قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي يصافح ضباطاً سعوديين خلال زيارة سابقة له إلى قاعدة الخرج العسكرية في المملكة .. وفي الإطار وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر

أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الجمعة، إرسال نحو 3 آلاف جندي أميركي إضافي وبطاريتي "باتريوت" وأسراب من المقاتلات الدفاعية ونظام دفاع "ثاد" لتعزيز قدرات الدفاع للمملكة العربية السعودية، ووجّه مارك إسبر تهديدا واضحا لإيران بعدم تهديد الاستقرار أو تنفيذ أي هجمات تهدد الاستقرار في المنطقة أو تشكّل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، مشددا على أن إيران ستندم إذا أقدمت على ذلك.

وقال وزير الدفاع الأميركي خلال مؤتمر صحافي في مقر "البنتاغون"، إن إيران مسؤولة عن الهجمات التي طالت منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا أكدت هذا الأمر لكون الأدلة كلها تشير إلى مسؤولية إيران التي تقوم بحملة لزعزعة الاستقرار وتستغل أدواتها المتطرّفة في تحقيق هذا الهدف، وأشار إلى أنه تحدث مع ولي العهد وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان صباح الجمعة، بخصوص إرسال القوات والمعدات الأميركية الإضافية لـ"تعزيز قدرات الدفاع في السعودية".

وشدد وزير الدفاع الأميركي على أن السعودية حليف مهم للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بلاده أرسلت منذ مايو/ أيار الماضي بطاريات «باتريوت» وقاذفات «بي 52» وتعزيزات جوية دفاعية، وشدد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأرسلت الولايات المتحدة 200 جندي إلى السعودية في أول انتشار لها منذ انسحاب القوات الأميركية من المملكة في عام 2003.

ولفت وزير الدفاع الأميركي إلى أن بلاده تملك قوات واحتياطات عسكرية إضافية مستعدة للتصرف حسب ما تقرر إدارة الرئيس ترامب، وقال: "بهذه القوات الإضافية لتعزيز الدفاعات للملكة، نحن نرسل رسالة لإيران: لا تقوموا بأي ضربات أو تهديد لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها وإلا فستندمون»، وأضاف: «التزمنا ضبط النفس تجاه تصرفات إيران الأخيرة بالمنطقة، وهذا لم يكن (نتيجة) ضعف»، أما الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، فقال إن إرسال قوات إضافية للسعودية هدفه ردع إيران عن تنفيذ هجمات أخرى في المستقبل.

وأبدى وزير الدفاع الأميركي في المؤتمر الصحافي شعوره بخيبة الأمل من العملية العسكرية التركية في سورية والتي تستهدف مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» في شمال شرقي البلاد، وأشار إلى أن الرئيس ترامب ومسؤولي «البنتاغون» قاموا بالاتصال بالجانب التركي للتحذير من العملية العسكرية وإضرارها بالعلاقات الثنائية، إلا أن أنقرة لم تأخذ بتلك التحذيرات.

وقال وزير الدفاع: "عندما أبلغتنا تركيا بالعملية العسكرية قمنا بإعادة نشر القوات الأميركية لأننا نضع حياة جنودنا في المقام الأول وننسق مع قوات سورية الديمقراطية وسنستمر في العمل معهم لهزيمة (داعش)".

وحضّ وزير الدفاع الأميركي أنقرة على وقف توغلها العسكري في سورية، مشيرا إلى أنه يهدد التقدم في محاربة «داعش» ويخاطر بإلحاق الضرر بالقوات الأميركية في المنطقة، وقال إسبر: «في محادثاتي مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لم أرَ مؤشرات على أنهم سيتوقفون في هذه العملية العسكرية.. لقد كانوا مصرّين منذ أشهر على خطر وحدات حماية الشعب الكردي (وهي عماد «قوات سورية الديمقراطية») على أمنهم القومي، ولا توجد مؤشرات على أنهم سيتوفقون.. نحن نحاول تهدئة الوضع لإتاحة الفرصة لحل دبلوماسي».

ونفى وزير الدفاع الأميركي تخلي الولايات المتحدة عن الأكراد في سورية، مشيرا إلى أن المحادثات بين واشنطن وأنقرة حول إقامة «منطقة آمنة» كانت مستمرة وتم خلالها تبادل المعلومات، وقال: «قمنا بكثير من المحادثات وتبادل المعلومات حول إقامة منطقة آمنة ولا أستطيع تفسير لماذا قام الأتراك بهذه الحملة».

وألقى وزير الدفاع الأميركي مسؤولية ضمان عدم هروب المعتقلين من تنظيم «داعش» في المعسكرات التي تقوم «قوات سورية الديمقراطية» بحراستها، على عاتق الجيش التركي، وقال: «لا نتحمل مسؤولية السجناء من (داعش) ومسؤولية حماية السجناء هي مسؤولية قوات سورية الديمقراطية التي تسيطر على المعسكرات، والجيش التركي يدرك أن عليه مسؤولية في تلك المناطق التي يطلقون فيها النار وعلى الجيش التركي مسؤولية تأمين تلك المعسكرات».

وقال الجنرال مارك ميلي إن الجيش التركي يعرف أماكن وجود القوات الأميركية في سورية وإن القوات الأميركية مستمرة في ملاحقة «داعش»، مشددا على أن القوات الأميركية لديها الحق في الدفاع عن النفس إذا تعرضت لهجوم.

قد يهمك أيضًا :

 الخاسرون في السباق الرئاسي التونسي يتوجّهون نحو انتخابات البرلمان