة سياسية أمثال د. محمد البرادعي، والسيد عمرو موسى، والدليل تناول سلبيات حكم "الإخوان المسلمين" وتحليله سياسيًا، والتى كان لها أثرًا جيدًا في صحوة الشعب ضد النظام.  وأضاف بدر الدين، أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى حراك سياسي على أعلى مستوى من قبل النخبة السياسية، وأن "الإنقاذ" تحاول تصحيح وضعها السياسي، ولا سيما أن حملة "تمرد" أصبح لها كيان في الشارع بجانب المعارضة الأخرى، وأنه لابد من تغيير فكر شباب بعض الأحزاب حتى يواكب العصر، وأن الجبهة عليها إعادة النظر بمشاركة قوية بنخبة من الشباب العبقري الذي يستطيع التأثير في الحياة السياسية.