الرياض - صوت الامارات
أجرى خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي ونجل الملك سلمان عبدالعزيز، زيارة إلى مسقط في ظل مفاوضات تجري بين الحوثيين والسعودية هناك برعاية دولية.
واستقبل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، الأمير خالد بن سلمان في بيت البركة، والتقى خالد بن سلمان بوزير شؤون الدفاع العمُاني السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي وبحث معه عدد الأمور ذات الاهتمام المشترك وملفات المنطقة، حسب الإعلام الرسمي السعودي.
وكان في استقبال الأمير خالد بن سلمان، السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع بسلطنة عمان، ورئيس أركان قوات السلطان المسلحة الفريق ركن أحمد النبهاني، وقائد الجيش السلطاني العماني اللواء الركن مطر البلوشي، وسفير خادم الحرمين الشريفين في مسقط عيد الثقفي.
والتقى الأمير خالد بن سلمان في مسقط، الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع العماني بدر البوسعيدي، ووزير المكتب السلطاني في سلطنة عمان الفريق أول سلطان النعماني، كلّ بمفرده.
وبحث نائب وزير الدفاع السعودي خلال اللقاءين عددا من الموضوعات شملت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والجهود المشتركة لحماية أمن المنطقة، كما تناول اللقاءان سبل تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة التطرف والإرهاب، وسبل تدعيم مجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويتولى الأمير خالد بن سلمان مسؤولية الملف اليمني، وينسب له إنهاء أزمة الحكومة اليمينة ومجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، والتي توجت مؤخرا باتفاق الرياض
ووقعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض الأسبوع الماضي اتفاقاً يتقاسمان بموجبه السلطة في البلد. وبموجب الاتفاق، سيتولى المجلس الانتقالي الجنوبي عدداً من الوزارات في الحكومة اليمنية، وستعود الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وستتم إعادة هيكلة الجيش والأمن بإشراف سعودي.
ويترقب الشارع اليمني نتائج اتفاق الرياض وترجمتها على أرض الواقع، وتعهدت السعودية بدعم الاقتصاد اليمني المنهار بملياري دولار لدفع الرواتب وتأمين الاستيراد وتوفير الخدمات.
زيارة خالد بن سلمان إلى مسقط في هذا التوقيت تعني أنها مخصصة للملف اليمني في ظل تأكيدات من الحوثيين مؤخراً عن محادثات بين وفدهم المقيم في مسقط منذ سنوات ومسؤولين كبار من المملكة العربية السعودية.
وتجري مفاوضات بين الحوثيين والسعودية لإيجاد حل نهائي لوقف الحرب باليمن لكنها مؤخراً بدات تظهر للسطح ،ونقلت وكالة الأنباء الالمانية عن مصدر في جماعة الحوثيين أن مفاوضات تجري بمسقط بين الحوثيين والسعودية برعاية من الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس وزراء باكستان عمران أحمد خان والمبعوث الأممي مارتن غريفيث والصليب الأحمر،
ووفقا للمصدر الرفيع في جماعة الحوثيين فإن المفاوضات تجري بين أعلى المستويات بالجانبين وتبحث جميع الملفات للتوصل لحل نهائي يوقف الحرب وتجري المفاوضات منذ سبتمبر/ أيلول من العام الجاري بعد إعلان رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط مبادرة وقف استهداف الأراضي السعودية.
وأعلن مصدر سعودي رفيع وجود قناة مفتوحة للتفاوض مع الحوثيين للتوصل لحل ينهي الحرب باليمن، وتقوم الرياض بمحادثات مع الحوثيين باليمن، في مسعى لإنهاء الحرب هناك. وهذا أول تأكيد رسمي للحوار بين الجانبين.
وقال المسؤول السعودي الرفيع المستوى للصحافيين: "نملك قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ عام 2016. نحن نواصل هذه الاتصالات لدعم السلام في اليمن".
وتحول موقف التحالف العربي من الحوثيين في اليمن بعد حرب طاحنة أعادت اليمن للخلف 20 عاما، حسب تقارير دولية، واتهم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الحوثيين بإلحاق الدمار باليمن لكنه شدد أن جماعة الحوثيين جزء من المجتمع اليمني وسيكون لها دور بالمستقبل.
وقال قرقاش في كلمة له في مؤتمر السياسي في أبوظبي مؤخرا أن جماعة الحوثيين ألحقت الدمار في البلاد لكنها جزء من المجتمع اليمني وسيكون لها دور في المستقبل، داعيا إلى البناء على حالة الزخم الحالية للتوصل إلى حل سياسي، معبرا عن أمله بتحول اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانفصاليين إلى نقطة إنطلاق لحل سياسي شامل في اليمن، مشيرا إلى أن اتفاق الرياض يجب أن يأخذ بالاعتبار التطلعات المشروعة لكل الشرائح في المجتمع اليمني بما في ذلك الحوثيين.
وكشف الأكاديمي الإماراتي ومستشار ولي عهد أبوظبي السابق، عبدالخالق عبدالله، عن قرب انتهاء الحرب في اليمن، وقال "أبشركم أنه يتم وضع اللمسات الأخيرة لوقف الحرب باليمن"، وفي العام 2016 قال وزير الخارجية السعودي عادل الجير إن الأولوية في اليمن لم تعد محاربة الحوثيين بل محاربة تنظيم القاعدة وداعش، ووصف حينها الجبير الحوثيين بجيران المملكة الذي يمكن التفاوض معهم.
وأكد وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء، إنه ينبغي على التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، اتخاذ إجراءات إنسانية لتعزيز بناء الثقة إن كان جاداً في السلام.
وأضاف وزير خارجية حكومة الحوثيين هشام شرف خلال لقائه نيقولا ديفيز مديرة مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بصنعاء، أن على التحالف "اتخاذ عدد من الإجراءات الإنسانية التي تعزز بناء الثقة إن كان جاداً في الاتجاه نحو السلام وفي مقدمتها إعادة فتح مطار صنعاء أمام حركة الملاحة التجارية والمدنية وفتح الموانئ للحركة الملاحية دون تدخل، وصرف المرتبات والسماح بدخول التجهيزات والمعدات الخاصة بصيانة أجهزة الاتصالات التي تخدم المواطنين".
وأدت الحرب في اليمن إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة التي تؤكد أن نحو 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة وكثير منهم على شفا المجاعة.
وتفرض قوات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في اليمن في حربها ضد الحوثيين، حظراً على الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي منذ مطلع أغسطس عام 2016، بدعوى أن الحوثيين يقومون بتهريب السلاح والأشخاص عبر المطار.
ويضطر من يريد في المناطق الشمالية والغربية لليمن السفر إلى خارج اليمن، لقطع رحلة برية شاقة وخطرة تزيد مدتها عن 15 ساعة إلى مدينتي عدن أو سيئون بمحافظة حضرموت اللتان يتوفر في مطاريهما رحلات جوية محدودة إلى خارج اليمن.
وتعد قضية دفع مرتبات الموظفين الحكوميين، من أهم القضايا لارتباطها بالمعيشة، حيث يعاني الموظفون أوضاعاً معيشية وإنسانية صعبة، بفعل انقطاع مرتباتهم منذ ثلاث سنوات حينما قررت حكومة "الشرعية" في سبتمبر 2016 نقل المقر الرئيس للبنك المركزي اليمني من صنعاء إلى مدينة عدن بهدف سحب السيطرة على البنك من الحوثيين.
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيون، حمَل شرف، ديفيز رسالة عاجلة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث بشأن ما أسماه "استمرار اختطاف الصيادين اليمنيين واستهداف قواربهم"، مشيراً إلى أن "استمرار احتجاز الصيادين لا يخدم المساعي الحميدة للأمم المتحدة بل يضاف إلى العراقيل التي تقف حجر عثرة أمام خطوات السلام".
ونقلت "سبأ" عن ديفيز، قولها إن "الأمم المتحدة مستمرة في بذل المساعي للوصول إلى سلام مستدام في اليمن".
كان بيان للمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة كير أكد أن القيود المفروضة منذ 3 أعوام على المجال الجوي اليمني من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، تسبب بوفاة نحو 32 ألف شخص، بعد عجزهم عن السفر لتلقي العلاج بالخارج.
وأضاف البيان: "ثلاثة أعوام مضت على إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية التجارية، وأدى هذا الإغلاق الذي بدأ في التاسع من أغسطس/آب 2016 إلى وفاة ما يقارب 32 ألف شخص يعتقد أنهم فقدوا حياتهم بشكل مبكر بسبب عجزهم عن السفر إلى الخارج لتلقي العلاج".
وقال المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن "محمد عبدي": “إغلاق مطار صنعاء يحكم على الآلاف من المواطنين بالموت المبكر، كما لو أن الرصاص والقنابل والكوليرا لم تقتل عددا كافياً منهم".
وقال المحلل السياسي صبري الزريقي إن انسحاب الإمارات وتصريحات قرقاش تعطي صورة عن حل سياسي شامل يرسم له، مشيرا إلى أن زيارة الأمير خالد بن سلمان لمسقط بهذا الوقت يؤكد مفاوضات مباشرة بين الامير خالد والحوثيين بوساطة من مسقط، لافتا الزريقي أنه قد سبق للسعودية التفاوض مع الحوثيين بما يعرف بمفاوضات ظهران الجنوب وفشلت تلك المفاوضات لكن في ظل هذا التوقيت بعد مرور خمس سنوات على الحرب دون حسمها ربما تكون النوايا صادقة لاي حلول وقد يكون اي حل عبارة عن ثغرات تعيد اليمن لنفس الدوامة لا سيما أن جماعة الحوثيين لم تلتزم باي عهد لها منذ ولادتها.
وأكد أن إتفاق السويد ،ينتهك يومياً وأخر إنتهاك قصف الحوثيين لمخازن الجيش بالمخا بالرغم من رعاية الأمم المتحدة له ودعم المجتمع الدولي ونشر نقاط مراقبة، كما أن اتفاق السلم والشراكة في 2014 الذي كان يفرض حصة الحوثيين من الشراكة بالسلطة ويقدم لهم الكثير من الامتيازات انقلبت عليه جماعة الحوثيين بعد أيام من التوقيع عليه بالرغم من كونه منصف ويستند للمرجعيات.
وبيّن الزريقي أن كمية السلاح وعدد المقاتلين لدى جماعة الحوثي بالوقت الراهن يشكل خطر كبير على الداخل والمحيط بما في ذلك السعودية إضافة إلى امتلاك الحوثيين قوى صاروخية وطيران مسير تزيد قدراته كل يوم ويشكل خطر على الجميع، منوها أن أتفاق الرياض يحمل شق لترتيب الحكومة وحلفاء التحالف العربي وشق آخر أستعداد لحل سياسي وهناك مدة زمنية لبنوده ينتظر الشارع نجاحها بتوقيتها مالم سيفقد الشارع اليمني الثقة بالحلول السعودية لا سيما أن المبادرة الخليجية فشلت رغم أن قوى الصراع حينها لم تكن بنفس حجم وعدد قوى الصراع الآن.
وكان مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين اليمنيين أعلن، في 20 سبتمبر/ أيلول من العام الجاري، عن وقف كافة أشكال استهداف الأراضي السعودية مع الاحتفاظ بـ"حق الرد"، وإطلاق "مبادرة سلام" هدفها إتمام مصالحة "وطنية شاملة" بموجب مفاوضات "جادة وحقيقية" بين مختلف أطراف الحرب،
الجانب السعودي عبر عن ترحيبه بمبادرة الحوثيين كما لقيت المبادرة ترحيب دولي، ومنذ المبادرة تشهد الساحة العسكرية ماهو اشبه بوقف إطلاق نار غير معلن بين الحوثيين والسعودية وانخفاض عدد الغارات وإنخفاض هجمات الحوثيين على السعودية.
السعودية عبر قياداتها تؤكد بتصريحات نيتها بالحل السياسي لوقف الحرب باليمن بينما تعرض إيران تدخلها للمساعدة في حل يوقف الحرب باليمن وهو مايثير حساسية القيادات السعودية .
وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، إن بلاده "تنظر بإيجابية" إلى التهدئة التي أعلنها الحوثيون، في حين أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب.
قد يهمك أيضاً :