المتظاهرين العراقيين

استيقظ العراق صباح الأحد، على خبر تجدد الاشتباكات ليلًا في بغداد والناصرية وكربلاء. وأفاد مصدر أمني بسقوط قتيلين في وقت سابق باشتباكات بين متظاهرين والأمن في بغداد والناصرية ليل السبت، فضلا عن تجدد المواجهات في ساحات كربلاء.
وتداول ناشطون مدنيون لقطات مصورة من ساحة الوثبة تظهر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين، وسط عمليات كر وفر نجحت خلالها قوات الأمن في استعادة جسر الأحرار في العاصمة العراقية، ودفعِ المتظاهرين إلى ساحة الوثبة القريبة من جسر السنك، وأسفرت المواجهات عن سقوط قتيل وإصابة عدد من الجرحى وفق ما أكدت مصادر أمنية.

وأفادت تقارير بسقوط قتلى وجرحى في الاحتجاجات التي شهدتها محافظة ذي قار جنوبي العراق الليلة الماضية.
وذكر مصدر طبي في ذي قار أن "ثلاثة قتلى و45 جريحا على الأقل سقطوا في الصدامات التي شهدتها المحافظة أمس"، وأن "القتلى سقطوا بعد إطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل قوات مكافحة الشغب"، وأضاف المصدر أن "مستشفى الحسين التعليمي في ذي قار استقبل العشرات من الجرحى الذين سقطوا في احتجاجات الأمس"، مشيرا إلى أن "بعض الحالات خطرة"، في غضون ذلك، أحرق متظاهراون غاضبون مبنى يعود للوقف الشيعي في محافظة ذي قار،

وفي نفس السياق، أكدت تقارير اليوم الأحد، بتجدد الاحتجاجات في محافظة البصرة جنوبي البلاد، فيما أشار إلى قطع المحتجين بعض الطرق، وقالت إن "المحتجين قطعوا طرقا داخلية في المحافظة، أبرزها الطريق المؤدي إلى مصفاة البصرة"، مبينا أن "هناك دعوات لإضراب عام في المحافظة"، كما أضاف أن "تلامذة وطلبة بعض المدارس التي تجددت فيها الاحتجاجات غادروا مدارسهم وعادوا إلى منازلهم".

وقطع متظاهرون عراقيون، الأحد، طرقا وجسورا في جنوبي العراق، في وقت نصب آخرون خيمة اعتصام أمام حقل نفطي استعدادا لغلقه، وتأتي هذه الخطوات تتفيذا لدعوات أطلقها ناشطون عراقيون وتنسيقيات منظمة للمظاهرات من أجل الإضراب العام، والخروج في مظاهرة "مليونية"، الأحد.

وتوقفت الحركة عند ثلاثة جسور رئيسية في محافظة ذي قار جنوبي البلاد، بعد أن سيطر متظاهرون عليها إثر ليلة شهدت مواجهات عنيفة في المحافظة، قتل خلالها متظاهر وأصيب 20 آخرون بالرصاص، كما قطع محتجون الطرق المؤدية من الزبير إلى منطقة البرجسية ومصفاة البصرة النفطية، بالإضافة إلى تقاطع الشعيبة في المدينة.

وفي بغداد، أعادت قوات الأمن العراقية افتتاح طريق محمد القاسم السريع وسط العاصمة بعد قطع محتجين أجزاء منه، فيما دعا المتظاهرون في العاصمة العراقية بغداد إلى الخروج في تظاهرات مليونية في أنحاء المحافظات لسحب الشرعية من الأحزاب، والتأكيد على مطلب إقالة الحكومة بعد ما وصفوه بالتصعيد الأمني خلال الأيام الماضية.

وفي وقت سابق السبت، أفادت وكالة "أسوشيتيد برس" بمقتل متظاهر وإصابة أكثر من 10 بجروح في اشتباكات قرب جسر الأحرار.

وجنوبا، أكدت مصادر العربية مقتل شخص وإصابة 10 أشخاص بحالة اختناق في اشتباكات اندلعت بين القوات الأمنية ومتظاهرين في الناصرية.

وتمكن محتجون في قضاء البطحاء غرب الناصرية من قطع الطريق المؤدي إلى محافظة السماوة، كما قاموا بحرق الإطارات، قبل أن تعيد قوات الأمن فتح الطريق وتفريق المتظاهرين، الذين قام بعضهم بالسيطرة على جسر النصر وسط المحافظة وإغلاقه.

إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية بتجدد الاشتباكات بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين في شوارع وساحات رئيسية وسط مدينة كربلاء، وأقدم المتظاهرون على رشق قوات الأمن التي تقف خلف الحواجز التي تؤدي إلى مجمع المباني الحكومية بالحجارة، ما دفع قوات الأمن إلى الرد بنفس الطريقة، وأكدت المصادر وقوع عدة إصابات في صفوف الطرفين.

وفي سياق متصل، توجه عدد من طلاب الجامعات، الأحد، إلى ساحة التحرير في بغداد. وأفادت تقارير بأن الهدوء الحذر يخيم على ساحات العاصمة العراقية ، إثر ليل من الاشتباكات التي لم تهدأ حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد، وأدت إلى مقتل محتج وإصابة العشرات.

وأضافت أنه من المتوقع أن يبدأ توافد أعداد كبيرة من المحتجين مجددًا إلى العاصمة اليوم، وسط دعوات سابقة لعصيان وتظاهرات طلابية حاشدة، على الرغم من أن السلطات الرسمية أكدت أن الأحد هو يوم دراسي عادي.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء العراقية بقطع عدد من الجسور والطرق الرئيسية في مدينة النجف (محافظة النجف، تقع إلى الجنوب الغربي للعاصمة بغداد)

بالتزامن، شيعت الناصرية (جنوب العراق) صباح الأحد، أحد قتلاها الذين سقطوا خلال ساعات الليل.

وشهدت موانئ البصرة في الفترات الماضية حالات إغلاق متكررة من قبل المحتجين. وغالبًا ما تعيد قوات الأمن العراقية فتح الطرق المؤدية إلى موانئ النفط، لاسيما ميناء أم قصر بعد تفريق المحتجين.

وقبل يومين تمكن العاملون في ميناء أم قصر من دخوله لأول مرة منذ أن أغلقه محتجون يوم الاثنين الماضي، لكن العمليات لم تستأنف على النحو المعتاد بعد.

وتوقفت العمليات في أم قصر من 29 أكتوبر إلى التاسع من نوفمبر استئناف قصير لها بين السابع والتاسع من نوفمبر تشرين الثاني. ويستقبل الميناء واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر لإطعام البلد الذي يعتمد بشدة على المواد الغذائية المستوردة.

يذكر أن ما لا يقل عن 330 شخصًا قتلوا منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب العراق في مطلع أكتوبر في أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003. ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يرون أنها مسؤولة عن الفساد وتخدم مصالح أجنبية بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم.

قد يهمك أيضا : 

"حزب الله" يتهم أطرافًا محلّية بـ"العمالة للخارج" ووضع العراقيل

مفوضية حقوق الإنسان في العراق تنشر إحصائية بأعداد قتلى وجرحى الاحتجاجات ليوم الأحد