كابول ـ أعظم خان
أصدرت 15 بعثة دبلوماسية وممثل حلف شمال الأطلسي في العاصمة الأفغانية كابل اليوم الاثنين بياناً مشتركاً لحث حركة «طالبان» على وقف الهجمات العسكرية في أنحاء البلاد بعد ساعات فحسب من إخفاق اجتماع للسلام في الدوحة في التوصل لهدنة.والتقى وفد من كبار القادة الأفغان مع القيادة السياسية لحركة «طالبان» في العاصمة القطرية على مدى اليومين الماضيين، وكان زعيم طالبان هبة الله اخوند زاده قال في رسالة نشرها الأحد قبيل عطلة عيد الأضحى "رغم المكاسب والتقدّم العسكري، تفضّل الإمارة الإسلاميّة بشدّة تسوية سياسيّة في البلاد"، مؤكّداً أنّ "الإمارة الإسلاميّة ستستغلّ كلّ فرصة تسنح لإرساء نظام إسلامي وسلام وأمن".
وقالت البعثات الدبلوماسية وممثل حلف شمال الأطلسي: «في عيد الأضحى... يجب أن تضع (طالبان) أسلحتها للأبد وتظهر للعالم التزامها بعملية السلام». وتبدأ عطلة عيد الأضحى في أفغانستان غداً الثلاثاء.وصدر البيان المشترك عن البعثات الدبلوماسية لأستراليا وكندا والتشيك والدنمارك والاتحاد الأوروبي وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا وهولندا وإسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة للمثل المدني لحلف شمال الأطلسي.
وشنّت طالبان هجوماً شاملاً على القوّات الأفغانيّة أوائل أيّار/مايو، مستغلّة بدء انسحاب القوات الأجنبيّة الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية آب/أغسطس. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصاً في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً من معاقلها التقليدية في الجنوب، مقابل مقاومة خجولة من القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الغطاء الجوي الأميركي ولا تسيطر إلا على محاور رئيسية وعواصم الولايات.
وكانت «طالبان» تعلن في عطلات الأعياد السابقة وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار وتقول إنها تريد أن تترك المواطنين الأفغان يقضونها في سلام. لكن الحركة لم تصدر مثل هذا الإعلان حتى الآن هذه المرة مع تحقيقها مكاسب سريعة بمستويات غير مسبوقة تقريباً خلال معارك في أنحاء البلاد.واكتسب المسلحون جرأة مع اقتراب انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بعد 20 عاماً من القتال.
وأدان بيان البعثات الدبلوماسية اليوم الاثنين انتهاكات الحقوق مثل مساعٍ لإغلاق مدارس ووسائل إعلامية تناقلتها تقارير إعلامية في مناطق تمكنت «طالبان» مؤخراً من السيطرة عليها. ونفت الحركة من قبل مثل تلك التقارير.
قالت «طالبان» اليوم الاثنين إنها استولت على منطقة دهراود في إقليم أرزكان، إلى الجنوب الغربي من كابل، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية الليلة الماضية. وأكد مسؤولون في الإقليم تقدم «طالبان».وفي إقليم سامنجان الشمالي، قال الجيش إن قوات الأمن تمكنت من استعادة منطقة من أيدي المتمردين، وإن 24 من مقاتلي الحركة بمن فيهم قائدان وحاكمها للمنطقة، قتلوا.واستمرت الاشتباكات هناك اليوم الاثنين.
وزار الرئيس الأفغاني أشرف غني عاصمة إقليم هرات في غرب البلاد اليوم الاثنين. واستولت «طالبان» على جميع مناطق الإقليم في الأيام القليلة الماضية باستثناء مدينة هرات العاصمة، التي تخضع للحصار.
من ناحية أخرى، قال عبد الله عبد الله رئيس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان المشارك في المحادثات اليوم الاثنين إن الاجتماعات التي عقدت بين القادة الأفغان وحركة «طالبان» في الدوحة بحثت سبل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع.وأضاف عبد الله على «تويتر»: «اتفقنا على مواصلة المحادثات والسعي للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الحالة وتجنب سقوط قتلى من المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية لمواجهة جائحة (كوفيد - 19)».
وقال بيان صادر عن «طالبان» في وقت متأخر من مساء أمس الأحد: «اتفق الجانبان على الحاجة إلى تسريع وتيرة محادثات السلام ليتسنى التوصل لحل دائم وعادل للمشكلة الحالية في أفغانستان بأسرع وقت ممكن».وبدأت المحادثات بين «طالبان» والمسؤولين الأفغان في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي لكنها لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم.ونفى المتحدث باسم «طالبان» في الدوحة محمد نعيم تقارير إعلامية أفادت بأن الحركة وافقت على وقف إطلاق نار في العيد في مقابل إطلاق سراح سجناء منها.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن اتصالات موسكو مع حركة "طالبان" تعني تحويل قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الحوار الأفغاني الأفغاني إلى واقع.كدت زاخاروفا كون حركة "طالبان" منظمة محظورة في روسيا وتمسك موسكو بمحاربة الإرهاب ورفضها أي أنشطة إرهابية، "بما فيها أنشطة حركة طالبان".
مع ذلك فقد أشارت المتحدثة باسم الوزارة إلى أن للحركة المذكورة صفة واحدة مهمة وهي أن "طالبان" تعد جزءا من الحوار الأفغاني الأفغاني، الذي دعا مجلس الأمن الدولي، في عام 2020، جميع بلدان العالم إلى تشجيعه.وتابعت: "نقوم بتنفيذ قرار مجلس الأمن. لقد دعمناه كدولة، وها نحن نترجمها إلى ممارسة عملية".
قد يهمك ايضا
الأمم المتحدة تُشيد بالتطور السريع والمذهل الذي شهدته دبي في البنية التحتية
بعد مقتل 3 رجال شرطة تابعين لـ"حماس" في عمليتين انتحاريتين