دبي ـ جمال أبو سمرا
تقف "لغة الجسد" حائط صد في وجه المهربين عبر المنافذ الجمركية، إذ استطاع موظفو جمارك دبي في المنافذ المختلفة تحقيق العديد من الضبطيات، بفضل إجادتهم للغة الجسد ومهاراتهم الخاصة وحسهم الأمني، واستنادهم إلى خبراتهم المتراكمة، والدورات التدريبية المتخصصة التي وفرتها الدائرة لهم، حيث تعطي لغة الجسد المفتش ذخيرة معرفية حول سلوك الإنسان ودوافع تصرفاته العفوية والتلقائية.
وبلغ عدد الضبطيات المباشرة نتيجة لغة الجسد خلال عام 2014، نحو 36 ضبطية أحشاء في مطار دبي، منها 33 ضبطية مخدرات و3 ضبطيات ألماس.
ورغم توفر أحدث أنظمة التفتيش العالمية في جمارك دبي، إلا أن الإدارة العليا للدائرة أولت أهمية خاصة للعنصر البشري من خلال اختيار أفضل الكفاءات البشرية ودعمها، وتعزيز قدراتهم وصقل مهاراتهم بالدورات التدريبية، للقيام بالمهام الرئيسية لجمارك دبي المتعلقة بعامل الحماية، باعتبارها خط الدفاع الأول للمجتمع، والتصدي لأي محاولات لتهريب البضائع والمواد المحظورة والممنوعة.
وتغلبت يقظة موظفي جمارك دبي، على المحاولات المستميتة من المهربين ولجوئهم للعديد من وسائل التهريب، ومنها "التهريب عبر الأحشاء"، وقد مكنهم الحس الأمني العالي من التصدي لهذه الوسائل التضليلية المستخدمة وإفشالها، والحيلولة دون نفاذ هذه الكميات الهائلة من المخدرات والممنوعات وإحباط تهريبها.
عن ذلك أوضح مدير إدارة عمليات مبنى (1) بإدارة عمليات المسافرين خالد أحمد ، مبينا أنه رغم وجود أفضل أنظمة التفتيش العالمية، في جميع المنافذ الجمركية، إلا أن جمارك دبي تعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري، وذلك بناءً على تعليمات القيادة العليا برئاسة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، بتوفير دورات تدريبية تخصصية في لغة الجسد، للمفتشين والمحققين ولجميع موظفي القطاعات والإدارات الجمركية المعنية.
وأضاف إن لغة الجسد ساهمت في العديد من الضبطيات، خصوصا للمهربين الذين لا يحملون أي أغراض أو حقائب، ويلجأون إلى تهريب الممنوعات والمخدرات في أحشائهم، ومن الصعب ضبطهم دون تواجد عناصر بشرية على أعلى مستوي في جمارك دبي، لديها خبرات ومهارات متفردة، بناءً على دورات تدريبية ومناهج علمية حديثة، تساعد على قراءة الجسد وفهم الإشارات والإيماءات اللاإرادية.
وأكد أن إتقان مفتشي الدائرة للغة الجسد، ساهم في ضبط 36 محاولة تهريب في مطار دبي، خلال عام 2014، معظمها في مبني 1، مشيدا بالمستوى الذي وصل إليه مفتشو ومفتشات الدائرة في مباني المطار على وجه الخصوص، وفي جميع منافذ الإمارة عموما.
وأشار أن جمارك دبي تحرص على توفير التدريب اللازم للمفتشين والمفتشات وفق أعلى المعايير والمستويات، بما في ذلك التعرف على أنواع المخدرات والمواد الممنوعة وطرق تهريبها، والمراقبة الميدانية، واكتشاف البضائع المقلدة، والإلمام التام بلغة الجسد وفك شفراتها بما يعزز الحس الأمني لديهم، والتمكن من استشعار الخطر مهما كانت طريقة إخفائه.
أما الدكتور مدير مركز التدريب الجمركي في جمارك دبي، عبد الوهاب مدني فأوضح أن الدورات التدريبية التي تعقدها جمارك دبي عن لغة الجسد والحس الأمني، متواصلة على مدار العام، وخلال العام الجاري سيتم تدريب نحو 358 موظفاً من مختلف الإدارات المعنية عبر دورات مختلفة مدة كل منها 5 أيام، وذلك وفقاً لأحدث المعايير العالمية وعلى أيدي نخبة من المدربين المتخصصين في المجال.
وأضاف إن الدورات التدريبية تسهم في إثقال مهارات المفتشين بنسب تصل إلى 70%، إذ بلغ متوسط استيعاب المتدربين من الدورات 4.9 من 5، وفقاً لتقييم شامل تجريه إدارة مركز التدريب الجمركي، باختبارات نظرية وعملية قبل الدورة التدريبية وبعدها، وبلغ مستوى النمو لدى المتدربين نحو 41% بعد إنجاز الدورة.
وأوضح أن متوسط العائد المادي من الدورات التدريبية للغة الجسد يبلغ 160 ألف درهم للمتدرب الواحد، من خلال متابعة مدى استفادة المتدرب من الدورات، وذلك بعد 3 أشهر من انتهاء الدورة التدريبية، بتقييم أدائه، علاوة على تقييم مديريه المباشرين له وحجم إنجازه في العمل، ويتم حساب متوسط العائد من خلال وضع عدد من المعايير المعتمدة عالميا ومقابل مادي لها، إذا حققها المتدرب يتم حساب العائد المادي من الدورة التدريبية.
من جانبه لفت مدرب ومحاضر دورات لغة الجسد في جمارك دبي،سالم سعيد البكر إن لغة الجسد بشكل عام هي إيماءات وإيحاءات يفعلها الشخص دون كلام، ومهمة المفتش الجمركي فك رموز الإشارات وترجمتها من دون كلام، وفهم الحركات اللاشعورية التي تصدر من آلاف المسافرين يوميا.
وأضاف تنمي الدورات التدريبية الحس الأمني لدى المفتشين، وتدعم الفراسة الطبيعية التي يتسم بها الشخص، ومع الخبرة والممارسة يمتلك المفتش قدرة خاصة على فرز واكتشاف المهربين وسط آلاف المسافرين، وبنسبة خطأ بسيطة جدا، ودون إعاقة سهولة التنقل والسفر التي تتسم بها إمارة دبي.