صنعاء ـ علي ربيع
وضع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال ترؤسه اجتماع الوزراء الأسبوعي، الثلاثاء، حداً للشائعات التي كانت ترددت، في الأيام الماضية بشأن اعتزامه إجراء تعديل وزاري على حكومة باسندوة الموجود حالياً في الخارج، في حين عاد إلى صنعاء، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، لتقييم أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي تشرف عليه الأمم المتحدة،
بالتزامن مع تجدد الهجمات التخريبية على المصالح الحيوية في البلاد.
وقال الرئيس اليمني طبقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية(سبأ)" إن رئيس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة في رحلة علاجية حيث ستجرى له عمليه جراحية ونتمنى له الشفاء العاجل والعودة بسلامة الله لممارسه مهامه الوطنية".
وبشأن الهجمات المستمرة التي يشنها مسلحو القبائل في مأرب "شرق صنعاء"، على أنابيب تصدير النفط وخطوط نقل الطاقة، أكد الرئيس اليمني أنها أفعال إجرامية، وطلب من وزرائه ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للقضاء، وقال"هؤلاء المخربون الذين يتسببون بأضرار بالغة على مستوى الوطن كله وبحجج واهية يرتكبون الأخطاء الفاحشة والإجرامية ولا بد من ملاحقتهم حتى ينالوا جزائهم العادل والرادع الذي يحفظه الشرع والقانون".
في غضون ذلك، فجر مسلحون قبليون، الاثنين، أنبوباً رئيسياً لتصدير النفط في مأرب، وقالت مصادر محلية في تصريحات صحافية: إن مسلحين قبليين فجروا أنبوب تصدير النفط في منطقة الدماشقة في محافظة مأرب، على خلفية مطالب رفضت الحكومة تلبيتها، ما أدى إلى اشتعال النار في الأنبوب وتوقف عملية ضخ النفط المقبل من حقول صافر باتجاه ميناء تصديره في "رأس عيسى" على البحر الأحمر".
وكان مسلحون قبليون، شنوا هجوماً ، الأحد، على خطوط نقل الطاقة القادمة من محطة التوليد في مأرب نفسها، في منطقة "آل شبوان" القبلية ما أدى إلى انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، عن العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، حتى ليل الثلاثاء، في وقت عجزت السلطات الحكومية عن وضع حد لهذه الهجمات المستمرة، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها منذ بدء أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل قبل قرابة ستة أسابيع في العاصمة صنعاء.
وانتقد الرئيس اليمني أداء وسائل الإعلام في بلاده واتهمها بالإساءة لدول الجوار ورعاة اتفاق نقل السلطة في بلاده، وقال" إنها تتبارى للإساءة إلى سمعة اليمن وإن الذي يقرأها خارج البلد يعتقد بأن البلد في حالة حرب وفي حاله استنفار وفي حالة تعارك، هناك من يسيء للجيران وهناك من يختلق الأخبار الكاذبة وهناك من يسيء لرعاة المبادرة والمانحين وهو ما يجعلنا نخرب اليمن بأيدينا".
وهاجمت صحف محلية ومواقع إليكترونية يمنية، خلال الأسابيع الأخيرة الحكومة السعودية، واتهمتها بـالتوغل في الأراضي اليمنية، وانتهاك حقوق العمال اليمنيين العاملين على أراضيها، فضلا عن اتهامها بمحاولة السيطرة على مستقبل اليمن.
في السياق نفسه، عاد الاثنين ، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، إلى صنعاء، في سياق تقييمه لمجريات مؤتمر الحوار الوطني الدائر في صنعاء منذ الـ18 من آذار/ مارس الماضي، بين مختلف القوى السياسية اليمنية، بموجب ما نص عليه اتفاق نقل السلطة الذي اقترحته دول الخليج وقضى برحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة إنهاء للأزمة التي نشبت في 2011 وكادت أن تعصف باليمن.
ومن المرتقب أن يلتقي المبعوث الأممي مختلف الأطراف السياسية المشاركة في الحوار، كما يجري مشاورات مع الرئيس هادي حول لقاء القاهرة المرتقب بين قادة المعارضة اليمنية الجنوبية في الخارج، والذي ينعقد برعاية بنعمر، لتوحيد مواقف هذه القيادات بشأن مستقبل جنوب اليمن، وحثها على الانخراط في الحوار الدائر في صنعاء.