مخيم اليرموك

أكد ناشطون فلسطينيون، أنَّ تنظيم "داعش" قتل طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 13عامًا، أثناء محاولتها الفرار من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية.

وأفاد الناشطون بأنَّ الطفلة زينب داغستاني، قتلت مساء الاثنين، خارج منزلها في مخيم اليرموك جنوب دمشق، الذي وقع في قبضة التنظيم المتطرف في نهاية الشهر الماضي، موضحين أنَّ مقاتلي التنظيم اقتحموا مبنى سكني وأخرجوا الفتاة وعائلتها منه.

وأوضحوا أنَّ الفتاة قتلت برصاص أحد قناصة "داعش" أثناء محاولتها الفرار من المخيم برفقة عائلتها إلى منطقة زيلدا القريبة للنجاة بأرواحهم من القصف والاشتباكات.

وأعلنت مؤسسة "جفرة" للأعمال الخيرية والمساعدات الإنسانية، أنَّ نحو 2500 أسرة فلسطينية، فروا من المخيم حتى الآن لتجنب حرب الشوارع والقصف الذي تشنه طائرات الحكومة السورية.

وكانت "جبهة النصرة" ساندت عناصر تنظيم "داعش" وساهمت في الجهود الرامية إلى السيطرة على مخيم اليرموك، الذي يعد موطنا لحوالي 18 ألف لاجئ فلسطيني.

ودفعت سيطرة "داعش" على المخيم، القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، إلى شن سلسلة من الغارات الجوية على المخيم، الأمر الذي دفع مسؤولي الأمم المتحدة إلى وصف الوضع الإنساني بأنه تجاوز مرحلة اللاإنسانية.

وتورطت "داعش" في عمليات متطرفة كثيرة، من قطع رؤوس، وقتل وتهديد حياة المدنيين في المخيم، ودعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"،  بيير كراهينبول جميع الأطراف إلى احترام المدنيين المحاصرين داخل المخيم.

وصرَّح كراهينبول: "لقد عانى اللاجئون الفلسطينيون في المخيم من الإهانات التي لا تعد ولا تحصى وسأواصل العمل لمساعدة أولئك الذين يرغبون في مغادرة المخيم بأمان، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة إلى أن ننظر في سبل تقديم المساعدة الإنسانية إلى المدنيين داخل مخيم اليرموك".

ويعد المخيم، الذي وقع تحت سيطرة التنظيم، أول موضع قدم لـ"داعش" في العاصمة السورية دمشق، ما يضيف مستوى آخر من البؤس والفقر والمعاناة للسكان الذين تحملوا حصار الحكومة والجوع والمرض، لمدة عامين.

وأكد كراهينبول أنَّ محادثات الأحد الماضي مع الحكومة السورية ستقدم بعض السبل الباعثة على التفاؤل؛ لكنه شدد على وجود الكثير من الأشياء الملقاة على كاهله، والتي يتعين عليه فعلها خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم.

يشار إلى أنَّ اليرموك هو المخيم الرئيسي الذي أنشئ في سورية للفلسطينيين إبان النكبة عام 1948 التي قامت على إثرها دولة "إسرائيل".

وكان المخيم يقع على مساحات شاسعة مترامية الأطراف، وكان موطنًا لأكثر من 150 ألف فلسطيني، قبل الحرب الأهلية السورية، التي اندلعت في أعقاب الثورة السورية عام 2011، وسرعان ما تناقص هذا العدد، بسبب فرار ومقتل اللاجئين.

وفرضت قوات الرئيس الأسد حصارًا خانقاً، بعد انتشار مقاتلين متطرفين في المخيم لإسقاط حكومة الأسد عام 2011 في خضم انتفاضات الربيع العربي.