أبوظبي- فيصل المنهالي
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة في السادس من تموز/ يوليو 2015 للسنة الرابعة على التوالي بذكرى يوم زايد للعمل الإنساني بناء على قرار من مجلس الوزراء في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2012 تسمية يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "يوم زايد للعمل الإنساني" وذلك إحياء لذكرى الشيخ زايد.
وتشهد الاحتفالات هذا العام إطلاق المزيد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية من خلال الآلاف من الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.
ويعتبر هذا اليوم علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة إذ أن هذا الاحتفال يعبر عن مجموعة من الإنجازات التي حققتها الدولة على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى.
وذكر تقرير لوزارة "الخارجية" أنَّ دولة الإمارات قامت خلال السنوات الماضية بالعديد من المبادرات الإنسانية العالمية التي تخدم وتعزز قدرات الملايين من البشر من الشرائح المستهدفة في العديد من الدول والمناطق الجغرافية المعزولة والساحات الملتهبة من ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والعنف والحروب والجوع والفقر والمرض والعوز.
وحرصت قيادة دولة الإمارات على إطلاق العديد من المبادرات الإنسانية العالمية حيث أصدر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "توجيهاته بمساعدة الشعب اليمني الشقيق ليجتاز المحنة التي يمر بها".
وبلغ مجموع المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات إلى اليمن استجابة للأوضاع الأخيرة 93 مليونا و840 ألفا و200 درهم شملت نقل قرابة ثمانية آلاف طن من المواد الإغاثية الغذائية والصحية والوقود عبر تسيير 5 بواخر و 11 رحلة جوية و40 شاحنة.
وفي 10 حزيران/ يونيو 2014 أمر رئيس الدولة بتخصيص مبلغ 192 مليون درهم كمساعدات إنسانية عاجلة لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وتتولى هيئة الهلال الأحمر بمتابعة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهيئة الإشراف وتنفيذ هذه المساعدات بصورة فورية، كما تم تكليف الهيئة بإقامة مستشفى ميداني متكامل في القطاع وتجهيزه لإسعاف ضحايا العدوان الإسرائيلي الذي أودى بحياة المئات من الشهداء وأوقع الآلاف من الجرحى الأبرياء بين المدنيين والنساء والأطفال.
وفي مبادرة ثانية مهمة أطلق رئيس الدولة مبادرة لتطعيم ملايين الأطفال الباكستانيين وذلك تحت شعار "الصحة للجميع.. مستقبل أفضل". وأعلنت إدارة المشروع الإماراتي في باكستان أنه تم إعطاء 86 مليون جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال في 53 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية فتح وإقليم بلوشستان وإقليم السند.
وأطلق نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدة مبادرات كان أبرزها كسوة مليون طفل حول العالم وسقيا الماء وقبل أيام أطلق سموه مبادرة إنشاء قرية للأيتام المخصصة بالكامل للأطفال الأيتام والتي توفر المأوى والتعليم والرعاية الصحية والنفسية والتغذية لليتامى المحتاجين.
من جانبه أطلق ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرة بتقديم 120 مليون دولار مساهمة منه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول العام 2018 مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان، ففي العام 2011 أعلن كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومؤسسة بيل ومليندا غيتس عن شراكة استراتيجية تم خلالها تقديم مبلغ إجمالي قدره 100 مليون دولار أميركي مناصفة بين الطرفين لشراء وإيصال اللقاحات الحيوية للأطفال في أفغانستان وباكستان.
وأسفرت هذه الشراكة عن إنفاق 34 مليون دولار أميركي لتقديم 85 مليون جرعة فموية من لقاح شلل الأطفال لأطفال أفغانستان وباكستان فيما خصص 66 مليون دولار أميركي لإيصال لقاحي "المكورات الرئوية وخماسي التكافؤ" إلى أفغانستان. كما أطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حملة لتطعيم 20 ألف طفل باكستاني ضد الحصبة وشلل الأطفال في إقليم خيبر بختونخوا حيث أنَّ مرض الحصبة يعتبر الوباء الأوسع انتشارا بين فئات الأطفال الباكستانيين حسب تقارير منظمة اليونيسيف، ووفقا للإحصائيات توجد في باكستان 2.1 مليون إصابة بالحصبة سنويا ويموت حوالي 21 ألف طفل سنويا بسبب وباء الحصبة حيث لا يلقح ثلث الأطفال في باكستان ضد مرض الحصبة.
وأكد ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أنَّ حجم المساعدات الإغاثية التي قدمتها دولة الإمارات في العام 2013 وحده بلغ أكثر من 5.2 مليار دولار أمريكي وتعد من أكبر نسب المساعدات الإغاثية التي تقدمها دولة مقارنة بدخلها القومي الإجمالي، مشيرا إلى أنَّ تبوأ دولة الإمارات لهذا المركز المتقدم في صدارة كبريات الدول المانحة للمساعدات إنما هو نتيجة طبيعية لغرس زايد الخير رحمه الله الذي كرس حياته لخدمة البشرية في أي مكان في العالم وهو النهج الذي تسير عليه قيادتنا الحكيمة.
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة القروض والمنح والمساعدات لكثير من المشاريع التنموية في ما يزيد عن 300 بلد في جميع أنحاء العالم بما يقارب 300 مليار درهم إماراتي بالإضافة إلى ما يزيد عن 100 مليار درهم إماراتي عن طريق المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ووفقا للتقرير السنوي الرسمي للمساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة للعام 2013 فإن العطاء الإماراتي يشكل علامة فارقة في تاريخ الدولة حيث حققت دولة الإمارات أعلى معدل في تاريخها في ذلك العام ببلوغ إجمالي مساعداتها الخارجية المدفوعة ما يعادل 21.63 مليار درهم وهو العام الذي حمل دولة الإمارات " لتتبوأ بفضل الله تعالى ثم بفضل قيادتها الرشيدة المرتبة الأولى عالميا على صعيد منح المساعدات الإنمائية الرسمية.
وخلال عامي 2013 و 2014 بلغت مساعدات دولة الإمارات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا" 432 مليون درهم في حين بلغ إجمالي المساعدات لأزمة غزة جراء العدوان الإسرائيلي عليها نهاية صيف العام الجاري نحو 92 مليون درهم.
وتعهدت دولة الإمارات ممثلة في هيئة الهلال الأحمر بتقديم مبلغ 40.8 مليون دولار لـ"اونروا". وبلغ حجم المساعدات الإنسانية الإماراتية الموجهة إلى المتضررين من الأزمة السورية بلغ ما قيمته 306.8 مليون درهم خلال العامين 2012 و2013 حيث شكلت المساعدات الحكومية ما قيمته 206 ملايين درهم من القيمة الإجمالية.
وبحسب مؤشرات وزارة التنمية والتعاون الدولي فقد قفزت المساعدات التي وجهتها دولة الإمارات من خلال مؤسساتها الإنسانية خلال العام 2012 من 52 مليون درهم لأربعة أضعافها خلال العام 2013 لتبلغ نحو 254.68 مليون درهم في إطار استجابة تلك المؤسسات الإنسانية الفاعلة لوتيرة تصاعد وتزايد حدة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الأشقاء السوريون.