القاهرة ـ محمد الدوي
اتفق عدد من القوى الثورية وشباب أكثر من حزب سياسي، على إقامة "مائدة لمّ الشمل الوطني"، وذلك كل يوم جمعة خلال شهر رمضان الكريم، تضم المسلمين والمسيحيين من دون استثناء، بالإضافة إلى جميع القوى السياسية. وأكدت القوى الثورية، أن مائدة أول جمعة في رمضان هي الأولى لتلك الموائد المتوقع لها الاستمرار طوال أيام جمع الشهر الكريم، على الرغم من الاستجابة المحدودة، وأنهم لن يتراجعوا عن مساعي لمّ شمل القوى السياسية، بعد الأزمة الراهنة التي تكاد تعصف بمصر، حيث أبدى عدد من شباب الثورة قدرًا عاليًا من الآمال
والتفاؤل بأن تحقق هذه الموائد الرمضانية النجاح الذي أخفق فيه السياسيون ومبادراتهم في لمّ الشمل بين القوى، بشقيها المدني والإسلامي، لإعلاء مصلحة الوطن. وقالت عضو اللجنة المركزية لحملة "تمرد" سارة كمال، لـ"العرب اليوم"، إن أعضاءها كانوا من أولى المؤيدين لإطلاق مبادرة "مائدة لمّ الشمل الوطني"، وتأمل الحركة من تلك المبادرة تكوين أطول مائدة رمضانية في التاريخ، يجتمع عليها المصريون، كل جمعة من الشهر الكريم، والغاية منها أن مجرد جلوس الفرقاء السياسيين على مائدة رمضانية كفيل بإزالة حالة رفض الآخر وإمكان القبول بالجلوس معًا لمناقشة الأزمة من أبعادها المختلفة، للوصول إلى توافق وطني يمثل بداية جديدة للثورة المصرية. وتوقع المتحدث الإعلامي باسم "اتحاد شباب الثورة" هيثم الخطيب، أن يستجيب البعض لهذه المبادرة من قوى التيار الإسلامي، لكون أجواء الشهر الكريم باعثة عن التوافق الإنساني، وإرساء أجواء من الود والحب والتفاهم والإيجابية بين الجميع، مضيفًا "لابد أن يدرك (الإخوان المسلمين) أن مصر وطن للجميع، وسفينة يركبها المصريون جميعًا، وأن الجميع أبدى استعداده للمشاركة والحوار السياسي بضوابط للوصول بهذا الحوار إلى حالة من النجاح السياسي، الذي يفيد مصر واستقرارها، قبل كل شيء".
واعتبر المتحدث باسم حزب "6 أبريل" طارق الخولي، المبادرة دعوة إنسانية للمصالحة الوطنية، قائلًاً "لقد حان وقت البناء والتنمية بأن يطوي الجميع صفحة العنف السياسي والخلاف، وما خلفتها من دماء سالت على أرض الوطن، وأن يتكاتف ويشارك في المبادرة كخطوة نحو استقرار الأوضاع الداخلية، وأن القوى السياسية التي تتصدر المشهد الآن، ليس في نيتها اعتماد سياسة الإقصاء في التعامل مع الآخرين، مضيفًا "نتمنى نجاح هذه المبادرة في لمّ شمل المصريين، ونريد من جميع القوى والأحزاب السياسية أن تُعلي من قيمة الوطن ومصلحته على المصالح الحزبية والفئوية"، مطالبًا الجميع بعدم البحث عن أهداف الأحزاب أو القوى السياسية المختلفة، بل تكاتف جهود الجميع من أجل مصلحة مصر أولاً.
وأعرب المتحدث باسم حركة شباب "6 أبريل ــ الجبهة الديمقراطية" خالد المصري، عن سعادته بمبادرة "مائدة لمّ الشمل الوطني"، لهدف توصيل رسالة إلى العالم الخارجي، أن الشعب المصري واحد ولن يتم تفريقه أبدًا، وأنه على الرغم من اختلافنا في وجهات النظر، وفي رؤية مسار المشهد السياسي، إلا أننا سنظل يدًا واحدة ضد كل من يحاول أن يفرق بيننا.
وأضاف المصري، أن حركة "6 أبريل" ستقوم بالمشاركة في هذه المبادرة، وستقوم أيضًا بالتنظيم لموائد الإفطار اليومية طوال شهر رمضان كريم، ليس في القاهرة فحسب وإنما أيضًا داخل العديد من المحافظات، التي شهدت اشتباكات دموية وعنفًا سياسيًا خلال الأيام الأخيرة، مثل محافظات الإسكندرية والمحلة والمنصورة وغيرها، موضحًا أنه من المتوقع أن يستجيب بعض شباب "الإخوان" لتلك المبادرة إذا أعطيت لهم الطمأنينة السياسية، حتى يسهل دمجهم في العمل السياسي من جديد.
وقال عضو المكتب السياسي لـ"تكتل القوى الثورية" محمد عطية، إن جميع المبادرات التي أطلقتها القوى الثورية استهدفت في الأساس محاولة لكسب شباب "الإخوان المسلمين" إليها، ومن المفترض أن يقوموا بسحب الثقة من مرشد الجماعة محمد بديع، وإعلاء مصلحة الوطن، ولابد من عودتهم إلى الحياة السياسية من جديد، لكونهم شاركوا بقوة في ثورة 25 كانون الثاني/يناير، ولابد أن يكون لهم موقف مؤيد معنا لتصحيح مسار تلك الثورة وتحقيق أهدافها.