طرابلس ـ مفتاح المصباحي
تواصلت الاشتباكات المسلحة في مدينة بنغازي حتى صباح السبت، وأدت إلى سقوط 5 قتلى، و11جريحًا حسب إحصائيات غير رسمية حتى الآن، ومازال صوت الرصاص المتقطع يأتي من أنحاء متفرقة في المدينة.
وتجددت المواجهات بعد مهاجمة مجموعات من الملثمين المسلحين
لمعسكرات ومقار الجيش الليبي في المدينة في ساعات السبت الأولى، ورغم محاولة قوات الجيش تهدئة الموقف وعدم إطلاق النار على المعتدين، إلا أن ما قام به المعتدون من تدميرٍ لمحتويات المعسكرات وحرق للسيارات التي تتبعها، وإطلاق النار على المقار والمعسكرات، أوجب التدخل الحاسم من قوات الجيش الليبي وبخاصة قوات الصاعقة.
وناشدت وزارة الدفاع أهالي المدينة بمختلف أطيافهم لدعم جهود الدولة في التصدي إلى الخارجين عن القانون، ورفض الاعتداءات المتكررة على مؤسسات الدولة.
كما أكدت الوزارة في بيانٍ لها السبت أنها ستردُ بقوةٍ ولن تتهاون مع من يعتدي على مقرات الجيش والشرطة والممتلكات العامة.
وكان رئيس أركان الجيش الليبي سالم قنيدي قد وجَّه نداءً عبر قناة العاصمة الليبية الفضائيةإلى المواطنين والحكماء في بنغازي، للعمل على تهدئة الأوضاع، ونبّه في الوقت ذاته إلى أن أي استفزاز لقوات الجيش أو مهاجمة لمقراتها سيتم الرد عليها في قوة، داعياً الجميع إلى حقن الدماء وعدم جر المدينة إلى ما لا يحمد عقباه.
وتشير مصادر إلى استدعاء تعزيزات من الجيش الليبي إلى مدينة بنغازي لمواجهة الوضع الأمني المتوتر، ومساندة قوات الجيش الموجودة في المدينة على فرض الأمن والسيطرة على الأوضاع.
ونتيجة إلى التوتر الأمني في بنغازي فقد أعلنت إدارة مطار بنينة في المدينة تعليق رحلات الطيران عبر المطارجميعها اعتباراً من السبت وإلى أن تستقر الأوضاع الأمنية في المدينة، حسب ما نقلت إحدى الوكالات المحلية.
يُذكر أن اشتباكات بين مواطنين متظاهرين وقوات درع ليبيا داخل مدينة بنغازي قد أسفرت السبت الماضي عن وقوع 31 قتيلاً، وأكثر من 100 جريح، وذلك بعد أن طالب المتظاهرون قوات الدرع بإخلاء المقر الذي يشغلونه.
وتتوالى الأحداث الأمنية في مدينة بنغازي، حيث عَثر عناصر من حرس الحدود والأهداف الحيوية مساء الجمعة الماضي في إحدى ضواحي المدينة على جثتين لشخصين مجهولي الهوية في العقد الخامس من عمرهما، تم قتلهما ورمي جثتيهما في منطقة تُعرف بـ"مشروع الصفصفة"، وفي المكان ذاته عثروا أيضاً على شابٍ في الثلاثين من عمره مُغمى عليه ومكبّل اليدين ومعصوب العينين ومصاب بطلقٍ ناري في رأسه.