أبوظبي- فيصل المنهالي
زار نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الخميس، مقر مؤسسة "دبي العطاء" في مدينة دبي الطبية، واطمأن على سير العمل فيها والإنجازات التي تحققت على مدى 8 أعوام منذ تأسيسها وتحقيق هدفها في توفير فرص التعليم الأساسي في الدول النامية.
وتجول الشيخ محمد بن راشد في أروقة ومكاتب هذه المؤسسة الوطنية التي تعنى بتعليم الأطفال المحرومين حول العالم، لاسيما في دول العالم الثالث واطلع على برنامج عمل المؤسسة واستراتيجيتها التي تتركز على محورين اثنين؛ أولهما الأداء الأمثل لكسر حلقة الفقر في أوساط المجتمعات المستهدفة والتركيز على تحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد، عبر زيادة نسبة التحاق الأطفال في المدارس والتأكد من جودة التعليم الذي يتلقونه من خلال بناء وترميم الفصول الدراسية في المدارس القائمة والجديدة وتزويدها بمياه الشرب الصالحة والمرافق الصحية والتغذية السليمة إلى جانب توفير مستلزمات التلاميذ كالحقائب والقرطاسية وغيرها.
أما الأمر الثاني الذي تركز عليه استراتيجية "دبي العطاء" تدريب المعلمين وتأهيلهم وتطوير المناهج الدارسية في المدارس التي تشرف عليها؛ حتى يتسنى للطلبة الحصول على تعليم مناسب يلبي احتياجاتهم في المعرفة والعمل في المستقبل ويؤهلهم للمستقبل؛ كي يعتمدون على أنفسهم في مرحلة ما بعد التعليم، وكذلك التركيز على تنمية الطفولة المبكرة من خلال التحاق الأطفال في الروضة تمهيدًا لانتقالهم إلى مرحلة التعليم الأساسي، وكذا العمل على زيادة نسبة القراءة والكتابة في أوساط الأطفال وذويهم وأخيرًا المساواة بين الجنسين في الدارسة؛ إذ هناك مجتمعات ما تزال ترفض تدريس البنات والتحاقهن بالمدارس أسوة بالأولاد.
وتضمن الشرح تسليط الضوء على السياسة التي تتبعها المؤسسة في توظيف أموالها التي بلغت حتى الآن أكثر من نصف مليار درهم تغطي 39 دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا والكاريبي، وتستهدف نحو 14 مليون طفل وضمان وصولها إلى أهدافها بعيدًا عن الهدر والفساد، فقد عقدت شراكات مع وكالات تابعة للأمم المتحدة تعمل في ميدان التعليم والطفولة ومنظمات دولية غير حكومية يتم التنسيق معها بهذا الشأن.
وتبنت المؤسسة توجيهات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بشأن الابتكار وترجمت توجيهاته على الأرض من خلال تشجيع الابتكار في المناطق التي تعمل فيها وبدأت تعتمد الرصد والتقييم عبر الزيارات الأسبوعية التي يقوم بها موظفوها إلى الدول المعنية لتجميع المعلومات والمتابعة الميدانية لسير عملية التطوير المدرسي واستنباط الأفكار البنّاءة من المعلومات التي تم تجميعها والكشف عن السلبيات والعمل على تصحيحها وتجاوزها، وصولًا إلى رؤية إيجابية قابلة للتطبيق في الميدان وهذا يتم بالتنسيق والتعاون مع وزارات التربية والتعليم في الدولة المستهدفة.
وأعلنت ريم بنت إبراهيم الهاشمي أن برامج "دبي العطاء" حصلت على اعتراف عالمي من الجهات الدولية المختصة مثل البنك الدولي والأمم المتحدة ونالت شرف عضوية مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة الخمسية والتي أعلنها بان كي مون أخيرًا تحت عنوان "التعليم أولاً" والتي تشارك فيها 20 منظمة دولية.
وأشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعد تفقده مكاتب وأقسام المؤسسة ولقاء الموظفين والموظفات فيها بجهود "دبي العطاء" الإنسانية ووصولها إلى مستويات عالمية في نشر وتعميم التعليم الأساسي في المجتمعات الفقيرة، وتوفير فرص التعليم المبكر للأطفال المحرومين ما جعلها مؤسسة عالمية بامتياز تحظى باحترام الدول والمنظمات الدولية ذات الصلة وتستقطب الدول والجهات الداعمة لمشاريعها التعليمية لضمان استمراريتها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية البعيدة المدى.
وأكد أنه يدعم ويشجع كل البرامج والمشاريع التي تنفذها المؤسسة في مناطق كثيرة حول العالم، مشيدًا بعطاءات أهل الخير من مجتمع دولتنا العزيز شركات وأفراد الذين يساهمون بعطاءاتهم في تعزيز أهداف وبرامج المؤسسة الانسانية، معتبرًا أن مجتمعنا العربي المسلم هو نبع الخير والعطاء ويعتز بقيمه وأخلاقه الإنسانية التي تحتم عليه مساعدة المحتاجين ومدّ يد العون إلى كل فقير ومحروم دون النظر إلى انتمائه الجغرافي أو العرقي أو الديني.
وتمنى حاكم دبي لجميع العاملين في المؤسسة التوفيق والنجاح على طريق خدمة العلم والتعليم وتقديم أرقى أساليب ومقومات التعليم للأطفال المحرومين من هذا الحق الإنساني المشروع.