تنظيم "داعش"


كشف عشرات المنشقين عن تنظيم "داعش"، أنَّ بعض المتشددين يسارعون بمغادرة التنظيم المتطرف، لعدم شعورهم بالبطولة والمجد الذي وعدهم التنظيم بها، خصوصًا أنَّ غالبية الأعمال التي يقومون بها داخل التنظيم خدمية وغير ذات قيمة في الحرب.

وأشارت تقارير صحافية، إلى أن الهاربين من صفوف التنظيم 58 شخصًا، وجدوا أن الحياة التي وعدوا بها، والتي دفعتهم لترك بلادهم والمخاطرة بالسفر للقتال في صفوف "داعش"، ما هي إلا كذبة فليست هناك من رفاهية في تلك الحياة أو حتى بطولة، حيث أن ثلثي تلك الانشقاقات حدثت هذا العام تقريبا، والعدد قابل للزيادة.

وحلل التقرير الذي أعده المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي " ICSR"، مقابلات مع منشقين منذ كانون الثاني/ يناير 2014، ساعدت على تحطيم الصورة التي نصبها "داعش" لنفسه، عن أنه المدينة الإسلامية الفاضلة.

وغادر البعض التنظيم خوفًا من استخدامهم في التفجيرات أو إجبارهم على تفخيخ أنفسهم، إذ أحيانا يستخدمون الأجانب كوقود للمدافع، أما البعض الآخر يفر سريعا لأنه لم ينل حلم الوجود على الجبهة الأمامية التي وعد بها، فهكذا اقتنع بالمجيء للتنظيم، لنيل الشهادة وخدمة الإسلام على الجبهة، كما يظنون.

ولكن الهروب أصعب من البقاء، فبعض المنشقين من المستحيل أن يعودوا إلى بلادهم، حيث تنتظرهم العديد من القضايا والمحاكمات المتعلقة بالإرهاب، فيفضلون تحمل جحيم "داعش" إلى حين.

وكشف الحارس الشخصي السابق لقائد "داعش" الذي لا يرحم، صدام جمال، كيف أجبر التنظيم أما وأبا على مشاهدة أطفالهما وهم يقتلون، وقد أخبر المنشق أبو عبد الله كيف أوقف جمال أطفالهم في صف بترتيب أطوالهم، وقطع رؤوسهم بدءا من ابنه البالغ من العمر 13 عامًا، ثم علق رؤوسهم خارج المدرسة التي كانت تختبئ فيها الأسرة، وأجبر الأمير ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام إلى قطع رقبة بعض المتمردين المحتجزين.

وأضاف عبد الله: "إنهم يرتكبون عمليات الخطف والاغتيال، فلا مانع لديهم من هدم مبنى مليء بالنساء والأطفال، من أجل قتل شخص واحد فقط".