القاهرة ـ علي رجب
أكد البيان الختامي لمؤتمر "علماء الأمة الإسلامية في نصرة الشعب السوري"، وجوب النفرة والجهاد لنصرة الشعب في سورية بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد، والنصرة، وما من شأنه إنقاذه من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي، ووجوب العمل على وحدة المسلمين عمومًا في مواجهة هذه الجرائم، واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة، وتبرأ به أمام الله الذمة كل حسب استطاعته، حيث قال الله تعالى (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)".واعتبر المؤتمر، أن "ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني و(حزب الله) وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سورية، يُعد حربًا معلنة على الإسلام والمسلمين عمومًا"، مشددًا على "ترك الفرقة والاختلاف والتنازع بين المسلمين ولا سيما بين الثوار والمجاهدين في سورية، وضرورة رجوعهم جميعًا عند التنازع إلى الكتاب والسنة والتسليم لحكمهما، وتغليب جانب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والحرص على الألفة والاتفاق، وتوحيد الجهود نحو العدو وحفظ القوة والغلبة والبعد عن الفشل بترك التفرق والاختلاف قال تعالى (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)".وأشاد المجتمعون بموقف كل من تركيا وقطر، وطالبوا حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بـ"الوقوف الموقف الحازم ضد النظام الطائفي المجرم، وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه، وكذا قطع التعامل مع الدول المساندة له كروسيا والصين وإيران وغيرها، وقبول تمثيل سفراء للثوار السوريين والشعب السوري".
دعا المؤتمر الشعوب الإسلامية إلى مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية، "انتصارًا لدماء الشعب السوري المظلوم، وأهمية دعوة قادة الفكر والرأي والسياسة والمؤسسات الإعلامية والأدبية إلى تبني القضية السورية على الأصعدة كافة، وتعريف المسلمين بحقيقة ما يجري وما يتعرض له الشعب السوري من القهر والعذاب والنكال والقتل والتشريد، وأهمية تذكير أفراد الجيش السوري بحرمة دماء الأبرياء، وعدم الركون إلى الظلمة والمجرمين، وأن عليهم وجوبًا الانسحاب من جبهات القتال ضد الشعب، والانضمام للقتال في صفوف شعبهم ضد النظام الطائفي المجرم، وتذكير مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة بمسؤولياتهم الدولية والإنسانية بإدانة وتجريم وإيقاف ما يحدث في سورية، وبيان أن عدم مؤاخذة النظام الطائفي بجرائمه والسعي في محاكمته ومحاكمة حلفائه من (حزب الله) والنظام الإيراني وغيرهم، يجعل قيم وقوانين تلك الهيئات في نظر عموم المسلمين ذات مكاييل عدة، بحسب ما تقتضيه مصالح الدول الكبرى لا بما تقتضيه العدالة الإنسانية ومصالح وحقوق الإنسان".
واستنكر علماء الأمة تصنيف واتهام بعض فصائل الثورة السورية بـ"الإرهاب"، في الوقت الذي يُغض الطرف فيه عن الجرائم الإنسانية للحكومة السورية وحلفائها، وشددوا على أهمية السعي الحثيث من كل منظمات ومؤسسات العمل الخيري والإنساني لنجدة وإغاثة المنكوبين واللاجئين والمشردين السوريين عن ديارهم وأوطانهم, وتقديم المال والعلاج والغذاء وما يكفل لهم العيش والحياة بكرامة، فيما انتهي المؤتمر بتشكيل لجنة خاصة منبثقة من هذا المؤتمر لزيارة قيادات الدول والعمل على متابعة مقررات وتوصيات المؤتمر والسعي في تحقيقها.
وقال البيان الختامي، "لا يخفى على الأمة خاصتها وعامتها، بل على عموم الناس، ما يقوم به النظام الطائفي بالشعب السوري من الفواقر العظام والجرائم الجسام، والذي لا يزال يعيش حتى هذه اللحظة فظائع القتل والتعذيب والاعتقال والحصار والتهجير، والتي لم تستثن شيخًا ولا طفلاً ولا امرأة ولا وليدًا، فضلاً عن الشباب والرجال، ولقد تداعت على هذه الجرائم والفظائع إلى جانب النظام الطائفي شبيحته ومن على شاكلتهم من حلفائهم في إيران والعراق و(حزب الله) وغيرهم من الروافض والباطنية، وكذلك من بعض الدول كروسيا والصين، وإذ وقفوا مساندين وداعمين لجرائم النظام الطائفي بكل وقاحة، وقاموا بدعمه ومناصرته بأرتال المرتزقة وترسانة الأسلحة وشحنات التمويل، وكل أنواع الدعم المادي والإعلامي والسياسي والمعنوي، في مشهد قبيح من الطائفية العدوانية المقيتة, كل ذلك يحدث في ظل تواطىء بعض الدول الغربية وحلفائهم من دول المنطقة، ومن أجل الحفاظ على كيان الأمة وأمنها واستقرارها وإنقاذ بلاد الشام من هذه الجرائم، وما يُخطط لأهلها من القتل والتهجير والتشريد، ولأرضهم من التدمير والتمزيق والتقسيم، تداعى علماء الأمة من جميع الأقطار إلى وصول إلى هذه النقاط التي ذكرت في البيان