دمشق - صوت الإمارت
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، أن دمشق سترفع شكوى للأمم المتحدة بشأن مسألة سرقة النفط السوري من قبل الولايات المتحدة.وقال بشار الأسد خلال مقابلة مع "قناة روسيا 24" و"وكالة روسيا سيغودنيا": "طبعا هذا شيء طبيعي، لكن أنا وأنت والكثيرون في هذا العالم يعرفون أنه لا توجد أمم متحدة، لأنه لا يوجد قانون دولي، فكل الشكاوى التي ترفع للأمم المتحدة تبقى بالأدراج، لأن هناك شبه دولة تحكمها العصابات وتنطلق من مبدأ القوة".
وأوضح: "نعيش اليوم في عالم يشبه الغابة، هو أقرب إلى العالم ما قبل الحرب العالمية الثانية وليس بعدها. لذلك سنرسل شكوى ولكنها ستبقى في الأدراج"، مشيرا إلى "أن الصراعات بين ترامب والآخرين في الولايات المتحدة هي صراعات من أجل الغنائم والمكاسب".
واعتبر الرئيس السوري، أن "سياسات الولايات المتحدة تشبه أعمال النازيين في الأراضي التي احتلوها"، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي عبارة عن "مدير تنفيذي لشركة".
وأعلن ترامب أن القوات الأميركية قامت بتأمين حقول النفط بشمال شرقي سورية، كما اقترح بأن تدير شركة "إكسون موبيل"، أو شركة نفط أميركية أخرى، حقول نفط سورية، ما أثار انتقادات من خبراء قانونيين في مجال الطاقة.
المُسلّحون الأكراد وانضمامهم إلى الجيش
وبيّن الرئيس السوري أن المسلحين الأكراد أعطوا ذريعة لتركيا كي تنفذ المخطط الذي حلمت به منذ بدايات الحرب، مشيرا إلى أنهم غير مستعدين حاليا للانضمام إلى الجيش السوري.
ولفت الأسد إلى أنه "لا بد من تطبيق الاتفاق الروسي – التركي في ما يخص انسحاب المجموعات الكردية المسلحة، لأنها أعطت ذريعة للتركي لكي يبدأ بتنفيذ المخطط الذي يحلم به منذ بدايات الحرب، فلا بد من انسحابها لمسافة 30 كم"، مشيرا إلى أن "الانسحاب طبق في بعض الأماكن، ولكنه لم يطبق بشكل كامل".
وأضاف أن "هناك تعاونا الآن بين سورية وروسيا من أجل تطبيق هذا الاتفاق بالكامل، وبعد أن يطبق لا بد أن نقول للأتراك: هيا ابدؤوا بالانسحاب"، أما بالنسبة إلى انضمام المجموعات الكردية إلى الجيش السوري، فأكد الرئيس الأسد أن "دمشق منذ بداية المصالحات عام 2013، سارت بمبدأ أن كل من يسلم سلاحه يحصل على عفو كامل، ويمكن له أن ينضم إلى الجيش. بعد الاتفاق الروسي – التركي أعلنت وزارة الدفاع (السورية) بشكل رسمي عن استعدادها لاستيعاب المقاتلين الأكراد في صفوف الجيش بخطط مختلفة قد تتناسب مع تلك المنطقة، ولكن الرد الذي أتى فُهم بشكل رسمي على أنهم غير مستعدين للانضمام حاليا
للجيش العربي السوري ومصرون على الاحتفاظ بسلاحهم في تلك المناطق".
ولفت الأسد إلى أنه "في إطار التعاون السوري – الروسي، تعمل دمشق الآن على إقناع هؤلاء المقاتلين بأن الانضمام للجيش السوري وقتال الغازي التركي، ضمن صفوف القوات المسلحة، هو المكان الصحيح والسليم لاستعادة الأراضي التي تسبب هؤلاء بخسارتها في الشمال السوري. علينا أن نبقى نحاول لنرى خلال الأسابيع المقبلة كيف تسير الأمور".
كان الرئيس السوري أكد خلال المقابلة أنه يقيّم إيجابيا الاتفاق الروسي- التركي شمال شرقي سورية، مشيرا إلى أن دخول روسيا على الموضوع له جوانب إيجابية لأنه يلعب دورا في سحب الذريعة أو الحجة الكردية من أجل تهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي".
وقال الأسد إن "الدستور ليس نصا مقدسا ولا بد من دراسته وتعديله من وقت إلى آخر، بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سورية".
تظاهرات العراق ولبنان
وأكد الرئيس السوري أن التظاهرات في الدول المجاورة، لا تشبه ما حصل في سورية، وأوضح ردا على سؤال حول ما إذا كانت التظاهرات في لبنان والعراق والأردن الشهر الماضي تذكر ببداية الأحداث في سورية، أوضح أن "ما حصل في سورية هو أنه في بداية الأمر كانت هناك أموال تدفع لمجموعات من الأشخاص لكي تخرج في مسيرات، وكان هناك جزء بسيط من الناس الذي خرج مع التظاهرات لأن لديه أهدافا في تغيير ما في الحالة العامة".
وتابع: "بدأ إطلاق النار والقتل منذ الأيام الأولى من التظاهرات (في سورية)، مما يعنى أنها لم تكن عفوية، حيث إن الأموال كانت موجودة والسلاح كان محضرا، وبالتالي ليس بالإمكان التشبيه بين ما حصل في سورية وحالة الدول الأخرى".
وأضاف: "إذا كانت التظاهرات التي خرجت في الدول المجاورة عفوية وصادقة وتعبر عن رغبة وطنية بتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية وغيرها في البلاد، فلا بد أن تبقى وطنية، لأن الدول الأخرى التي تتدخل في كل شيء في العالم، كأميركا ودول الغرب، لا سيما بريطانيا وفرنسا، لا بد أن تستغل هذه الحالة من أجل لعب دور وأخذ الأمور باتجاه يخدم مصالحها".
وختم الأسد مؤكدا أن "الأهم أن تبقى الأمور في الإطار الوطني لأنها ستكون لها نتائج إيجابية ولأنها تعبر عن الشعب، لكن عندما يدخل العامل الأجنبي، فستكون ضد مصلحة الوطن، وهذا ما جربناه في سورية".
الدستور وتعديله حسب المعطيات الجديدة
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن دمشق تقيّم إيجابيا الاتفاق الروسي-التركي، لأن دخول روسيا على الموضوع يلعب دورا في سحب الذريعة الكردية لتهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي.
وقال الأسد: الإرهاب ليس له حدود، قد يكون اليوم في سوريا، وقد يكون في أقصى آسيا، أو قد يكون في أوروبا، كما حصل خلال السنوات الماضية من عمليات إرهابية، وقد يكون في روسيا".
وتابع: "دمشق تقيم الاتفاق الروسي-التركي بشكل إيجابي، ليس انطلاقا من الثقة بالطرف التركي، بل لأن دخول روسيا على الموضوع له جوانب إيجابية لأنه يلعب دورا في سحب الذريعة أو الحجة الكردية من أجل تهيئة الوضع باتجاه الانسحاب التركي".
وأضاف الأسد: "داعش" أتت بإرادة أميركية، وقامت بنشاطاتها بغطاء أميركي، ولدينا قناعة ومعلومات بأن أميركا كانت تحرك "داعش" مباشرة كأداة عسكرية لضرب الجيش السوري ولتشتيت القوى العسكرية التي تقاتل الإرهاب، وفي مقدمتها الجيش السوري".
وقال الأسد "بعد تسع سنوات حرب أعتقد بأن معظم الناس فهموا أهمية التوحد مع الدولة بغض النظر عن الخلافات السياسية، والدولة في كل العالم هي التي تحتضن الجميع. أعتقد بأننا نسير في هذا الاتجاه"، مضيفا: "نحن لن نوافق لا اليوم ولا غدا، لا كدولة ولا كشعب، على أي طرح انفصالي".
وأكد الأسد على أن "الحرب لا تعني تقسيم البلد ولا تعني الذهاب باتجاه الانفصال، لا تعني الذهاب باتجاه نسف الدستور، ولا إضعاف الدولة، الحرب يجب أن تكون تجربة نخرج منها بوطن أقوى وليس بوطن أضعف، أي شيء انفصالي لن نقبل به على الإطلاق".
وتابع الأسد: "المسلح ليس حالة مجردة، لديه أطفال عاشوا لمرحلة طويلة بعيدا عن القانون، وعن المناهج الوطنية، تعلموا مفاهيم خاطئة، فيجب أولا دمجهم بالمدارس، وهذا ما أعلنا عنه منذ أسابيع قليلة لكي يندمجوا ويتشربوا من جديد المفاهيم الوطنية"، وأضاف: "لجنة الدستور تناقش الدستور، وبالنسبة لنا الدستور كأي نص من وقت لآخر لا بد من دراسته وتعديله بحسب المعطيات الجديدة الموجودة في سورية، هو ليس نصا مقدسا".
وقال الأسد إن "الولايات المتحدة الأميركية دولة مبنية كنظام سياسي على العصابات، الرئيس الأميركي هو عبارة عن مدير تنفيذي لشركة وخلفه مجلس إدارة يمثل الشركات الكبرى في أميركا، المالكين الحقيقيين للدولة، شركات النفط والسلاح والبنوك وغيرها من اللوبيات
قد يهمك أيضًا :
مفاوضات بين الحوثيين والأمير خالد بن سلمان والجماعة تكشف أوّل شروطها لحل سياسي
ترتيبات لوجيستية وأمنية السبب رواء تأخر عودة رئيس الوزراء وفريقه إلى عدن