السلطات الروسية

أعلنت السلطات الروسية الخميس، أنها تمدّ سورية بالعتاد العسكري، إلى جانب المساعدات الإنسانية، ولكنها رفضت التعليق على التقارير التي تشير إلى نشرها قوات إضافية، وصرح وزير "الخارجية" الروسي سيرجي لافروف، بان موسكو تدعم الشرق الأوسط بالمعدات وفقًا للعقود المبرمة والتي ما زالت قائمة، مؤكدّا أن روسيا تمتلك أفرادًا عسكريين في سورية، الأمر الذي يثير مخاوف الولايات المتحدة و"الناتو" من سيطرة القوات العسكرية الروسية على المجال الجوي السوري.

ووصف مسؤولون في الولايات المتحدة التوغل الروسي في سورية بغير المسبوق،وشبهوه بتوغل فلاديمير بوتين في شبه جزيرة القرم، فيما صرح مسؤولون ممن استعرضوا آخر المعلومات الواردة من الأجهزة الإستخباراتية، بأن صورًا أرسلتها الأقمار الصناعية كشفت عن وجود المزيد من طائرات الشحن العسكرية الروسية في سورية، والتي تقل جنودًا من المشاة وعددهم 50، فضلاً عن المركبات المدرعة، وأضاف أحد المسؤولين إلى "فوكس نيوز" الإخبارية أن ذلك التوغل يشبه كثيرًا ما حدث في شبه جزيرة القرم قبل ضمها في آذار/مارس من عام 2014.

وردًا على الأسئلة الموجهة إلى وزير "الخارجية" الروسي لافروف حول الطائرات الروسية التي تهبط بالقرب من مدينة لاطاكيا السورية، فقد كان الرد بأن هذه الطائرات تحمل بضائع عسكرية تنفيذاً للعقود المبرمة مع الجانب السوري، وأبدت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مخاوفها بشأن هذه الرحلات الجوية، في الوقت الذي مارست فيه الولايات المتحدة ضغوطًا على اليونان وبلغاريا في الأيام القليلة الماضية، من أجل إغلاق مجالها الجوي ومنع وصول الإمدادات إلى سورية.

وذكر وزير "الدفاع" الإسرائيلي موشيه يعلون، أن إرسال روسيا لمستشاريها وخبرائها إلى سورية يأتي من أجل إنشاء قاعدة جوية هناك، مشيرًا إلى أن ذلك التطور قد يساعد الرئيس السوري على استعادة المناطق التي فقد السيطرة عليها خلال الحرب الأهلية التي تدخل عامها الخامس.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة "الخارجية" الروسية ماريا زاخاروفا، أن الخبراء ينحصر دورهم في تقديم المساعدة من أجل إيصال شحنات الأسلحة الروسية إلي سورية، والتي تقول موسكو إنها تستخدم في مكافحة التطرف الذي تمارسه الجماعات المتطرفة، بينما أضاف مسؤول سوري بأن تواجد الخبراء الروس في سورية لم يتوقف يومًا، ولكن العام الماضي كان وجودهم بشكل أكبر.

وأشارت ثلاثة مصادر لبنانية مطلعة على الوضع السياسي والعسكري في سورية، إلى أن القوات الروسية  بدأت في المشاركة في العمليات العسكرية في البلاد، دعمًا للقوات الحكومية، وأظهرت مجموعة من الصور التي تم نشرها الثلاثاء في صحيفة "الدايلي ميل"، وجود جنود روسيين على الأرض، ما قد يؤدي إلى غضب القادة الغربيين ممن ينادون بالإطاحة بالرئيس السوري خلال الأربعة أعوام الماضية، هي مدة الحرب الأهلية الدائرة هناك، والتي أجبرت نحو أربعة ملايين شخص على الفرار من وطنهم وترك "داعش" يجتاج البلاد ويعيث في الأرض فسادًا.

ونشرت صورة أخرى ولكن لم يتسن بالتحديد التعرف على وقتها، فقد كان يقف جنديان من القوات الروسية وخلفهما صورة تجمع بين الرئيس السوري بشار الأسـد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ويذكر أن حكومة الأسد واجهت مصاعب ونكسات كبيرة على الأرض خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ أربعة أعوام، والتي أسفرت عن مقتل 250,000 شخص فضلاً عن نزوح نصف سكان سورية البالغ عددهم 23 مليون شخص، وكان آخر هذه النكسات انسحاب القوات السورية من قاعدة جوية رئيسية الأربعاء ما رآه البعض عدم قدرة القوات الحكومية على المواجهة في محافظة إدلب، التي فقد النظام السوري السيطرة على معظم المناطق بها في وقت مبكر من هذا العام.