محمود عباس

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأثنين، أعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية إلى "اليقظة والحذر وتفويت الفرصة على المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصعيد الوضع وجره إلى مربع العنف".

وجاء في بيان نقلته "وكالة الأنباء الفلسطينية"، أن الرئيس عباس أصدر تعليماته لقادة الأجهزة الأمنية خلال اجتماع معهم مساء الأثنين، دعاهم فيه أيضًا إلى "اتخاذ عدد من الإجراءات لضمان حفظ الأمن للوطن والمواطنين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الإثنين إنه سيستخدم "القبضة الحديدية" ضد هجمات الفلسطينيين التي أدت إلى مقتل أربعة إسرائيليين.

وأضاف نتنياهو الذي يسعى إلى القضاء على الموجة المتصاعدة من الاضطرابات في الأراضي الفلسطينية، في كلمة متلفزة "نحن لسنا مستعدين لمنح الحصانة لأي شخص أو أي مثير للشغب (..) أو أي إرهابي في أي مكان، ولذلك فلا حدود لتحركات قوات الأمن".

وقتل الشاب الفلسطيني فادي علون برصاص الشرطة الإسرائيلية السبت، في منطقة المصرارة القريبة من باب العمود بدعوى طعنه مستوطنًا.

ونشر ناشط فلسطيني يُدعى روني باركان مقطع فيديو على حسابه في موقع "فيسبوك"، يظهر عناصر الشرطة الإسرائيلية يطلقون النار على الشاب 19سنة وهو أعزل، وكتب باركان: "لا أعلم إن كان علون متورطًا في نشاط
إرهابي، لكن كان بإمكان الشرطة القبض عليه من دون إطلاق رصاصة واحدة".

وذكر شهود أن "الشرطيين قتلوا الشاب الفلسطيني بدم بارد ومن دون أن يحاولوا اعتقاله، بل أطلقوا 7 رصاصات عليه أثناء سيره". وقال والده إن "تسجيلات الفيديو من موقع الحدث أظهرت مجموعة من المستوطنين تلاحق ابني،
وكان يحاول الفرار باتجاه دورية للشرطة في المكان".

تجددت المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبقيت القدس ممنوعة على الفلسطينيين، وقتل الجيش الإسرائيلي فتى فلسطينيًا في مدينة بيت لحم يُدعى عبد الرحمن عبيد الله (13 سنة)، وهو الثاني يقضي في 24 ساعة بعد حذيفة
عثمان سليمان (18 سنة) في طولكرم، مع تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "لا حدود" لقتال "المسلحين الفلسطينيين".

وشددت الفصائل الفلسطينية على "التصدي لاستفزازات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي واعتبار الثلاثاء يوم غضب فلسطيني".

وأصيب عشرات الفلسطينيين في مواقع الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي في رام الله والخليل وبيت لحم وطولكرم ونابلس، واشتعل شرق القدس والأحياء العربية بالمواجهات مع الشرطة الاسرائيلية، وسط توقعات متباينة بشأن إمكان اتساعها، مع العلم أن قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أوصوا في اجتماعهم مساء الأحد بـ"التعامل بحزم مع الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية من دون حاجة إلى إجراءات نوعية تحمل دلالات سياسية أو تؤدي إلى تغيير جذري في العلاقة مع الفلسطينيين".

ورفض قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أي اجتياحات عسكرية للمدن الفلسطينية على قاعدة أن "الأوضاع تغيّرت عن الظروف التي أدت إلى اجتياحات لها في أعوام 2000 – 2003 ". وبحسب المواقع الإخبارية الإسرائيلية، فإن
"قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رأوا أن الفلسطينيين لا ينخرطون بصورة واسعة في أعمال الاحتجاج، مما يعني أنه لا رغبة لدى الجمهور الفلسطيني في تصعيد الأوضاع من دون أن يعني رضوخهم أو موافقتهم على الإجراءات
الإسرائيلية التي رافقت فترة الأعياد اليهودية (تنتهي مساء الأثنين)"، والتي شهدت اقتحامات مستوطنين في حماية الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسي.

ومن المتوقع اتساع هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية والطرق بعد انتهاء فترة الأعياد التي تلزم المتدينين المتشددين البقاء في المنازل.

وخرج المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية مساء الأثنين بتبني ما كان دعا إليه نتنياهو الأحد من إجراءات مثل الإسراع في عمليات هدم منازل منفذي عمليات ضد إسرائيليين وتوسيع نطاق الاعتقالات الإدارية
للفلسطينيين وتعزيز قوات الأمن في الضفة والقدس وإبعاد فلسطينيين عن البلدة القديمة.

وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية توقيف خمسة فلسطينيين ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسؤولين عن عملية "ايتمار" التي قتل خلالها مستوطن وزوجته مساء الخميس، وذلك بمثابة اتهام للحركة بالضلوع في المواجهات في الضفة الغربية.
وفي القدس أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح برصاص الشرطة الإسرائيلية وقنابل الغاز والصوت خلال المواجهات التي اندلعت في أنحاء متفرقة من المدينة، خصوصًا عند حاجز مخيم شعفاط وفي القرية.

كما أصيب فلسطيني بالرصاص الحي بقدمه خلال مواجهات اندلعت في قرية العيسوية في شمال شرق القدس.
وكان أشد المواجهات الأحد في مدخل مخيم عايدة في بيت لحم جنوب الضفة حيث أردى الجنود الإسرائيليون عبد الرحمن عبيد الله قتيلًا وأصابوا فلسطينيين آخرين بجروح.

وجوبهت مسيرة حاشدة انطلقت من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي إلى المدخل الشمالي لبيت لحم، بقمع الجنود الإسرائيليين وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز والصوت، مما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح.

واندلعت مواجهات مماثلة في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين بينهم صحافي.

وفي رام الله وقعت مواجهات في أكثر من موقع عند مدخل المدينة الشمالي الشرقي حيث يوجد مركز الإدارة المدنية الاسرائيلية والمحكمة العسكرية ومستوطنة بيت أيل وفي حاجز عطارة شمال المدينة، وعلى الطريق المؤدي إلى
شمال الضفة وفي حاجز قلنديا الشهير جنوب المدينة، وأحرق خلالها الفلسطينيون الإطارات وقذفوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة والزجاجات الفارغة، ورد هؤلاء الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز، مما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين بجروح واختناق