القاهرة ـ مصر اليوم
القاهرة ـ مصر اليوم يحيط الغموض بشخصية الرئيس المصري الجديد الذي كان يتولى رئاسة المحكمة الدستورية في البلاد المستشار عدلي منصور، فقد وصفه أحد المواقع العربية بعبارة "الرجل الغامض" بينما قال موقع آخر إنه شخصية لا يُعرف عنها الكثير، أما أكبر الصحف المصرية اليومية الرسمية فلم تجد سوى 150 كلمة لعرض السيرة الذاتية للرجل الذي سوف يخلف مرسي بعد حلف اليمين لفترة انتقالية غير معروفة، فيما وصفه آخرون بأنه شخصية "متحفظة جدًا"، وذات خبرة ومهارة قانونية وقضائية. وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد عمل منصور أكثر من 20 عامًا كنائب للمحكمة الدستورية، ويبلغ من العمر 67 عامًا، وتم تعيينه رئيسا للمحكمة الدستورية بعد تقاعد سلفه الأسبوع الماضي، وتزامن يوم تعيينه مع اليوم الذي تحدد للتظاهرات الداعية لإسقاط مرسي. ووجد القاضي عدلي منصور نفسه، الخميس، في منصب يسمح له بالقيام بدور رئيسي في كتابة الفصل المقبل من الثورة المصرية الصاخبة التي لا تهدأ، ولم يسبق له الظهور من قبل على الساحة السياسية أو في أيّ من المشاهد العامة، الأمر الذي دفع ببعض الخبراء والمراقبين إلى القول بأنه لا يزيد على كونه رئيسًا صوريًا وأنه مجرد واجهة. ويقول المحامي نجاد البرعي، وهو أحد نشطاء حقوق الإنسان في مصر "إنه مجرد رئيس لا لزوم له في منصب شرفي، ولا يزيد على كونه موظفًا، فهو شخص قاموا باستدعائه، وقام هو بتلبية النداء". وأضاف أن الجيش المصري سوف يكون الحاكم الفعلي في البلاد خلال الفترة المقبلة. ووفقًا لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش فإن عدلي منصور هو المخوَّل إصدار الإعلانات الدستورية، وتشكيل حكومة تكنوقراط، وتشكيل لجنة لمراجعة الدستور. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن ناثان جيه براون "إنه شخصية جاءت من بيئة قضائية يحكمها التعاون والتشاور، وإذا ما أخذنا تلك الخلفية في الاعتبار من واقع خبراته ومنصبه فإنه من المحتمل أن ينظر إلى نفسه باعتباره شخصًا يقوم بما ينبغي عليه أن يقوم به على نحو قانوني، حتي يضمن تقدم العملية السياسية في مصر قدمًا، وحتى يضمن قدرة مؤسسات الدولة على القيام بمهامها". ووصفه براون الذي سبق وأن درس النظام القضائي في مصر والذي سبق وأن التقى القاضي عدلي منصور في مناسبات عدة، بأنه ذو ملامح جذابة ودائم الابتسام كما أنه اجتماعي، ولكنه في الوقت نفسه متحفظ جدًا. وأضاف أنه من الصعب التعرف على الميول السياسية لأي قاضٍ بسبب طبيعة عمله القضائي. وأردف أن عدلي منصور بوصفه قاضيًا يميل إلى أن يكون شخصية استرضائية تميل إلى المصالحة، ولا يحب الدخول في مواجهات". أما صحيفة الأهرام القاهرية شبه الرسمية فتقول إن عدلي منصور سبق وأن ساعد في صياغة مسوّدة قانون انتخابات الرئاسة التي جاءت بمرسي إلى الحكم، كما أن المحكمة الدستورية على مدى الشهور السابقة اعترفت بالدستور الجديد الذي تم صياغته في عهد مرسي، كما عملت بموجبه. ويقول البروفيسور براون "إنه لن يقوم بعمل تغييرات كبيرة، أو أن يحكم من خلال حسّ نشِط، أو أن يحاول أن يملي على مجلس الوزراء الجديد ما ينبغي عمله"، وأضاف أن القاضي عدلي منصور في صورته الرسمية رجل مبتسم، وجذاب، ولكنه قليل الكلام.