بيروت ـ فادي سماحة
زار وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط ووكالة التنمية الدولية أليستر بيرت لبنان لمدة يومين، أكد خلالها التزام المملكة المتحدة بدعم لبنان قوي ومزدهر، وشارحا قرار الحكومة البريطانية لحظر حزب الله بمجمله.
عقد بيرت سلسلة من اللقاءات مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، ووزير الدفاع الياس بو صعب، ووزير التربية أكرم شهيب، ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، ومدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وزار الوزير بيرت مدرسة رسمية ضمن برنامج وكالة التنمية الدولية البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني عنوانه "ربط الصفوف الدراسية"، يرافقه وزير التربية أكرم شهيب. يبقى التعليم حجر زاوية في شراكتنا مع لبنان، ومن أجل الوصول الى هدف حصول كل طفل في لبنان على التعليم، كانت الحكومة البريطانية قد قدمت 160 مليون جنيه إسترليني للتعليم من 2016-2021.
كما زار بيرت المركز البريطاني – اللبناني للتبادل التكنولوجي حيث اطّلع على آخر نشاطاتهم ودعم المركز للشركات اللبنانية الناشئة في لبنان والمملكة المتحدة.
وبمناسبة "يوم المرأة العالمي" ومن أجل تعزيز التوازن من أجل عالم أفضل قائم على النوع الاجتماعي، حضر الوزير بيرت حفل استقبال استضافه السفير البريطاني كريس رامبلنغ في دارته.
وفي ختام زيارته قال الوزير بيرت:
"أنه لمن دواعي سروري أن أعود مجدداً إلى لبنان. وآتي إليه للتهنئة بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة مثنيا على دعم المملكة المتحدة للبنان قوي ومستقر ومزدهر.
جئت إلى لبنان في توقيت مهم: ففي الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة البريطانية حظر حزب الله بمجمله. وقد اتخذت حكومتي هذا القرار لسبب وحيد وبسيط يعود إلى عدم الإمكان التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله. منعاً لأيّ التباس، أؤكّد على أنّ هذا القرار لا يمسّ بالتزامنا تجاه لبنان أو اللبنانيين، خاصةً وأنني أريد أن يستمر دعمنا للبنان البالغ 200 مليون دولار أميركي سنوياً. لكن يجب أن لا يكون هناك وهم بشأن قلقنا الشديد تجاه أعمال حزب الله المهددة للاستقرار.
أقرأ أيضًا : الحريري يُدعّم حربًا إعلامية ضد "حزب الله" لكشف نواياه تجاه "السنيورة"
في ظلّ تنامي العلاقات الاقتصادية القائمة بين بريطانيا ولبنان، أتطلّع إلى إقبال المزيد من الشركات البريطانية على الاستثمار والعمل في لبنان – هذا البلد الذي يبدي كلّ الانفتاح لتبادل الأعمال التجارية مع بريطانيا. وآمل أيضاً أن نتوصّل على الفور إلى عقد اتفاق ثنائي للتبادل التجاري بين بريطانيا ولبنان من أجل إشاعة أجواء الطمأنينة والثقة بين الشركات البريطانية واللبنانية.
نتطلّع إلى إحراز تقدّم سريع نحو تنفيذ الالتزامات التي تمّ التعهد بها في مؤتمر سيدر CEDRE بباريس لدعم الاقتصاد اللبناني بعد أن أبصرت الحكومة النور. ففي إطار منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني البريطاني الذي انعقد في لندن في كانون الاول الماضي، أعلنت عن برنامج إضافي بقيمة 30 مليون جنيه استرليني دعماً لخطط الإصلاح التي تعتزم الحكومة اللبنانية تنفيذها. من المهم الإسراع في تنفيذ هذا البرنامج الإصلاحي لأنه يعطي الزخم اللازم ويسمح بالإفراج عن المزيد من التمويل الدولي.
ستركّز معظم المحادثات التي سأجريها أثناء جولتي على قضية اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم لبنان بكرم فائض بأعداد هائلة. ولدينا موقف واضح من هذه القضية، إذ نريد عودة السوريين إلى بلادهم، ولا نضع أيّ شروط مسبقة في هذا المجال إلاّ أن نضمن لهم ظروف العودة الآمنة والطوعية التي تحفظ لهم كرامتهم، وفق ما تسعى إليه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأرحّب بأي مبادرة تصبّ بهذا الاتجاه.
لا شكّ أنّ الغالبية من السوريين ترغب في العودة إلى بلادها، لكنها ترفض العودة ما لم تتحسّن الأوضاع في سوريا، لا سيّما الأمنية منها. أكانت تلك الأوضاع مرتبطة بوصول مساعدات الأمم المتحدة إلى داخل سوريا أو التجنيد الإجباري في الجيش السوري أو القضايا المهمة الأخرى التي تؤثر على رغبة اللاجئين في العودة، فالأكيد أنّ قرار عودتهم يعود في النهاية إلى النظام في دمشق الذي سيوفّر الظروف المؤاتية لها. أمّا نحن، سنواصل في هذه الأثناء تقديم الدعم للاجئين واللبنانيين الأكثر ضعفا وللدولة اللبنانية.
يسعدني أيضاً أن يصادف وجودي هنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وأن ألتقي بلبنانيات ملهمات ساهمن في بلورة صورة بلدهن وإحداث تحوّلات في مجتمعاتهن."
قد يهمك أيضًا :
أول مسؤول رياضي إماراتي يزور العراق منذ 16 عامًا
11 إمرأة أميركية منهن هدى المثنى سافرن الى سورية والعراق للانضمام الى "داعش"