بيروت ـ ميشال سماحة
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته للبنان، "أننا سنساعد لبنان الشقيق للعبور من أزمته"، وقال: "مستعدون للمساعدة عبر استثمارات إيرانية أو لبنانية لإقامة معملين لإنتاج الكهرباء".وأعلن " أننا مستمرّون بإرسال المشتقات النفطية إلى لبنان، ونأمل أن يكون في المستقبل باطار اتفاقيات بروتوكولية بين البلدين".
وأشار إلى أن "إيران على استعداد لتأمين حاجات لبنان من الأدوية والأغذية والمستحضرات الطبية، وأكدنا للمسؤولين اللبنانيين أن إيران على استعداد لإنشاء مترو الأنفاق".
وقال: "إيران تكن احتراماً كاملاً لسيادة لبنان وتعبّر عن رغبتها ببذل جهودها لدعم لبنان من خلال التعاون بين الحكومتين ومستعدون للتعاون في المجالات كافّة".
ورأى أن "دول المنطقة وشعوبها لن تسمح للولايات المتحدة أن تنجح في حربها الاقتصادية وحصارها على لبنان، ونأمل من خلال الانفتاح الإقليمي بكسر الحصار الذي يستهدفنا جميعاً".
وأعلن أن "المحادثات الإيرانية السعودية تسير في الاتجاه الصحيح، ونحتاج المزيد من الحوار. حتى الآن توصلنا إلى اتفاقات معينة"، مؤكداً أن "دور إيران والسعودية له بالغ الأهمية على صعيد إرساء الاستقرار في المنطقة".
ولفت إلى "أننا سنعود إلى محادثات فيينا على أن يتم تحقيق المصلحة الوطنية لإيران وشعبها".
وكشفت معلومات ان عبد اللهيان وضع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في الاتصالات المباشرة بين طهران والرياض والتي تلتئم في بغداد بدعم من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الناشط على خط تقريب المسافات بين جارَي بلده. ويرى عبد اللهيان ان هذه المفاوضات وصلت إلى "مرحلة متقدمة" يمكن التعويل عليها، وان الجانب السعودي يكتفي في اللقاءات إلى الآن بحضور مفاوضين أمنيين.
وتتطلع إيران إلى اشراك ديبلوماسيين ايضا لأن المفاوض الامني يحتاج إلى مراجعة قيادته قبل البت بأي نقطة يمكن الاتفاق عليها. وهذا ما يفعله الجانب السعودي. ولا تريد طهران من اعادة العلاقات مع الرياض وضع اي شروط مسبقة، وتتعاطى مع هذا الملف بروح من الانفتاح والتلاقي.
ويخلص رأس الديبلوماسية الايرانية إلى أن الأمور تسير ايجاباً مع السعودية وأن بلاده لن تقصر في الاستفادة من اي نافذة ايجابية تساعد في تمتين العلاقات بين الدول العربية والاسلامية، وكان ثمة تأكيد من المسؤول الايراني على مواقف بري القديمة - الجديدة التي تشدد على حسن الجوار والتعاون بين بلدان المنطقة وعلى رأسها ايران والسعودية نظرا إلى الموقع الذي تحتله كل منهما، وان هذا التعاون وتطوير العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية بين هذه الدول يساعد شعوبها على التعاون وتكون لهذا الفعل ارتدادات ايجابية على المنطقة وستشكل في رأيه مصدر قلق للاسرائيلي.
ويشدد عبد اللهيان هنا على ان بلاده ستستمر في فتح صفحات التلاقي مع السعودية وسائر البلدان العربية مهما أقدمت اميركا واسرائيل على زرع الالغام بين الدول الجارة والصديقة في المنطقة. وبالطبع حضر ملف اليمن وتشعباته في لقاءات عبد اللهيان، وعلى رغم تعقيداته والآثار التي خلّفها يمكن التوصل بحسب جهات ديبلوماسية إلى وقف الاشتباك بالنار على ارض اليمن واستبدال منصات الصواريخ بطاولات الحوار والديبلوماسية وسياسة التلاقي بين ابناء اليمن، وإقدام الدول الصديقة على مساعدتهم والنهوض ببلدهم بعد كل هذه السنوات من الحرب.
وكانت هناك اطلالة على المفاوضات النووية في فيينا، فأشار عبد اللهيان إلى ان من المتوقع ان تسترجع جلساتها قريباً وان بلاده لا تتساهل في هذا الملف الحساس. ومن هنا كان المسؤولون اللبنانيون يسألون ضيفهم الايراني عما آلت اليه اتصالات بلاده مع الاميركيين في فيينا ومع السعودية حيث لا مفر من اللقاء بين الرياض وطهران وعرض ملفات خلافهما على الطاولة مهما كبرت مساحة التباعد والخلافات بين عاصمتين اساسيتين في المنطقة. واي تقارب بينهما ستصيب شظاياه الايجابية بيروت التي تخيم عليها عتمتان سياسية وكهربائية.
قد يهمك ايضاً :