دمشق - نورا خوام
أكدت الوكالة الفرنسية للأنباء، أن 15 قتيلاً سقطوا في اشتباكات بين قوات موالية لأنقرة ومقاتلينَ أكراد في سورية، هذا وهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وقت سابق روسيا بتطهير المنطقة الحدودية السورية ما لم تنفِّذ التزاماتِها بموجِب اتفاق سوتشي، كما جدد أردوغان تهديداته إلى أوروبا باللاجئين ما لم تساند خطة تركيا لإقامة منطقة آمنة في سوريا.
أردوغان ومولود جاويش أوغلو
تصريحات أردوغان سبقاتها تصريحات وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، قال فيها إن مقترح ألمانيا حول منطقة دولية آمنة في سوريا غير واقعي، موضحًا "لا أريد أن أتدخل في الشأن الألماني، لكن ألمانيا نفسها غير متفقة على رأي واحد بشأن هذا الموضوع، الرئيس أردوغان ومنذ ثمان سنوات ناقش هذا الموضوع مع الرئيس أوباما والمستشارة ميركل كانت على دراية بالمباحثات لكن لم نجد جدية من جانب الإدارة الأميركية، أما الآن فلدينا اتفاقيات جيدة مع الولايات المتحدة وروسيا حول المنطقة الآمنة".
اتهامات جرائم حرب لأردوغان
وفي السياق ذاته، طالبت ممثلة الادعاء ومحققة الأمم المتحدة السابقة، كارلا ديل بونتي، بإخضاع أردوغان للتحقيق، فيما يتعلق بارتكاب جرائم حرب محتملة خلال العملية العسكرية التي نفذتها بلاده في سوريا، وأضافت ديل بونتي أن تدخل تركيا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وأنه أشعل شرارة الصراع في سوريا من جديد.
إلى ذلك حصلت العربية على صور وإفادات مصابين وأطباء تحدثوا فيها عن استخدام تركيا الفوسفور الأبيض في هجومها الأخير على مدينة رأس العين الكردية.
إفادات حول استخدام الفوسفور الأبيض
وعكست صورٌ وشهاداتٌ مشاهدَ مروعة لمصابين احترقت أجسادُهم بواحدٍ من الأسلحةِ المحرمةِ دوليا، ولم تقتصر صرخاتُ الألم على الأطفال بل تتعداهم إلى الرجال الذين لم يعرفوا مصدرَ إصاباتِهم إذ لا شظايا أو طلقات.
ويقف الأطباءُ مذهولين، جراحُ مرضاهم لا تستجيبُ للأدويةِ الموصوفةِ لها، يُحللون ويستشيرون مرةً بعد أخرى، لا إجاباتِ سوى أنّ جروحَ مرضاهم ناجمة عن أسلحةٍ غيرِ اعتيادية ربما هي الفوسفور الأبيض.
ومنعت تركيا والفصائلُ الموالية ُ لها الهلالَ الأحمرَ الكردي من الوصولِ إلى الموقع ِ المستهدف لجمع ِ الأدلةِ والإثباتات وقتلت عدداً من كوادرِها.
وأصابت تلك الصور العالمَ بالهلع ما استدعى منظماتٍ عدة بينها منظمة حظر الأسلحةِ الكيمياوية للتحقيقِ في القضية ونقلِ الجرحى خارج سوريا، إلى جهةٍ أخرى لإجراءِ المزيدِ من الفحوصاتِ والتحقيق مخيم جديد في كردستان العراق لاستقبال أكراد شمال سوري افتتحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في إقليم كردستان العراق، السبت، مخيما جديداً لاستقبال اللاجئين السوريين الأكراد الهاربين من شمال شرق سوريا، بعد بلوغ مخيم بردرش طاقته الاستيعابية بحوالي 11 ألف لاجئ.
وقال المتحدث باسم المفوضية في إقليم كردستان، رشيد حسين: "اليوم فتحنا قسماً جديداً في مخيم كويلان أمام اللاجئين السوريين، وتم إيواء 310 لاجئين وصلوا السبت، بعد اكتمال الطاقة الاستيعابية لمخيم بردرش".وأكد المتحدث "إيواء نحو 11 ألف لاجئ في مخيم بردرش"، مشيراً إلى أن مخيم كويلان كان "يضم أصلاً 1850 عائلة سورية" وصلت للإقليم مع بداية الأزمة السورية عام 2011.
وتوجد في شمال غرب العراق أعداد كبيرة من المخيمات التي كانت ملاذاً آمناً لملايين النازحين العراقيين مع اجتياح تنظيم داعش للبلاد عام 2014.
وأكدت المنظمات غير الحكومية العاملة في إقليم كردستان العراق أنها في حالة تأهب قصوى منذ بدأت أنقرة عملية عسكرية في شمال سوريا، مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الغرب في قتال تنظيم داعش.يجب محاسبة أردوغان على الهجوم في سورية
قالت ممثلة الادعاء ومحققة الأمم المتحدة السابقة كارلا ديل بونتي، في مقابلة نشرت، اليوم السبت، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يجب أن يخضع للتحقيق ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي نفذتها بلاده في سوريا وأضافت ديل بونتي، التي كانت عضوا في لجنة تحقيق الأمم المتحدة في سوريا، أن تدخّل تركيا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وأنه أشعل شرارة الصراع في سوريا من جديد.
وتقول أنقرة إن العملية العسكرية، التي نفذتها بعد أن انسحبت القوات الأميركية من منطقة الحدود مع سوريا، تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية السورية فحسب. وتعتبر تركيا الوحدات منظمة إرهابية على صلة بتمردين أكراد في جنوب شرق أراضيها.
وقالت دي بونتي: "تمكُّن أردوغان من غزو أرض سورية لتدمير الأكراد أمر لا يصدق".وديل بونتي شغلت في السابق منصب المدعي العام في سويسرا، وشاركت في تمثيل الادعاء في محكمة العدل الدولية، في قضايا جرائم حرب في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.
وتابعت قائلة في المقابلة التي أجرتها صحيفة "شفايتز أم فوخن إنده": "يجب إجراء تحقيق معه ويجب توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم حرب. لا يجوز السماح له بالإفلات من المحاسبة".
وأوقفت أنقرة عمليتها العسكرية الأسبوع الماضي بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة. ثم تفاوض أردوغان على اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأت بموجبه قوات حرس الحدود السورية والشرطة العسكرية الروسية في إبعاد وحدات حماية الشعب عن الحدود السورية التركية لمسافة نحو 30 كيلومترا.
واعتبارا من يوم الثلاثاء ستبدأ قوات روسية وتركية في تنفيذ دوريات على شريط باتساع 10 كيلومترات في شمال شرق سوريا كانت تنتشر فيه قوات أميركية لسنوات مع حلفائها الأكراد السابقين.
وانتقد حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، بما شمل الولايات المتحدة، توغلها العسكري في شمال شرق سوريا خشية أن يقوض الحرب ضد داعش.
لكن ديل بونتي قالت إن الدول الأوروبية ترددت في مواجهة تركيا بشأن تحركاتها في سوريا بعد أن هدد أردوغان "بفتح البوابات" للاجئين للتوجه لأوروبا. واعتبرت أن "أردوغان يستخدم اللاجئين ورقة ضغط".
وانضمت ديل بونتي للجنة تحقيق مؤلفة من ثلاثة أعضاء في سبتمبر/ أيلول 2012 وكانت معنية بالنظر في وقائع مثل الهجمات بالأسلحة الكيمياوية والمذابح بحق الأقليات وأساليب الحصار المستخدمة في الصراع بسوريا بالإضافة لقصف قوافل المساعدات. لكنها استقالت من اللجنة في 2017 وقالت إن غياب الدعم السياسي من مجلس الأمن الدولي حول تلك المهمة إلى مستحيلة.
قد يهمك أيضًــــــــــا: