لندن - كاتيا حداد
يستغل المتطرفون البريطانيون الذين يودون الانضمام إلى تنظيم "داعش" المتشدد، رحلات الطيران الرخيصة للوصول إلى قبرص، ثم يدفعون 1000 جنيه إسترليني للصيادين المحليين في الجزء التركي من الجزيرة لنقلهم في جوف الليل عبر المياه الدولية إلى سورية والعراق.
ولا يمكن حصر أعداد المقاتلين البريطانيين الذين استخدموا هذه الطريقة للالتحاق بأنصار "داعش" ولكن يتوقع أن العشرات منهم استطاعوا الوصول إلى سورية والعراق عبر هذا الطريق.
وأعلنت الحكومة البريطانية في الأسبوع المنصرم عن خطط لزيادة جهودها لمنع الناس من مغادرة بريطانيا من أجل الالتحاق بتنظيم "داعش" ، ولكن يبدو أن مهمتها ستكون صعبة خصوصًا في ظل ما يسمى بـ"وكالات داعش للسفر" والتي تعتبر رحلة العبور نحو سورية بسيطة كحجز عطلة في أي مكان.
ويتمكن "داعش" من تنظيم هذه الرحلات من خلال مجموعة من المنتمين إليه ممن يدعون أنهم من السياح من أجل حجز رحلات طيران بميزانية رخيصة لعطلات في قبرص واليونان، وعند وصول المقاتلين الجدد تنقلهم قوارب الصيد عبر البحر المتوسط إلى شواطئ القتال، وتعود هذه القوارب إلى رحلة صيدها العادية في سبيل التمويه على دوره أفرادها كمهربين.
وتؤكد شرطة مكافحة التطرف البريطانية، أن ما يقرب من 800 بريطاني سافروا إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى الجماعات المتطرفة، وعاد نصفهم إلى لندن مرة أخرى، ولكن النائب في البرلمان خالد محمود، بيّن أن العدد وصل إلى ما يقرب من ألفي شخص، ويشير خبراء بريطانيون إلى أنه من الضروري تطوير الأشكال الأمنية وبذل المزيد من الجهد لسد الثغرات التي يستطيع من خلالها "داعش" تجنيد مقاتلين جدد ونقلهم إلى أماكن القتال، خصوصا في ظل تطوير هذا التنظيم المتطرف لأساليبه دوما في جلب مقاتلين جدد وإيصالهم إلى أرض المعارك.