القاهرة ـ أكرم علي
هاجم مؤيدو الرئيس السابق محمد مرسي المتظاهرين في محيط ميدان التحرير، بالتحديد في ميدان عبد المنعم رياض، المجاور له، وأطلقوا عليهم الخرطوش والحجارة، ورد معارضو مرسي أيضًا بإطلاق الحجارة عليهم، مما أدى إلى زيادة حدّة الاشتباكات بينهما مساء الجمعة، فيما استنكرت دار الإفتاء المصرية بشدّة مشاهد العنف والتخريب التي اجتاحت محافظات الجمهورية، الجمعةن مؤكدة على أن "دماء جميع المصريين وأموالهم وأعراضهم حرام شرعًا"، مشدّدة على "حُرْمَتِه". واستمرت الاشتباكات بحسب شهود العيان لأكثر من 3 ساعات، وأطلق الطرفان الحجارة والألعاب النارية، وقنابل الغاز المسيلة للدموع على بضعهم بعضًا. وأكد شهود عيان لـ "مصر اليوم" قيام مجموعات من منطقة بولاق العلا بتنظيم لجان شعبية بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون، وقاموا بالقبض على أنصار مرسي حتى تم تسليمهم لقوات الجيش بعد الهجوم على المتظاهرين من معارضي مرسي. ووصلت أكثر من 10 مدرعات تابعة لقوات الشرطة والجيش إلى محيط الاشتباكات للسيطرة عليها، وقامت بفتح الطريق مرة أخرى أمام مبنى ماسبيرو، وتراجع المتظاهرون المؤيدون لـ "مرسي" إلى محيط ميدان النهضة في الجيزة مرة أخرى. ومن جانبه، نقل التليفزيون المصري عن وزارة الصحة قولها "إن حصيلة القتلى حتى الآن، في أحداث العنف ارتفعت إلى 17 شخصًا في محافظات مصر، ووقع العشرات من المصابيين في الأحداث ذاتها". وفي السياق ذاته، استنكرت دار الإفتاء المصرية بشدّة مشاهد العنف والتخريب التي اجتاحت محافظات الجمهورية، الجمعة. ومن ناحية أخرى، أكدت دار الافتاء المصرية في بيان لها، الجمعة، أن "دماء جميع المصريين وأموالهم وأعراضهم حرام شرعًا، مشدّدة على حرمته. وأوضحت الافتاء "أن المصريين مقبلون على شهر رمضان الذي يصحح مسيرة الخلق مع الخالق، والذي يعطيهم جميعًا فرصة ذهبية لتحقيق المصالحة الشاملة بين أبناء الوطن جميعًا". وأضافت الدار في بيانها أن "الحكمة والوطنية الحقة والقيم الإنسانية السمحة البناءة التي دعت إليها الأديان جميعًا تدعو الآن إلى إدراك طبيعة اللحظة الفارقة التي يعيشها الوطن، والالتزام التام بالتظاهر السلمي، وحقن الدماء، وضبط النفس، وعدم الانجرار إلى العنف، محذّرة من أن الانجرار إلى العنف أو إراقة الدماء أو تخريب المنشآت العامة والخاصة يمثل تهديدًا للسلام المجتمعي ولمصالح الوطن، ويؤثر سلبًا على الأداء الأمني والاقتصادي لمصر". واحتشد عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي، الجمعة، في محيط مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر شرق القاهرة، استجابة لدعوة جماعة "الإخوان المسلمين" وحزبها السياسي "الحرية والعدالة"، للتظاهر تحت شعار "جمعة الرفض"، والتي يطالبون فيها بعودة "الرئيس المنتخب إلى حكم البلاد" و"إلغاء جميع القرارات والإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري"، فيما يُشارك الآلاف من المتظاهرين في جمعة "الحفاظ على مكتسبات الثورة" في ميدان التحرير . وتوافد عشرات الآلاف من المؤيدين للرئيس السابق إلى محيط رابعة العدوية، وانضمت إليهم مسيرات آتية من منطقتي الألف مسكن، وعين شمس المجاورة لها، حيث طالب المتظاهرون باستمرار العمل بالدستور، والدعوة إلى الحوار لإجراء التعديلات المطلوبة عليه، ومحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين واعتقال القيادات، إضافة إلى تعيين نائب عام جديد من خلال ترشيحات المجلس الأعلى للقضاء، وإجراء انتخابات نيابية في غضون شهرين. وانطلقت مسيرة من مسجد الاستقامة في ميدان الجيزة، بعد صلاة الجمعة، متجهة إلى ميدان "نهضة مصر" أمام جامعة القاهرة، ضمّت المئات من الشباب والرجال وقليلاً من النساء والفتيات، وحمل المتظاهرون أعلام مصر وأعلام جماعة "الإخوان المسلمين"، ورددوا في المسيرة هتافات تندّد بما وصفوه بـ"الانقلاب ضد شرعية الرئيس السابق محمد مرسي"، مؤكّدين أنه "لا يزال رئيسهم حتى الآن". وساد الشلل المروري التام محيط جامعة القاهرة ومنطقة بين السرايات، بينما عمّت حالة من الترقب لأهالي بين السرايات، خوفًا من وقوع أيّ اشتباكات من مؤيدي مرسي وقوات الجيش المكلّفة بتأمين المنشآت والمواطنين. وفي المقابل، توافد الآلاف من المتظاهرين إلى ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرات "الحفاظ على مكتسبات الثورة"، الجمعة، مطالبين بمحاكمة عدد من القيادات الإسلامية المسؤولة عن تدهور الحياة الاقتصادية والسياسية خلال الفترة الأخيرة، ورفع المتظاهرون لافتات ضخمة تحمل مطالب الثورة، وهي "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، مشدّدين على استبعاد رموز النظام السابق من الميدان، وتجنُّبهم من قِبل الإعلام، فيما تم تشديد إجراءات التأمين داخل الميدان وعلى جميع مداخله، وقام المتظاهرون بعمل دروع بشرية لتأمين السيدات. ودعت "جبهة الإنقاذ الوطني" إلى تظاهرات عاجلة للدفاع عن "ثورة 30 حزيران/يونيو"، في إشارة إلى التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر أخيرًا وانتهت بتدخل الجيش لإطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، وقالت الجبهة في بيان، الجمعة، "إنها تدعو المصريين جميعًا إلى النزول إلى الميادين للدفاع عن (ثورة 30 حزيران/يونيو) التي قامت من أجل تحقيق أهداف ثورة 25 كانون الثاني/يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وإننا الآن مطالبون بحماية مكتسبات الموجة الثانية للثورة، وتأكيد إرادتنا في استعادة الاستقرار لبناء الوطن وتنميته، وأن بقاءنا في الميادين إلى حين استكمال إجراءات المرحلة الانتقالية سيؤكد للعالم أجمعه أن المصريين فخورون بثورتهم ومتمسكون بنجاحها". جدير بالذكر أن اشتباكات قد جرت بين مؤيدي ومعارضي مرسي، الخميس، أدت إلى وقوع أكثر من 110 مصابين في محافظات مصر.