الدقهلية ـ رامي القناوي
سادت حالة من الغضب لدى المتظاهرين في ميدان الثورة في المنصورة، عقب خطاب الرئيس محمد مرسي، فيما أعلنت الأحزاب والقوى السياسية في المحافظة رفضها للخطاب، ووصفته بأنه "عملية تحريض مباشر لأهله وعشيرته على سفك دماء المتظاهرين، ولإصراره على وصف المتظاهرين بالفلول وأذناب النظام السابق".وتابع الآلاف من المتظاهرين المحتشدين خطاب مرسي بواسطة عدد من شاشات
العرض التي تم وضعها في لميدان الثورة، بالإضافة إلى مكبرات الصوت التي نقلت الخطاب، وعقب الخطاب طالب المتظاهرون برحيل الرئيس، وسط ترديد هتافات عدة منها "إرحل ..إرحل"، و"انزل ياسيس" ، و"ياللي ساكت ساكت ليه خدت حقك ولا إيه"، و"عبدالناصر قالها زمان الإخوان ملهومش أمان"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يسقط يسقط حكم المرشد".
وعبرت القوى السياسية والحزبية في محافظة الدقهلية عن غضبها من الخطاب، حيث قال أمين الحزب "العربي الناصري" محمود مجر، "إن الخطاب ما هو إلا خطاب مكرر وركيك، يتحدث عن الأطفال والنساء وكأنه يستدرج عواطفهم تطبيقًا لأساليبهم المعروفة، بالإضافة إلى أنه لم يجد إلا وسيلة لتلشكيك في الأحزاب، بادعاءاته الكاذبة لقوله، إن الأحزاب قدمت له مبادره لحل الأزمة، ولم يكن في حديثه عن تلك المبادرة إلا ما كرره في خطابات سابقة، ولم تجد ما يتوافق عليها أو حتى يتحاور معه بشأنها".
وأضاف مجر، "مرسي تحدث عن تمسكه بشرعية وجوده مئات المرات، وكلماته حملت الكثير من التهديد لكل من يقترب من الاعتداء على هذه الشرعية، وتكراره كان موجهًا إلى القوات المسلحة، ولا سيما أنه لم يتبق سوى ساعات عدة على انتهاء مهلة البيان العسكري، وربط مرسي بذكاء بين أعمال العنف وشرعية وجوده، ومنح نفسه ومؤيديه قبلة الحياة والمقاومة، واكدها بقوله (سوف أدافع عن الشرعية بدمي)، وكررها كثيرًا، وأحمله مسؤولية أن يتحول الشارع إلى بحور من الدماء بعد خطابه"، مشيرًا إلى أن "أي أحداث عنف قد تحدث في الشارع سيكون المسؤول الأول عنها هو مرسي، إن لم تسارع القوات المسلحة والمحكمه الدستورية إلى إنقاذ الشعب المصري ومصر من مصير غامض".
واكد المتحدث الإعلامي لحزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" في الدقهلية سمير الأمير، أن "الخطاب لم يكن موجهًا إلى الملايين التي خرجت لتعلن رفضها لحكم محمد مرسي، بل كان موجهًا إلى القلة القليلة من أهله وعشيرته في رابعة العدوية، وأن الخطاب بهذه الصورة هو تحريض مباشر على العنف وسفك الدماء، لأن الجمعية العمومية للشعب المصري، صاحبة الحق الأصيل وصانعة الشرعية، من حقها أن تسحب الثقة من الرئيس وتطالب بانتخابات مبكرة".
وقال الأمير، "إن الجمعية العمومية لأية نقابة مهنية تستطيع الإطاحة برئيسها، فكيف عن مصير وطن!، إن الرئيس ظهر وكأنه يهدد بالحرب الأهلية أو الفوضى كما فعل المخلوع مبارك، ولم يتطرق إلى المطالب التي خرج من أجلها المصريين، من إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتعديل للدستور، وأصر على وصف الحشود بأنها من الفلول وأذناب النظام السابق، وخرجوا بتحريض من الدولة العميقة، وهذا يعتبر اتهامًا للشعب المصري".
واعتبر مسؤول "التيار الشعبي" في الدقهلية عبدالمجيد راشد، أن "خطاب الرئيس محمد مرسي الذي ألقاه في ساعة متأخرة ماهو إلا خطاب فاشل، يعبر عن الاستبداد وغباء منقطع النظير، وتحدي سافر لإرادة الشعب المصري، الذي لم يشهد التاريخ البشري كله مثل حشده على مدار الأيام السابقة في الميادين كافة".
وأوضح راشد، أن "الخطاب يدعوا أهله وعشيرته إلى استخدام العنف في مواجهة الشعب، ويزيد النار اشتعالاً، وأن الشعب خلع مرسي ولن يتراجع عن قرارة، ومطلبنا الآن لن يكون تنحية فقد أسقطه الشعب المصري، ولكن سيكون محاكمته باعتبارة مجرم هو وجماعته"، مشيرًا إلى أن "الرئيس مرسي ليست له أي شرعية لطرح أية مبادرات، والرد يراه الجميع على الشاشات ونزول المواطنين إلى الميادين، وقرارهم بإعلان العصيان المدني الشامل بدأ من الآن".
وأكد القيادي في حركة "الاشتراكيون الثوريون" خالد عبدالرحمن، أن "الخطاب يمكن تلخيصه في كلمتين فقط، بأن مرسي سيظل في السلطة ومتمسك بها، حتى ولو كان هناك بحور من الدماء، والخطاب لم يقدم أي جديد، والتنازلات التي قدمها جاءت متأخرة، وسقف مطالب المتظاهرين في الشارع أصبح عاليًا، وأصبحت المطالب بالرحيل وخارطة الطريق التي قدمها أقل بكثير من مطالب الشارع، والملايين التي خرجت في الميادين لن ترضى عن أية تنازلات أو عروض".
وقال عبدالرحمن، "إن مرسي يعطى إشارة البدء لبحور من الدماء قد تحدث للدفاع عن وجوده في السلطة، وسنظل في الميادين حتى رحيل (الإخوان) عن السلطة، لأنه فقد شرعيته، بعدما جصلت (تمرد) على 22 مليون توقيع للمطالبة برحيله عن السلطة".
ورأى سكرتير عام حزب "الدستور" في الدقهلية أحمد حمدي، أن "الخطاب أثبت أن مرسي منفصل عن الواقع ونبض الشارع، ولا يرى سوى ميدان رابعة العدوية أمامه، ولن ينظر إلى الملايين التي ملأت الشوارع، وأن الناس لن تعود مرة أخرى إلى بيوتها قبل رحيل مرسي، والخطاب كان بأسلوب التحدي، واستفزازي للشعب، مما يزيد من إصرار المواطنين على استكمال ثورتهم في الشارع