بغداد - صوت الامارات
مع استمرار الاحتجاجات في العراق والتي بدأت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يزداد يوماً بعد يوم غضب المتظاهرين المطالبين بتغيير شامل للنظام القائم في البلاد منذ 16 عاماً. وما يؤجج الاضطرابات هو الغضب الناشئ عن اقتصاد متخم بأموال النفط فشل في توفير الوظائف وتحسين حياة الشباب، الذين يشكلون غالبية الذين خرجوا إلى الشوارع، ويقولون إنهم سئموا من الفساد الحكومي الفاضح وتدني الخدمات الأساسية.
وأغلق محتجون بوابة حقل مجنون النفطي في محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، بحسب وكالة الأنباء "واع"، التي أشارت إلى أن المتظاهرين يطالبون بتوظيفهم وأن إدارة الحقل وعدتهم بتنفيذ مطلبهم.
كما أكد مدير عام الموانئ إعادة فتح ميناء أم قصر في البصرة بعد التفاوض مع المتظاهرين الذين منعوا في وقت سابق الشاحنات من الدخول، مطالبين بتوظيفهم.
وعاود المحتجون، مساء الجمعة، إغلاق بوابة ميناء أم قصر. إلى ذلك أوضح مصدر أمني مسؤول أن هناك غلقاً جزئياً للميناء اقتصر على خروج السيارات المحملة بالبضائع فقط، وعدم دخول أي سيارة خلال هذه الفترة.
وفي وقت سابق الجمعة، ذكرت وكالة الأنباء العراقية "واع" أن العمل في الميناء يجري بشكل اعتيادي وطبيعي، بعد أن أغلق المحتجون بوابة الميناء لساعات ليل الخميس.
رفع أهالي محافظة ذي قار جنوب العراق، السبت، شعارات ضد ما أسموه الاحتلال الإيراني، منددين بقاسم سليماني.
كما اعتصم متظاهرون أمام مبنى مديرية تربية محافظة البصرة جنوب البلاد، ونصبوا خيمة الاعتصام أمام المدخل الرئيسي للمديرية.
وتسعى طهران لإخماد التظاهرات في العراق، ومنع الإطاحة بعبد المهدي، وذلك عبر مساعي قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي كثف مؤخراً زياراته إلى العراق، بحسب ما أفادت وكالة رويترز في وقت سابق.
كما كشفت الاحتجاجات عن استياء العديد من العراقيين من بسط النفوذ الإيراني على بلادهم.
وكان قاسم سليماني قد توجه إلى العاصمة بغداد بعد يوم من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق، واستقل طائرة هليكوبتر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث فاجأ مجموعة من كبار مسؤولي الأمن برئاسة الاجتماع بدلاً من رئيس الوزراء!
وقال للمسؤولين العراقيين: "نحن في إيران نعرف كيفية التعامل مع الاحتجاجات. لقد حدث هذا في إيران وسيطرنا عليها"، وفق مسؤولين كبار مطلعين على الاجتماع تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.
وفي اليوم التالي لزيارة سليماني، أصبحت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في العراق أكثر عنفاً بكثير.
ومنذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اجتاحت موجات الاحتجاجات الغاضبة العاصمة العراقية، بغداد، ومدن الجنوب، بدأت مطلبية ضد الفساد وتأمين فرص عمل وتحسين الأوضاع المعيشية. لكن سرعان ما صعّد المحتجون مطالبهم التي تحولت إلى تغيير شامل للنظام القائم في البلاد منذ 16 عاماً.
وعلى صعيد آخر أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال الناشط العراقي الداعم للتظاهرات، عدنان رستم، ، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية في منطقة الحرية بالعاصمة بغداد.
ونعى ابن رستم والده كاتباً على صفحته على الفيسبوك مساء الجمعة: "والدي أمسى شهيداً من أجل الوطن الذي كان يحلم برؤيته سالماً منعماً...".
وأضاف:" قتلوا أبي وتركوا المجرمين.. قتلوا أبي البسيط وصافحوا المجرمين والدواعش.. ستبقى روح أبي تلاحقكم يا جبناء يا أذلاء يا غادرين".
يذكر أن اغتيال رستم يأتي ضمن سلسلة من عمليات القتل والخطف التي طالت على مدى الأيام الماضية عدداً من الناشطين والإعلاميين.
لجنة حقوق الإنسان تحذر
بالتزامن، نبهت لجنة حقوق الإنسان النيابية، السبت، الحكومة العراقية إلى خطورة عمليات الخطف والاغتيالات التي تطال الناشطين والمدونين والمنظمات المدنية.
ودعت الأجهزة الأمنية إلى كشف ملابسات اغتيال الناشط، عدنان رستم، وضرورة المحافظة على حياة المدنيين وفق القوانين الدولية.
قد يهمك أيضًا :
"الفضائح الأمنية" تحاصر حكومة عادل عبدالمهدي بعد خطف مسؤول عراقي كبير
"جمعة الصمود" الشعب يتحدى السُلطة والسيستاني يحذر من تحويل الدولة ساحة للصراع