صنعاء ـ علي ربيع
كشفت السلطات اليمنية، الخميس، عن مخطط لتنظيم"القاعدة" للاستيلاء على مناطق في محافظة أبين (جنوب اليمن) وقالت "إنها أصدرت تعليمات إلى الأجهزة الأمنية في المحافظة لرفع درجات الحيطة والحذر تحسباً من أي هجمات إرهابية، في وقت عقدت الحكومة اجتماعاً استثنائياً
مصغراً للوقوف أمام المشكلات الأمنية المتفاقمة في العاصمة صنعاء".
و في السياق ذاته، قالت وزارة الداخلية اليمنية، في بيان لها "إنها وجهت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين لرفع يقظتها الأمنية واتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة".
وأضافت الوزارة في البيان الذي نشرته على موقعها الإلكتروني"إن هذه التوجيهات تأتي بناء على معلومات مؤكده عن قيام عناصر إرهابية وتخريبية من تنظيم "القاعدة" بالانتشار والتمركز حول مديرية لودر(التابعة لمحافظة أبين) في إطار مخطط إرهابي يهدف إلى الاستيلاء على بعض المواقع والقرى في المحافظة"،مؤكدةً أن هذه التعليمات أنها شددت على التحلي باليقظة الأمنية الدائمة وضبط أي عناصر إرهابية مشبوهة".
إلى ذلك، علم"العرب اليوم" من مصادر محلية في أبين" "أن عناصر مسلحة من تنظيم"القاعدة" تقوم بإعادة انتشارها في وسط محافظة أبين خاصة في محافظات المحفد والوضيع ومودية، في تحركات مشبوهة تعتقد المصادر أنها مقدمة لتنفيذ هجمات مسلحة في هذه المناطق".
وكان مسلحون من التنظيم اعترضوا سيارة للجيش تقل رواتب جنود أحد المعسكرات في أبين قبل يومين، لغرض السطو عليها، وقتل ضابط وجندي خلال العملية التي باءت بالفشل.
ويذكر أن "القاعدة" ينتشر في مناطق جبلية وصحراوية جنوب اليمن ووسطه وشرقه، وتمكن الجيش بمساعدة من مليشيا"اللجان الشعبية" من طرد مسلحي التنظيم منتصف 2012 من مدن في محافظتي أبين وشبوة كان سيطر عليها وأعلن فيها قيام إمارات إسلامية، في وقت أصبح فيه يعتمد أسلوب الهجمات الانتحارية والاغتيالات التي طاولت في العامين الأخيرين عشرات ضباط الجيش والأمن والمخابرات في اليمن.
ويأتي هذا مع أنباء عن خلافات بين الجيش ومليشيا"اللجان الشعبية" في أبين نفسها، حيث بات نفوذ المليشيا يتنامى في مديريات المحافظة بعيدًا عن السلطات المحلية، وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" "إن توتراً يسود بين الجيش في لودر والمليشيا التي تفرض حصاراً على أحد ألويته مطالبة بأموال كانت تتلقاها من السلطات".
في غضون ذلك، عقدت الحكومة اليمنية برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة اجتماعاً استثنائيًا مصغراً، الخميس، وقفت فيه على الأوضاع الأمنية المتفاقمة في العاصمة صنعاء، وبحثت فيه معالجات لاحتياجات المدينة.
وقالت "وكالة الأنباء اليمنية" الرسمية" إن الاجتماع تدارس الحلول العاجلة للقضايا والمشكلات التى تعانى منها أمانة العاصمة، خاصة في الجوانب الأمنية والخدمية، والمقترحات الكفيلة بتكريس أجواء الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع وتحسين الخدمات العامة الأساسية المقدمة للمواطنين، وأوضاع النظافة، إضافة إلى تنظيم ومراقبة الأسواق استعدادا لشهر رمضان المبارك".
وأضافت الوكالة "إن الاجتماع شدد على وزارتي الدفاع والداخلية للتصدي الحازم واتخاذ الإجراءات الرادعة بحق كل من يحاول العبث أو الإخلال بالأمن والسكينة العامة، وأن تعمل على استتباب الأمن وتثبيت الاستقرار ومكافحة كافة أشكال الجريمة".
وشهدت العاصمة صنعاء خلال الأيام الأخيرة، عدداً من حوادث الاشتباكات المسلحة بين قبليين سقط فيها قتلى وجرحى، كما شهدت مقتل ضابط شرطة برصاص مسلحين.
كما أكدت الحكومة اليمنية في اجتماعها الاستثنائي "دعمها للتدابير العسكرية والأمنية التي يتم تنفيذها من أجل ضبط الوضع الأمني وإنهاء كافة إشكال الاختلالات القائمة في هذا الجانب، بما في ذلك قطع الطرقات، وخلافات الأراضي وبعض المظاهر المسلحة، بما يحافظ على الاستقرار والسلم الاجتماعي والأهلي".
و تجدر الإشارة إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أجرى قبل ايا تغييرات شاملة في قيادات وزارة الداخلية وأجهزتها التابعة لها في إطار تنفيذ خطة إعادة الهيكلة التي شارك في إنجازها خبراء أردنيون وأوروبيون وأميركيون".