لندن سليم كرم
عبر شاب بريطانيًا يقاتل ضد تنظيم "داعش" المتطرَّف ماسير غيفورد، عن مشاعره الممزوجة بالفرحة والخوف، بعد أربعة أشهر من القتال ضد التنظيم.
يشار إلى أنَّ ماسير غيفورد( 28 عامًا)، خريج جامعة أكسفورد، وأحد أعضاء المجموعات الكردية المقاتلة ضد "داعش" في شمال سورية.
وقال غيفورد: "الهجوم على "داعش" في شمال سورية قد يكون وشيك، ويمكن أنَّ يأتي في أي لحظة".
وتابع: "كنا نائمين حين أتت الأوامر، ولكن حين نعلم بها، نترك كل ما بأيدينا ونذهب إلى المعركة، في الواقع إنّه أمر مرهق جدًا".
يذكر أنَّ غيفورد، ليس مسلمًا وليس كرديًا، ولا يتحدث أي من لغات منطقة الشرق الأوسط، ولكنه سافر إلى الأراضي الكردية في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وكان أحد طلاب مدرسة "تروي كونسيلور"، إذ يحضر للحصول على وظيفة مربحة في "سيتي"، ولكنه قرر الذهاب إلى ساحات القتال في الشرق الأوسط.
وأضاف ماسير غيفورد: "كنت جالسًا في مكتبي وأشاهد هذا الرعب المتزايد، "داعش" متطرَّفة، وكنت أرغب في المساعدة، والعمل الخيري كان الأفضل بالنسبة لي".
ورفض غيفورد، تشبيهه بالـ"مرتزق"، موضحًا: "أنا هنا ولكن ليس من أجل المال أو الشهرة، لا أحد يدفع لي، والدافع هو الدفاع عن الديمقراطية".
وبيّن: "آمنت بقوة في ذلك، فمن الخطأ كمسيحي أنَّ اشاهد الصراع على أني مسلم، ولكن أنا ملحد وكذلك العديد من الأكراد، وهناك الكثير من الأجانب الآخرين، ولكن البريطانيين هم المجموعة الأكبر، معظمهم جنود سابقين، البعض جاء فقط لمبادئه، إن المناخ جيد هنا".
وشبه غيفورد، هذه الحشود البريطانية التي تأتي كي تحارب التنظيم، بالتي تقدمت للحرب الأهلية الإسبانية.
يذكر أنَّ العديد من الغربيين أنضموا إلى الأكراد للقتال ضد "داعش" في شمال سورية، فضلًا عن الأميركيين والكنديين والألمان والبريطانيين، ولكن الجماعات السورية المسلحة الكردية لم توضح الأعداد الرسمية للمقاتلين الأجانب.
ويعتقد أنَّ عدد المقاتلين الأجانب لدى "داعش" يقدر بنحو 16 ألف مقاتل من حوالي 90 دولة حول العالم منذ عام 2012، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية الأميركية.
وتلقى غيفور التمرين مع الجماعات الكردية السورية، واشتغل في البداية كمترجم، ثم بدأ في تعلم اللغة الكورمانجية، وهي اللهجة التي يتحدث بها الأكراد.
وأضاف: "تجربتي الأولى في الصراع كانت في مدينة تل خميس، في شمال سورية، وهي أول مرة كنت أرمي فيها الرصاص لم أكن خائفا، فقط تذكرت أنّ علينا الفوز".
وبيّن: "أثناء المعركة تم قتل اشلي غونستون( 28 عامًا) من استراليا، وهو صديق لي، ولقد فكرنا كثيرًا حول المجيء إلى هنا، ولكننا تخلينا عن المخاطر فنحن نكافح من أجل معتقداتنا".
ولفت إلى أنَّ مقاتلي داعش "مجانين"، إذ يقتلون العاملين في المجال الإنساني والصحافيين، وأنَّ أي شخص لدى "داعش" يجب أن يكون في السجن أو مستشفى الأمراض العقلية.
ونوْه: "أريد البقاء أنا وزملائي حتى نصل إلى مدينة الرقة، عاصمة داعش".
في سياق متصل، حث رئيس الوزرء البريطاني ديفيد كاميرون على التدخل لمساعدة الأكراد، قائلًا: "أشعر بقوة أن على الحكومة البريطانية الوقوف بجانب الأكراد، نحن بحاجة إلى دعم سياسي بالإضافة إلى السلاح".
وتابع: "أعرف أن بريطانيا لا تريد دعم الأكراد بسبب الضغط التركي، ولكن لا ينبغي أنّ نقلق بشأن ما يعتقده الأتراك، ينبغي أن ندعم الأكراد، لأن هذا الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله".