توافد متظاهرو القوى الإسلامية على محيط مسجد رابعة العدوية

احتشد عشرات الألاف من التيار الإسلامي في مصر، الجمعة، في محيط مسجد رابعة العدوية غرب القاهرة، للمشاركة في تظاهرات "لا للعنف" المؤيدة لشرعية الرئيس محمد مرسي، والتي دعت لها 30 حزبًا سياسيًا غالبيتهم من القوى الإسلامية، في حين شهد ميدان التحرير تظاهرات مناهضة لحكم "الإخوان" تمهيدًا لتظاهرات 30 حزيران/يونيو المرتقبة.
وقال المتحدث باسم "الجبهة السلفية" الدكتور خالد سعيد، "إن تظاهرات الإسلاميين الجمعة جاءت لتؤكد شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي تحت شعار "لا للعنف ونعم للشرعية"، لنثبت للداعين إلى تظاهرات 30 حزيران/يونيو لإسقاط الرئيس، أن الإسلاميين قوة لا يستهان بها، ولن تسمح بإسقاط شرعية دولة ونظام منتخب بعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير، وما تلاها من تضحيات كبيرة قدمها الشعب من روحه ودمه، وأنه في حال تزايد أعداد المتظاهرين، من المحتمل أن تتحول المليونية إلى اعتصام مفتوح شرط الاتفاق بين جميع القوى المشاركة".
ونفى الدكتور سعيد، ما يُثار بشأن مليونية الأحزاب والقوى الإسلامية، بأنها استعراض عضلات، منتقدًا المعارضين الذين ينتقدون كل مليونية يقوم بها الإسلاميون، مؤكدًا أن "المشاركة في تظاهرات الجمعة هي دفاع عن هوية الدولة، وليس شخص الرئيس".
وتقدم مدير مكتب رئيس الجمهورية د. أحمد عبد العاطي، بالشكر إلى مناصري ومؤيدي الرئيس الشرعي المنتخب، حيث قال في تغريدة له موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "تقبل الله منكم، وكلل جهدكم بالنجاح، وحفظ مصر من كل سوء، وكلي ثقة من انضباطكم وسلميتكم".
واعتبر نائب رئيس حزب "الوسط" المهندس حاتم عزام، أن "التاريخ لن يرحم رموزًا شاركت في ثورة لإسقاط نظام فاسد مستبد مزور لإرادة شعبه، ثم تحالفت معه بعد ذلك سعيًا لإسقاط الإرادة الحرة لشعبهم"، مضيفًا "لا زلت أرى أنه لابد من أفق سياسي، متمثلاً في حكومة ائتلاف وطني بمشاركة الجميع، وموعد قريب محدد للانتخابات البرلمانية، إضافة إلى موقف موحد من العدالة الناجزة".
وأضاف عزام، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "إسقاط الرئيس لمعارضين يتبنون إزاحته بعنف النظام القديم، أو إسقاطهم هم للرئيس المنتخب، ستكون في الحالتين أمام مشهد لا يخدم مصر ووحدة الصف"، مشددًا على "أنه لا ينبغي أن يترك الرهان لانتصار طرف على آخر بالضربة القاضية، وأن هذا لن يحدث وسيكون الخاسر مصر وشعبها، وسيكون أعداؤنا بالخارج والثورة المضادة هم المستفيدون"، لافتًا إلى أن "الحلول السياسية تضمن عدم التفاف آحاد الناس، ومن له مطلب شعبي موضوعي وإن كان مخالفًا، مع الثورة المضادة وأصحاب المطامع الشخصية من المعارضة", داعيًا الله أن "يتحرك العقلاء في كل الأطراف لأفق سياسي كالذي ذكرهم"، مختتمًا بالدعاء"اللهم احفظ مصر وشعبها وثورتها ولا تشمت بنا أعداءنا المتربصين".
وأكد أحمد عبدالعاطي، أحد المتظاهرين، لـ"العرب اليوم"، "جئنا للتأكيد على شرعية الرئيس محمد مرسي ضد أي دعوات للخروج عليها، وأن الشعب المصري طلب الديمقراطية، فعليه إزاحة مرسي ونظام (الإخوان) بالصناديق، ولن نسمح إلا بذلك".
ودعا خطيب الجمعة في مسجد "رابعة العدوية" جمال عبدالستار، وكيل وزارة الأوقاف المصرية، الجميع إلى أن يدركوا أن التدمير والقتل والحرق ليست بأعمال سياسية، بل هي "أعمال إجرامية وتخريبية"، وأنها بعيدة كل البعد عن حرية الرأي والتعبير.
وأضاف الشيخ عبدالستار، "إننا جربنا أنظمة عدة واتجاهات مختلفة، وإن الاقتصادات الربوية سقطت في لحظة، وأعلى نسبة إجرام وقتل وحروب في العالم تكون في المجتمعات التي لا تتمسك بمنهجية الإسلام".
وانتشرت سيارات الإسعاف في محيط المسجد، فيما أقام المتظاهرون عددًا من اللجان الشعبية في محيط "رابعة العدوية" والطرق المؤدية إليه، كإجراء احترازاي لتأمين تظاهرات الجمعة، كما شيدوا منصة لصلاة الجمعة أمام المسجد.
وقام المتظاهرون بتأمين الطرق المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية والمحاور الرئيسة، تحسبًا لتخلل أي عناصر تريد العنف في التظاهرات، وجهزوا المنصات وعلقوا الميكروفونات ولافتات عدة تندد بالعنف على أعمدة الإنارة، تؤيد الرئيس محمد مرسي، وتهاجم تظاهرات 30 حزيران/يونيو، التي دعا إليها عدد من التيارات الثورية لسحب الثقة من مرسي، فيما وقّع المتظاهرون على استمارت "تجرد" المؤيدة للرئيس مرسي، وسط مشاركة كبيرة من المتواجدين هناك،.
وأكد مصدر أمني، أن دور الأمن سيقتصر على تأمين المنشآت العامة في تظاهرات رابعة العدوية، بالإضافة إلى التدخل حال وقوع اشتباكات، وأنه في حالة زيادة أعداد المتظاهرين سيتم تحويل الطريق المروري لمنع تكدّس السيارات.
وقال الداعون إلى التظاهرات، من بينهم جماعة "الإخوان المسلمين"، وأحزاب "البناء والتنمية"، و"الوطن"، و"الوسط" و"الأصالة"، بالإضافة إلى عدد من الحركات والائتلافات الشبابية والثورية، "إنها تهدف إلى الدعوة إلى التعبير السلمي عن الرأي ونبذ العنف، ورفع الغطاء السياسي عمن يريدون جرّ البلاد إلى دوامة العنف والفوضى، وتفويت الفرصة على من يستبيحون دماء المصريين ويدمرون مقدرات الوطن، وإعطاء الأجهزة الأمنية فرصة للتعامل مع البلطجية والمجرمين من دون أن يكون بينهم ثوار أو متظاهرون سلميون"، ويتضمن برنامج التظاهرات الدعاء المتواصل قبل مغرب الجمعة، "أن يحفظ الله مصر وشعبها ويحقن دماء المصريين".
وشهد ميدان التحرير عقب أداء صلاة الجمعة، تظاهرة ليست بالحاشدة، لمناهضة لحكم "الإخوان المسلمين"، وذلك في إطار الاستعدادات لتظاهرات 30 حزيران/يونيو، حيث تجمع المتظاهرون في منتصف الميدان، حاملين العديد من اللافتات المنددة بحكم الرئيس مرسي والجماعة، فيما سادت حالة من الارتباك المروري في وسط الميدان وباتجاه "عبدالمنعم رياض" وكوبري قصر النيل لسبب تجمع المتظاهرين.