مابوتو ـ عادل سلامه
أُعلنت حالة الطوارئ في موزمبيق بعد الكشف عن أوّل حالة مصابة بمرض الكوليرا في مدينة بيرا الموزمبيقية التي دمّرها إعصار "إيداي"، ويأتي هذا بعد الكشف عن 5 حالات أصيبت بأمراض معدية خطيرة انتقلت عبر المياه، بعد أيام من تصاعد المخاوف من أن الكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية الخطيرة يمكن أن تتفشّى في ظل الأوضاع السيئة التي يعانيها عشرات الآلاف منذ أن ضرب إعصار "إيداي" موزمبيق، وتسبب في وفاة 700 شخص على الأقل في جميع أنحاء البلاد.
اقرا ايضا :
بن زايد يطمئن على عمليات الإغاثة في زيمبابوي وموزمبيق وملاوي
وأكدت يوسين إيسي، المديرة الوطنية للمساعدة الطبية، للصحافيين أن الحالات الأولى من المرض تأكدت في مونهافا، وهي واحدة من أفقر المناطق في مدينة بيرا الساحلية التي تضررت بشدة، وقالت يويسى: "لقد أجرينا الاختبارات المعملية، وتأكدنا أن هؤلاء الخمسة مصابون بالكوليرا.. سوف ينتشر المرض عندما تكون لديك حالة واحدة، عليك أن تتوقع المزيد من الحالات في المجتمع"، ومن المتوقع أن ترسل منظمة الصحة للقاحات الكوليرا للأماكن المصابة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وضرب إعصار "إيداي" موزمبيق في منتصف ليل 14 مارس/ آذار تقريبا قبل أن يمزق زيمبابوي وملاوي المجاورتين، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص والفيضانات التي غطت آلاف الكليومترات.
يذكر أنّ مرض "الكوليرا" شبح يهدد حياة العديد من الناجين من الإعصار المدمر والذين يسكنون الآن في المخيمات المزدحمة والمدارس والكنائس وأي أرض تتعرض لمياه الفيضانات التي تجوب البلاد.
وينتشر المرض عن طريق الطعام والماء الملوثين ويعد مرضا قاتلا بالدرجة الأولى، ويعيش عدد من الناجين في المناطق المتضررة، على جمع المياه الدائمة من الفيضانات، بما في ذلك من البرك لاستخدامها بغرض الطبخ والتنظيف، وفي نفس الوقت يخشى الكثيرون أن تكون الفيضانات في المناطق الريفية قد تسبب في تلوث الآبار التي تعتمد عليها القرى في الحصول على مياه شرب نظيفة.
يأتي الكشف عن تفشي الكوليرا في أعقاب تحذير من منظمة الصحة العالمية بشأن "كارثة ثانية" إذ انتشرت الأمراض المعدية في المياه مثل الكوليرا في المنطقة المدمرة، وبعد البحث المكثف الأسبوع الماضي قدر فيليب نيوسي رئيس موزامبيق، أن 1000 شخص قتلوا لكن قد يكون عدد القتلى أعلى، حيث حذر بعض عمال الطوارئ من أنه هناك المزيد من الجثث يتم العثور عليها أثناء تصريف مياه الفيضان وأن الرقم الفعلي قد لا يتم تحديده أبدا.
وشدّد غيرت فيردونك، منسق الطوارئ لمنظمة "أطباء بلا حدود" في بيرا، على المخاوف من تفشي الأمراض، وقال: "من المرجح أن يؤدي حجم الضرر الشديد إلى زيادة هائلة في الأمراض المنقولة بالمياه والتهابات الجلدية والتنفسية والملاريا خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
وصرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بأن أجزاء من شبكة إمدادات المياه في المدينة تعمل من جديد، مع "تشغيل المياه في 60٪ من الأنابيب"، كما توفر الحكومة شاحنات مليئة بالمياه النظيفة، كما يواصل عمال الإغاثة إيصال المساعدات إلى المدينة، عن طريق الجو والبحر، لكن التحدي الأكبر هو الوصول إلى المجتمعات الريفية التي لم تكن متصلة بالعالم الخارجي منذ أن حدوث الإعصار.
قد يهمك ايضا
محمد بن راشد يخصص طائرة لنقل مساعدات إلى موزمبيق
عمر البشير يحل الحكومة السودانية ويعلن عن حالة الطوارئ لمدة عام