دمشق - جورج الشامي
هزّ انفجار ضخم العاصمة السورية دمشق، في حي باب توما بالقرب من الكنيسة المريمية، راح ضحيته حسب شهود عيان 7 أشخاص على الأقل، وفي دمشق أيضاً تتعرض بعض الأحياء لقصف "غير مسبوق" وسط تواصل المعارك في معظم المناطق، وقالت مصادر من درعا إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا الخميس على آخر حواجز النظام في المدينة، وتواصلت المواجهات بين الجيش الحر والقوات
السورية في حي الراشدين الواقع شمال غربي مدينة حلب بعد أيام قليلة من سيطرة المعارضة عليه، في سياق آخر قال مسؤولون إن فريقاً دولياً من خبراء الأسلحة الكيماوية وصل إلى تركيا لجمع معلومات عن احتمال استخدام مثل هذه الأسلحة في الصراع الدائر في سورية. وذكرت صحيفة فيدوموستي أن روسيا ليس لديها حاليا عسكريون في سورية، موضحة أن موسكو سحبت العاملين من منشآتها البحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط وربما توقفت عن استخدامها.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن تفجيرا انتحاريا هز حي باب توما وهي منطقة مسيحية شهيرة في المدينة القديمة في وسط دمشق. وقتل فيه أربعة أشخاص على الأقل.
بينما قالت هيئة الثورة إن قذيفة لقوات الحكومة وراء التفجير الذي وقع بـ"باب توما".
ووقع الانفجار بالقرب من الكنيسة المريمية في وسط باب توما، ويذكر أن الكنيسة المريمية من الكنائس الأثرية السورية القديمة، ويعود تاريخ الكنيسة إلى القرن الأول المسيحي. ويعد هذا الحادث الأول من نوعه الذي يقع بالقرب من أماكن عبادة مسيحية في سورية. ويشار إلى أن الانفجار وقع أيضا بالقرب من جمعية ومستوصف تابعين للطائفة الشيعية الأمر الذي يجعل من الصعب تحديد المكان الذي استهدفه الانفجار. وأفاد سكان من المنطقة بسقوط 7 قتلى وعدد من الجرحى.
وكان ناشطون في المعارضة السورية قالوا، الخميس، إن أحياء عدة في العاصمة السورية دمشق تتعرض لقصف مدفعي "غير مسبوق" وسط تواصل المعارك في معظم المناطق، وذكرت مصادر أن مدافع وراجمات القوات الحكومية استهدفت الخميس بشكل "غير مسبوق" أحياء برزة والقابون والعسالي والحجر الأسود في دمشق، في وقت اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري في ريف العاصمة.
ووفقا للمركز الإعلامي السوري المعارض، فإن الطائرات الحربية شنت غارات على بلدتي الزمانية والأحمدية في الغوطة الشرقية لريف دمشق، مشيرا من جهة أخرى إلى سقوط قتلى وجرحى في قصف مدفعي في بلدة المليحة.
وأفاد ناشطون بسقوط أربعة صواريخ أرض أرض على أحياء العاصمة الجنوبية صباح اليوم، مما أسفر عن دمار كبير في المباني السكنية.
وقالت شبكة شام إن القصف طال أحياء القابون وبرزة، مع وقوع اشتباكات عنيفة في حيي مخيم اليرموك والعسالي تزامنا مع حملة مداهمات في أحياء الموازيني وقبر عاتكة والتيامنة والمجتهد.
وكان المركز الإعلامي السوري قد تحدث في وقت سابق عن حالات اختناق في القابون نتيجة قصفها بمواد سامة، ويتعرض هذا الحي لقصف متواصل منذ ثلاثة أسابيع.
وقال المتحدث باسم كتائب درع الشام أبو فاروق الشامي إن الاشتباكات تواصلت الخميس عند منطقة الجسر الرابع على طريق مطار دمشق الدولي، إلى جانب اشتباكات أخرى في داريا.
وقالت مصادر من درعا إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا الخميس على آخر حواجز النظام في المدينة، وأفادت المصادر بأن الثوار سيطروا على حاجز البنايات، وهو آخر حواجز النظام في مدينة درعا، وذلك بعد هجومين انتحاريين بعربة مدرعة وسيارة على الحاجز، وتأتي السيطرة في إطار عملية واسعة لانتزاع آخر ثلاثة مخافر في المحافظة، التي يحتشد فيها الكثير من الجيش الحكومي، وهي هجانة وكتيبة الهجانة والجمرك القديم، ويعد الأخير معبرا حدوديا مع الأردن.
وشهدت المحافظة الخميس أيضا استمرار القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء مدن درعا وجاسم وإنخل.
وقال المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في سورية إن بلدة الرفيد في الجولان السوري تعرضت لقصف عنيف من جانب القوات الحكومية أوقع قتلى وجرحى، مضيفاً أن أهالي البلدة هربوا إلى منطقة خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل ليحتموا من نيران القصف.
إلى ذلك، تواصلت المواجهات بين الجيش الحر والقوات السورية في حي الراشدين الواقع شمال غربي مدينة حلب بعد أيام قليلة من سيطرة المعارضة عليه، فيما استهدف الجيش الحر تجمعات للقوات الحكومية في بلدتي نبل و الزهراء في ريف المدينة.
وفي ريف حمص، تحاول القوات الحكومية اقتحام بلدة الرستنالتي تعد آخر معاقل المعارضة المسلحة في المنطقة، لاسيما بعد أن نجحت الأربعاء باستعادة السيطرة الكاملة على تلكلخ وطرد مقاتلي المعارضة من البلدة المحاذية للحدود اللبنانية.
وتمثل استعادة تلكلخ الواقعة على مسافة 3 كيلومترات من الحدود مع لبنان مكسبا آخر للحكومة السورية، بعد الاستيلاء على بلدة القصير هذا الشهر، وتعزيز سيطرته حول مدينة حمص الواقعة بوسط البلاد والتي تربط دمشق بالساحل السوري.
في سياق آخر قال مسؤولون، الخميس 27 يونيو/حزيران، إن فريقاً دولياً من خبراء الأسلحة الكيماوية وصل إلى تركيا لجمع معلومات عن احتمال استخدام مثل هذه الأسلحة في الصراع الدائر في سورية.
وظل الفريق الذي شكله الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، منتظراً في قبرص منذ أبريل/ نيسان دون أن تسمح له سورية بالدخول.
إلى ذلك، أظهرت صور فيديو بثتها شبكة "شام" الإخبارية، إصابة عدد من المواطنين السوريين بحالات اختناق جراء استخدام النظام غازات كيماوية سامة في قصفه حي القابون الدمشقي، الخميس.
حالات اختناق شديدة استقبلتها مستشفيات ميدانية في حي القابون الدمشقي، قال ناشطون إنها بسبب استنشاقهم غازات كيماوية سامة خلال قصف قوات الحكومة للحي، وهي ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها قوات الحكومة مثل هذه الأسلحة، فقد حدثت حالات حرجة مماثلة وأشد في مناطق أخرى تشهد هجمات لقوات الحكومة.
وفي هذا الصدد، صرح دبلوماسيون بأن الولايات المتحدة وبريطانيا سلمتا خبراء الأمم المتحدة تفاصيل عن 10 حالات محتملة لاستخدام أسلحة كيماوية من جانب النظام السوري.
فيما ذكرت صحيفة فيدوموستي أن روسيا ليس لديها حاليا عسكريون في سورية، موضحة أن موسكو سحبت العاملين من منشآتها البحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط وربما توقفت عن استخدامها.
وقال محللون إن التقرير إذا كان دقيقا، يمكن أن يدل على قلق روسيا بشأن الخطر الذي تشكله الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من عامين، على العاملين الروس في البلاد.
يشار إلى أن منشأة طرطوس للصيانة والإمداد هي القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق، وتمنح روسيا موطئ قدم في سورية خلال النزاع.
واستعرض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عضلات روسيا قرب السواحل السورية، وأمر بنشر وحدة بحرية في البحر المتوسط للمرة الأولى منذ انهيار السوفيتي عام 1991.
لكن ألكسندر غولتس المحلل العسكري المقيم في موسكو، قال إن سحب الأفراد من طرطوس "خطوة منطقية للغاية" لحماية العاملين، مشيرا إلى أنه اختطاف أي فني عسكري روسي سيحرج موسكو.
وقال غولتس لرويترز إنه كان يوجد قرابة 100 فني عسكري في طرطوس لخدمة السفن التي تتوقف هناك للتزود بالإمدادات وللخضوع لعمليات صيانة بسيطة، لكن ربما تم سحبهم في وقت سابق من العام عندنا أجريت التدريبات البحرية في المنطقة.