الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفتتح كنيسة "ميلاد المسيح"

احتفلت مصر بليلة عيد الميلاد المجيد للمسيحيين الأرثوذوكس، بافتتاح واحدة من أكبر الكاتدرائيات في الشرق الأوسط، بعد يوم واحد من إنفجار عبوة ناسفة استهدف كنيسة في العاصمة المصرية القاهرة. 

أقرأ أيضًا:  السيسي يؤكّد أنّ القضية الفلسطينية هي "الأولوية في سياسة مصر"

وشدد الأمن من الإجراءات مع افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكنيسة "ميلاد المسيح"، في العاصمة الإدارية الجديدة، الواقعة على بعد 45 كيلومتر شرق القاهرة، ليلة قداس عيد الميلاد للمسيحيين الأقباط، وفي اليوم نفسه، أفتتح السيسي، أحد أكبر المساجد في نفس المنطقة.

وكان الافتتاح حركة شجاعة في مصر التي تعرضت لهجمات من جماعات متطرفة مثل "داعش"، استهدفت المجتمع القبطي المسيحي، والذي يشكل 10% من سكان البلاد البالغ عددهم 100 مليون نسمة، كما أنه يواجه تفرقة كبيرة.

وقتل ضابط شرطة وأصيب أثنان قبل الافتتاح بيوم واحد، وهم يحاولون تفكيك قنبلة انفجرت بهم، عند مسجد بالقرب من كنيسة في حي "مدينة نصر" في القاهرة.

وقال الرئيس المصري خلال حفل حدث افتتاح الكنيسة الذي حضره بعض الشخصيات الأجنبية البارزة بما في ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط: "هذه لحظة مهمة في تاريخنا. نحن شعب واحد وسنبقى كذلك."   

وقال البابا تواضروس الثاني الذي ترأس القداس في وقت لاحق:" نرى في هذا اليوم أننا أوفينا بهذا الوعد، وهنا نشهد الافتتاح العظيم في المناسبة العظيمة."

وأشاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سريعا بالأفتتاح، حيث كتب على موقع "تويتر"، يوم الأحد: أنا "متحمس لرؤية أصدقائنا في مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط.

 يحرك الرئيس السيسي بلاده إلى مستقبل أكثر شمولية."

وشدد الأمن إجراءاته، حيث لم يسمح بعبور المصلين إلا بعد المرور من ثلاث بوابات للتفتيش، بينما وقفت سيارات الأمن والإسعاف في مكان قريب.

 وعرضت وثيقة في الأفتتاح توضح أن الكاتدرائية تسع نحو 8 الآلاف شخص، لتكون الأكبر في الشرق الأوسط، أما مسجد "الفتاح العليم" الواقع بالقرب منها، فيسع ضعف هذا العدد.

ويقع المسجد والكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو المكان الذي تأمل الحكومة المصرية في أن يخفف التكدس السكاني في القاهرة، في السنوات المقبلة. ويخشى الكثيرون من أن تصبح الكنيسة هدفا للهجمات المستقبلية في البلاد، إذ منذ عام 2013 بعدما أطاح الجيش بالرئيس "الإخواني"، محمد مرسي، تعرضت البلاد لتفجيرات انتحارية وهجمات إرهابية تتبناها مجموعات مثل "داعش".

ووصل الرئيس السيسي إلى السلطة في عام 2014، واعدا بحماية المسيحيين، مما جعلهم أحد أكبر داعمي قاعدته، ولكن يقول نشطاء الحقوق الدينية إن "المسيحيين في مصر لا يتمتعون بنفس حقوق نظرائهم المسلمين، كما أن قوات الأمن لا تحميهم بطريقة مناسبة".

وقتل أكثر من 100 مسيحي في هجمات متطرفة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2016، وادعى "داعش" في نوفمبر/ كانون الثاني أنها تقف وراء هجوم مميت على باص للحجاج المسيحيين في محافظة المنيا، والذي أسفر عنه مقتل ستة مسيحيين أرثوذكس ومسيحي إنجيلي، وقتلت المليشيات أكثر من 40 شخصاً في تفجيرات استهدفت كنيستين في أبريل/ نيسان 2017. 

ويخشى العديد من حملة السيسي القمعية الشرسة ضد جماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها مرسي، التي قُتل قادتها أو أجبروا على الفرار، ولم ييقَ منها سوى الشباب المتطرفين الذين غذوا حملات التجنيد التي قادتها الجماعات المتطرفة.

وفشلت العديد من الحملات العسكرية الرئيسية في شبه جزيرة سيناء المضطربة، حيث تتمركز الجماعات المتطرفة، في الحد من القتل، إذ قتل المئات من السياح وضباط الشرطة والجنود، في الهجمات. 

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الهجوم بالقنبلة يوم السبت، والتي كانت بداخل حقيبة أعلى "مسجد الحق" في مدينة نصر بالقاهرة.

قد يهمك أيضًا:

الرئيس السيسى يستقبل الرئيس الفلسطيني بقصر الاتحادية في القاهرة

السيسي يبحث مع "أبو مازن" دور العرب في دعم القضية الفلسطينية