دمشق - جورج الشامي
إتهم الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الحكومة التركية رجب طيب آردوغان بالكذب في شأن المسألة السورية منذ بدايتها، في حين أفادت لجان التنسيق السورية، الأربعاء، عن سقوط 38 قتيلاً مدنيًا، معظمهم في دمشق وريفها، بينما أعلن الجيش السوري "الحر" عن انتشار علني،
وغير مسبوق، في قلب العاصمة السورية، لعناصر من "حزب الله" و"الحرس الثوري" الإيراني، وأنه اعتقل عناصرًا منهم في حي السيدة زينب في ريف دمشق، بينهم قائد في لواء "العبّاس"، مؤكدًا أن تحركات قوات النظام السوري، التي تتمثل في إعادة تقسيم المحافظات حسب مدى سيطرتها عليها، تنذر بعملية كبيرة في العاصمة، وتزامن هذا مع إعلان "الحر" استهدافه موكب وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في منطقة "نجها" في ريف دمشق، قرب حي السيدة زينب، بينما قالت "العربية" للأنباء أنه قتل طعنًا بسكين.
وقالت مصادر مطلعة وعلى ارتباط مع رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو ومع الجيش "الحر" أن "3 أسماء ترددت لتولي مسؤولية حقيبة وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية، وهم المتحدث الرسمي باسم جبهة تحرير سورية مازن شيخاني، ورئيس المكتب السياسي لمجلس القبائل السورية أحمد عاصي الجربا، ومسؤول التواصل في المجلس الوطني السوري مع الجيش الحر جمال الورد".
ويأتي ذلك بعد أن أعلن غسان هيتو رئيس الحكومة السورية الموقتة أن الجيش السوري "الحر" هو الذي سيعين وزير الدفاع في الحكومة الجاري تشكيلها، لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وأجبر التقدم النوعي المتسارع للجيش "الحر" على أكثر من جبهة النظام السوري على إعادة ترتيب حساباته، فبعد فشل محاولاته الجاهدة لاستعادة مناطق ومطارات وقواعد عسكرية مهمة، سيطر عليها الجيش "الحر" في مناطق متفرقة من سورية، تحوّل النظام إلى التركيز على تعزيز قبضته على المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرته ومن بينها دمشق.
وحسب وسائل إعلام رسمية سورية تقضي خطة النظام الجديدة بإعادة رسم خارطة المحافظات السورية الـ14، وإعادة تقسيمها على أساس المناطق التي مازال يحتفظ بها النظام، لاسيما في حلب وحمص والحسكة.
وبدأ النظام فعليًا بتنفيذ إجراءات، لإضافة ثلاث محافظات جديدة، هذه المحافظات ستُقام في القامشلي، التي سيتم فصلها عن محافظة الحسكة، كما سيتم فصل ريف حلب عن مركز المدينة، وستُقام محافظة البادية في تدمر.
وقالت مواقع مقرّبة للنظام "إن النظام أجرى تغييرات جوهرية على مستوى القيادة العسكرية في درعا، بعد الضربات القوية التي تلقاها على يد الثوار أخيرًا، وسعيًا منه لوقف الزحف المتواصل للجيش الحر في درعا، باتجاه خلق قاعدة جنوبية، تكون منطلقًا لهجماته في معركة دمشق".
ويسعى الجيش "الحرّ" من خلال معركته للسيطرة على معاقل النظام في العاصمة، ويستميت النظام لمنع حصول ذلك بمختلف الوسائل.
وإتهم الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان بالكذب في كل ما يتعلق بالأزمة السورية منذ بدايتها، حسب ما أوردت صفحة الرئاسة السورية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الأربعاء، عن اللقاءات التي أجراها الأسد مع قناة "أولوصال" وصحيفة "أيدنليك" التركيتين، والذي يبث الجمعة المقبل.
واعتبر الأسد أن موقف رجال الدين، ومنهم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، كان أساسيًا في إفشال المخطط، الذي يهدف لخلق فتنة طائفية، لذلك اغتالوا الدكتور البوطي، واغتالوا عددًا من رجال الدين سابقًا.
وظهر الأسد، في فيديو نشرته صفحة الرئاسة السورية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، توضيحًا لما جرى في لقائه مع الإعلاميين الأتراك، مرتديًا بدلة رمادية مع ربطة عنق من اللون نفسه تقريبًا، هادئًا ومبتسمًا، جالسًا حينًا وواقفًا حينًا آخر، أو يسير إلى جانب الصحافيين الثلاثة في أروقة قصره، في محاولة لإثبات أنه مازال على قيد الحياة على عكس ما تم الترويج له من شائعات مقتله على يد حارسه الشخصي.
وأفادت "سانا الثورة" بقصف مدفعي وصاروخي عنيف على حي الحجر الأسود في دمشق (المتاخم لمخيم اليرموك)، فيما أفادت تنسيقية خربة غزالة في ريف درعا بأن قوات النظام قصفت البلدة بكثافة من اللواء (52)، وذلك بعد تأكيد "الحر" سيطرته على معمل "تاميكو" للأدوية في بلدة المليحة في ريف دمشق.
وعلى صعيد آخر، أمّن الجيش "الحر" انشقاق عشرة عناصر من اللواء (52) في الحريك في ريف درعا، بينما ذكرت مصادر عسكرية، الثلاثاء، أن "قذيفة مورتر أطلقت في اشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة سقطت في مرتفعات الجولان المحتلة".
ومع انتهاء الثلاثاء، استطاعت لجان التنسيق توثيق 113 قتيلاً في المحافظات السورية المختلفة، في حين دعا "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، في بيان أصدره، "الأطراف المتقاتلة في سورية إلى السماح بمرور المساعدات الغذائية إلى من هم في حاجة إليها".
تزامن ذلك مع تأكيد من مقاتل في "جبهة النصرة"، المدرجة على لائحة المنظمات "الإرهابية" من قبل الولايات المتحدة، أن "عناصر من الحر، وأخرى من القوات الحكومية تبيع النفط الخام من حقول دير الزور إلى تركيا".
ميدانيًا، تجدد القصف، فجر الأربعاء، من قبل القوات النظامية على الأجزاء الغربية من مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، وكذلك بلدة معرة مصرين للقصف.
وفي محافظة حلب سقطت قذائف عدة على حي مساكن هنانو، فجر الأربعاء، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وتعرضت أطراف بلدة دير حافر للقصف بالطيران الحربي، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.
أما في محافظة حمص، تعرضت مناطق في محيط قرية آبل للقصف من طائرة حربية، تزامنًا مع استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب في المنطقة، وكذلك في جوسية، المتاخمة للحدود السورية اللبنانية، ولا تزال مناطق في أحياء الخالدية وحمص القديمة تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية، بينما يشهد محيط هذين الحيين اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي و"الحر"، وتقصف مناطق في بساتين السلطانية في ضواحي حمص من قبل القوات النظامية السورية، ويترافق القصف مع اشتباكات عنيفة تدور بين القوالت النظامية ومقاتلين من الكتائب في هاتين المنطقتين.
وفي دمشق، قُصِفت المنطقة الصناعية في حي القابون من قبل القوات النظامية، بينما قصف مقاتلو الكتائب مبنى للقوات النظامية عند أطراف الحي، ودارت اشتباكات عنيفة، فجر الأربعاء، بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب عند أطراف حي جوبر، أسفرت عن استشهاد مقاتلان اثنان على الأقل، وعدد لم يعرف بعد في صفوف القوات النظامية، وترافقت الاشتباكات مع قصف من قبل القوات النظامية على مناطق عدة في الحي.
وفي ريف دمشق سيطر مقاتلون من الكتائب على حاجز للقوات النظامية قرب سجن "عدرا" المركزي، كما وردت معلومات عن اشتباكات عنيفة في محيط مشفى "ابن سينا" للأمراض العقلية والعصبية في منطقة عدرا، واستشهد أربعة مقاتلين من الكتائب خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مدينة دوما، وتعرضت مناطق في بلدتي المليحة وبيت سحم للقصف من قبل القوات النظامية، بينما تتعرض مناطق في مدينة داريا ومعضمية الشام للقصف من قبل القوات النظامية، التي اشتبكت، فجر وصباح الأربعاء، مع مقاتلين من الكتائب، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن أربعة من عناصر القوات النظامية، بينما تقصف مناطق في بلدة زملكا ومحيطها.
وفي محافظة درعا، استشهد مقاتل من الكتائب خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط الكتيبة (49) للدفاع الجوي قبل سيطرة "الحر" تمامًا عليها، كما تعرضت مناطق في بلدة الكرك الشرقي، وحي طريق السد، و اللجاة في مدينة درعا للقصف من قبل القوات النظامية.
وفي محافظة دير الزور، تعرضت مناطق في حي الحويقة في مدينة دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية، فجر الأربعاء، وترافق القصف مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب، واستشهد مقاتل من الكتائب من ريف ديرالزور، خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط الفرقة (17) في ضواحي مدينة الرقة.
وعن حصيلة الثلاثاء، وثقت اللجان الحقوقية 301 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، 9 نقاط منها تعرضت للقصف بالطيران، بينما استخدمت القوات الحكومية 8 صواريخ أرض – أرض، كان أعنفها في مخيم اليرموك والحجر الأسود في دمشق, واستعملت البراميل المتفجرة في 4 نقاط, وقذائف الهاون سجلت في 105 نقاط، أما القصف المدفعي فقد سجل في 108 نقاط, والقصف الصاروخي سجل في 67 نقطة.
فيما اشتبك الجيش "الحر" مع قوات النظام في 119 نقطة، قام من خلالها في إدلب بإسقاط طائرة حربية كانت تقصف معرة النعمان، وقصف "الحر" قذائف عدة على معسكر وادي الضيف، واستهدف معسكر الخزانات بصواريخ غراد محلية الصنع، واستهدف حاجز الضبعة في وادي الضيف بقذائف الهاون.
وفي حماة، قام "الحر" باستهداف حواجز بريديج، وتل عتمان، والمغير بقذائف الهاون، واستهدف مطار حماة العسكري بصاروخين، وفي درعا قصف كتيبة الدفاع الجوي (49) براجمات الصواريخ، وفي دمشق وريفها قام "الحر" بتحرير حاجز مشفى ابن سينا، وحاجز مصح الوليد في مدينه عدرا في ريف دمشق، واستهدف مقرات لـ"الشبيحة" بقذائف الهاون في العباسيين في دمشق، ودمر آليات ومدرعات عدة تابعة لقوات النظام في مدن وبلدات سورية مختلفة.