تقرير-حسام الخرباش
تعيش محافظة تعز اليمنية أوضاع إنسانية وصحية وأمنية كضريبة حرب نالت تعز الجزء الأكبر منها.وتعتبر مدينة تعز، واحدة من أكبر المدن اليمنية اكتظاظا بالسكان، فيما المحافظة بشكل عام تعد الأولى من حيث نسبة السكان باليمن، الذين يقدر عددهم بالملايين.
ومدينة تعز توصف بأنها عاصمة الثقافة في اليمن، ويخضع معظمها لسلطة القوات الحكومية، فيما يحاصرها الحوثيون من معظم مداخلها، ما أدى إلى تفاقم أكبر للوضع الإنساني والصحي فيها، وهو الأمر الذي عمق من مسألة انتشار الأوبئة.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن من تدهور حاد جراء الصراع المرير المستمر للعام الخامس على التوالي بين قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا من جهة، وجماعة أنصارالله الحوثية المتهمة بتلقي الدعم من إيران، من جانب آخر. وأدت هذه الحرب التي توصف بأنها “عبثية” إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني، وفقا لبعض التقارير الحقوقية.
وقالت الناشطة الحقوقية عايدة الرفيد "يتفاقم الوضع الصحي والإنساني بتعز اليمنية بالتزامن مع الحرب التي دفعت ثمنها محافظة تعز غالياً ،وتنتشر مجموعة من الأمراض القاتلة في المدينة وسط إمكانيات محدودة للسلطات العاجزة عن السيطرة على تفشي تلك الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا" .
وأشارت الرفيد أن الوضع في جانب الخدمات والأمن والصحة في تعز منهار ولاتوجد جهود جادة لتحسين الوضع وفرض الأمن وتفعيل لمؤسسات الدولة وينبغي أن تتحرك الحكومة لتحسين الوضع في المدينة كونها تفتقر لابسط الخدمات وتعاني اوجاع الحرب التي دمرت الكثير ولاتزال مستمرة ،
مؤكدة أن الكثير من المباني الحكومية والخاصة والمدارس تعرضت للدمار او تحتلها قوات عسكرية من طرفي الصراع وآخرى تعرضت للنهب .
وبينت الرفيد أن الحرب والإنفلات الأمني وحالة الفوضى لازالت تحصد مئات الضحايا فجماعة الحوثيين من أطراف المدينة تقصف الأحياء بالمقذوفات والالغام التي زرعها الحوثيين لازالت تخلف ضحايا بمناطق متفرقة بينما الإنفلات الأمني بالمدينة يحصد عشرات الضحايا ويصادر الكثير من الممتلكات مايجعل المواطن بين فكي كماشة يحيط به خطر المقذوفات والانفلات ويعيش وسط إنعدام الخدمات والمياه والكهرباء والصحة .
جرائم الحرب مستمرة واستهداف مباشر للمدنيين
وأكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تقريره السنوي عن حالة حقوق الإنسان تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن إلى درجة انتشار المجاعة بشكل كبير وخطير.
وقال المركز وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الإستشارية بالأمم المتحدة في تقريره الذي قدمه اليوم إلى الأمم المتحده ليكون ضمن وثائق المنظمة الدولية في الدورة 43 لمجلس حقوق الإنسان والتي ستنعقد خلال الفترة 24 فبراير الجاري إلى 20 مارس المقبل في جنيف
أن القصف لكل القوى المتحاربة خلف دمارا حقيقيا، وأن محافظة تعز التي ركز عليها التقرير لا تزال أكثر مناطق اليمن عرضة للانتهاكات التي يصل بعضها لتكون جرائم حرب ضد الإنسانية.
وكشف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان في تقريره السنوي عن توثيقه وقوع 909 انتهاكا طال مدنيين وممتلكات عامة وخاصة خلال العام 2019.
*انتهاك حق الحياة*
رصد الفريق الميداني مقتل 255 مدنيا، خلال العام 2019 بينهم 70 طفلا و19 امرأة، وكانت مليشيا الحوثي الأكثر دموية من حيث استحواذها على أعلى نسبة في ضحايا القتل خصوصا المباشر والمتعمد، حيث بلغ عدد ضحاياها نحو 113 مدنيا بينهم 44 طفلا و15 امرأة.
وسقط معظم ضحايا مليشيا الحوثي والذي بلغ عددهم نحو 53 مدنيا جراء استهدافهم المباشر بمختلف القذائف الثقيلة والمتوسطة والتي تسقط بشكل شبه يومي على معظم الأحياء والمناطق السكنية في المدينة وعدد من المديريات والأرياف.
يلي ذلك سقوط 21 مدنيا بالقنص المباشر من قبل قناصين يتبعون مليشيا الحوثي في الأماكن والثكنات العسكرية التي اتخذتها المليشيا في أماكن مجاورة تسيطر عليها، وسقط نحو 20 مدنيا جراء انفجار الألغام والعبوات الناسفة التي تواظب المليشيا على زرعها في الطرقات والأحياء والمنازل والمزارع وغيرها في شبكات كبيرة وبشكل عشوائي.
وقتلت مليشيا الحوثي 13 مدنيا بالرصاص المباشر، كما قامت بإعدام مدنيين اثنين وتعذيب أخر حتى الموت، فيما انتحر معتقل لدى الحوثيين عقب إطلاق سراحه، وقتل مدنيين أخرين جراء طعنهما بسلاح ابيض من قبل أحد المسلحين التابع لمليشيا الحوثي.
وتسبب مجهولون بمقتل نحو 52 مدنيا، قتل نحو 28 مدنيا منهم جراء العبوات الناسفة التي يتم زرعها بين الحين والأخر في عدد من المناطق والاحياء المحررة من سيطرة مليشيا الحوثي داخل المدينة، وقتل 23 مدنيا أخرين بالرصاص المباشر، كما قتل مدني اخر طعنا.
كما تسبب مسلحون خارج إطار الدولة يتبعون فصائل عدة ويتركزون في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي بمقتل نحو 42 مدنيا، حيث قتل 27 مدنيا منهم بالرصاص المباشر وقتل 8 أخرون برصاص قناصين، كما قتل 3 مدنيين جراء اشتباكات تلك الفصائل فيما بينها، وقتل طفلين بقذيفة مدفعية، وأعدم مسلحون مدنيا فيما تسبب تعذيب حتى الموت من قبلهم بمقتل مدني أخر.
واشترك مسلحون خارج إطار الدولة مع اللجنة الأمنية في قتل 9 مدنيين فيما تسبب أفراد في الجيش الحكومي بقتل نحو 18 مدنيا، قتل 14 منهم بالرصاص المباشر وتم اغتيال مدني أخر فيما تم دهس طفلين بطقمين عسكريين، وقتل مدني جراء التعذيب.
وتسبب التحالف العربي بمقتل نحو 18 مدنيا جراء غارتين جويتين أحدهما في 24 مايو تسببت بمقتل 12 مدنيا والأخرى في 28 يونيو تسببت بمقتل 6 مدنيين من أسرة واحدة، كما تسبب مسلحون قبليون بمقتل 3 مدنيين.
*جرحى بين الموت والحياة*
ووثق مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان اصابة 376 مدنيا خلال العام 2019 بينهم 85 طفلا و40 امرأة، بينها 217 إصابة لمدنيين ارتكبتها مليشيا الحوثي، وكانت الأعلى نسبة لبقية الأطراف الأخرى.
وحصدت القذائف المختلفة من هاون وهاوزر وغيرها وصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة ومضاد الطيران وخلافه التي تطلقها المليشيا بشكل مكثف وممنهج وشبه يومي على الأحياء والمدن والأرياف السكنية العدد الأكبر من المصابين والذي وصلوا إلى نحو 135 مدنيا.
ولاحظ الفريق الميداني خلو معظم تلك المناطق من أي مظاهر مسلحة أو وجود اشتباكات بين المليشيا والجيش الحكومي أو أفراد المقاومة.
وتسبب قناصون يتبعون مليشيا الحوثي تركزوا في مناطق وثكنات عسكرية قريبة من الأحياء والتجمعات السكنية من إصابة نحو 37 مدنيا، فيما أصيب 30 مدنيا جراء الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها المليشيا.
وأصيب 8 مدنيين بحادث سير جراء الحصار المفروض من قبل المليشيا على مداخل المدينة واضطرارهم لسلك طرق وعرة وغير أمنة، فيما أصيب 6 أخرون برصاص مباشر أطلقه مسلحون تابعون للمليشيا، وقتل مدني طعنا بسلاح أبيض لمسلح تابع للمليشيا.
كما تسبب مسلحون خارج إطار الدولة بإصابة 56 مدنيا، أصيب 44 منهم بالرصاص المباشر، وتم قنص 5 أخرين، فيما أصيب 4 اخرين بقذيفة مدفعية، وأصيب 3 مدنيين جراء دهس أحد الأطقم التابعة لمسلحين يتبعون فصائل مختلفة خارج إطار الدولة.
ونتج عن الاشتباكات بين مسلحين خارج إطار الدولة واللجنة الأمنية إصابة 38 مدنيا، وتسبب مجهولون بإصابة 36 مدنيا أصيب 17 منهم جراء انفجار عبوات ناسفة، وأصيب 19 منهم برصاص مباشر.
وتعرض 17 مدنيا للإصابة برصاص أفراد في الجيش الحكومي، وأصيب 5 اخرون في قصف جوي لطيران التحالف العربي، كما أصيب 7 أخرون برصاص مسلحين قبليين.
ووثق الفريق الميداني لمركز المعلومات 28 حالة اعتداء طالت مدنيين بمحافظة تعز خلال فترة التقرير، ارتكب مسلحون خارج إطار الدولة 12 حالة منها، وارتكب أفراد في الجيش الحكومي والأمن 8 حالات بينها واحدة جماعية، فيما ارتكب مسلحون مجهولون 6 حالات أخرى وارتكب مسلحي الحوثي حالتين أخريتين.
ورصد الفريق الميداني واقعتي تهجير قسري ارتكبتها مليشيا الحوثي لعشرات الأسر، واستطاع الفريق الميداني رغم صعوبة التوثيق أن يرصد تهجير 19 أسرة فقط.
*مجازر أكثر إيلاما*
كما وثق المركز 10 مجازر وقعت خلال العام 2019 ارتكبت مليشيا الحوثي 8 منها عبر قصفها المباشر على الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين والتي نتج عنها مقتل 22 مدنيا بينهم 12 طفلا وامرأة واصابة 42 مدنيا بينهم 14 طفلا وامرأتين.
فيما ارتكب التحالف العربي مجزرتين جراء غارتين جويتين استهدفتا منزلا ومحطة وقود نتج عنهما مقتل 18 مدني بينهم 11 طفل وامرأة واصابة 5 مدنيين بينهم امرأتين وطفلين.
ورصد الفريق الحقوقي لمركز المعلومات وقوع 19 حالة انتهاك لحرية الرأي والتعبير خلال مدة التقرير، ارتكب أفراد في الجيش الحكومي والأمن والسلطة المحلية 11 حالة فيما ارتكب مسلحون خارج إطار الدولة 5 حالات أخرى وارتكبت مليشيا الحوثي حالتين وارتكب مجهولون حالة واحدة.
*ممتلكات عامة وخاصة*
واستطاع الفريق الميداني رصد تضرر 217 ممتلكا عاما وخاصا، بينها 29 ممتلكا عاما و188 ممتلكا خاصا، حيث تضررت 9 ممتلكات عامة من قبل مليشيا الحوثي و4 ممتلكات أخرى من قبل مسلحين خارج إطار الدولة، و3 ممتلكات من قبل الجيش الحكومي وممتلك واحد من قبل مجهولين، ممتلك اخر جراء الاشتباكات الدائرة عن اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة.
فيما تضرر 135 ممتلكا خاصا من قبل مليشيا الحوثي و13 ممتلكا من قبل مسلحين مجهولين، و9 ممتلكات أخرى من قبل اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة، وتضرر 25 ممتلكا من قبل مسلحين خارج إطار الدولة، وتضررت 4 ممتلكات من قبل الجيش الحكومي، وممتلكين اثنين من قبل التحالف العربي.
حيث تضررت 4 مبان عامة بشكل كلي بينها مسجد ومدرسة ومخزن أدوية و11 مبنى بشكل جزئي بينها مستشفى وتضرر سيارة اسعاف جراء قصف مليشيا الحوثي.
فيما تسبب مسلحون خارج إطار الدولة بتضرر 6 مبان عامة حيث تم نهب مبنى واقتحام 3 اخرين واحراق أخر وتضرر مبنى أخر جراء القصف.
واقتحم أفراد من الجيش والأمن مستشفى عام وتسببوا في حرق جزء من ممتلك عام أخر، كما اقتحم مجهولون ممتلكا حكوميا وقاموا بنهبه واحرقوا مركبة عامة، فيما أحرق مبنى وقصف اخر جراء الاشتباكات الدائرة بين اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة.
وفيما يخص الممتلكات الخاصة فقد تضرر نحو 32 منزلا بشكل كلي جراء قصف مليشيا الحوثي، ومنزل أخر جراء غارة جوية للتحالف العربي، فيما تضرر 68منزلا بشكل جزئي، تسبب قصف المليشيا بتضرر 64 منزلا منها، وتسبب مسلحون خارج إطار الدولة بتضرر مبنيين وكذلك تسبب مسلحون مجهولون بتضرر منزلين بشكل جزئي منها أيضا جراء القصف والرصاص المباشر.
وتم احرق 8 مبان خاصة 5 منها جراء الاشتباكات التي دارت بين اللجنة الأمنية ومسلحون خارج إطار الدولة، وتسبب أفراد في الجيش الحكومي باحتراق ممتلكين خاصين، وأخر من قبل مسلحين خارج إطار الدولة.
وتم تدمير 9 مبان خاصة من قبل مليشيات الحوثي، ودمر منزل من قبل التحالف العربي، ودمر مجهولون مبنى خاص، واقتحم مسلحون خارج إطار الدولة 3 مبان خاصة، فيما اقتحم مجهولون مبنى أخر.
وفجرت مليشيا الحوثي منزلين ومنزل أخر فجره مسلحون مجهولون، فيما استولى مسلحون خارج إطار الدولة على ممتلك واحد ونهبوا 5 محلات تجارية، كما نهب مسلحون مجهولون ممتلكين خاصين بينهما محل صرافة، وأطلقوا الرصاص على منزل أخر.
ومن ضمن الممتلكات الخاصة تم تدمير 22 مركبة كليا دمرت المليشيا 16 منها، ودمر مسلحون مجهولون 6 مركبات أخرى، وتضررت 21 مركبة خاصة بشكل جزئي تسببت مليشيا الحوثي بتضرر 16 منها وتسبب مسلحون خارج إطار الدولة بتضرر 5 مركبات.
كما أحرقت 4 مركبات جراء الاشتباكات بين اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة، فيما أحرقت مليشيا الحوثي مركبة أخرى، ونهب مسلحون خارج إطار الدولة مركبة خاصة و5 مولدات كهرباء وهاتفا نقالا ومبالغ مالية.
*الألغام .. جريمة ضد الإنسانية*
وفي حصيلة وثقها الفريق الميداني لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان فقد رصد مقتل 20 مدنيا واصابة 30 مدنيا بينهم نساء وأطفال جراء الألغام التي زرعها الحوثيون.
وإلى جانب تلك الألغام وما تحصده من ضحايا يقوم مسلحون مجهولون بزرع عبوات ناسفة يقع ضحاياها عشرات المدنيين في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي والتي تستهدف غالبا قيادات في الجيش والمقاومة أو السلطة المحلية ورصد الفريق الميداني وقوع 28 قتيلا واصابة 17 من المدنيين جراء تلك العبوات الناسفة.
قـــد يهــــــــــــمك ايــــــــضــــــا:-
مسؤول بارز لدى "الإدارة الذاتية" يؤكد أن 700 ألف نازح هربوا من العمليات التركية شمال شرقي سورية
اللاجئون الفلسطينيون في سورية يتابعون تطورات "صفقة القرن" وتشغلهم "لقمة العيش"