دراسة تكشف سبب سرطان البروستاتا

يمكن لسرطان البروستاتا أن يكون "مغلقا"، بعد أن اكتشف العلماء في جامعتي "نوتنغهام" و"برستول"، طريقة لمنع الأورام القاتلة من الانتشار، حيث وجدوا أنَّ الجزيء الواحد يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الأوعية الدموية الجديدة.

وأكدوا أنَّ الأورام تحتاج إمدادات ثابتة من مغذيات الدم المخصب للبقاء والنمو، وحتى وقف إنتاج الأوعية الدموية يمنع الخلايا السرطانية من التكاثر والانتشار، فعندما حقن العلماء الفئران ثلاث مرات أسبوعيًا مع دواء لوقف جزيء "SRPK1" عن العمل، توقف نمو الورم.

وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة "بريستول" وأستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلة الدكتور سيبستيان أولتيان، قائلًا "وجدنا أنَّ إعاقة نشاط جزيء "SRPK1"، يمكنه وقف تطور السرطان، ولقد عرضنا في هذه الورقة أنَّ التقليل من مستويات هذا الجزيء في خلايا سرطان البروستاتا سيجعلنا قادرين على تثبيط الأوعية الدموية في الورم ونموه".

وأشار أولتيان، إلى أنَّه يتم تشخيص نحو 40 ألف حالة من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا في بريطانيا كل عام، ويموت نحو 10 الآلاف بهذا السرطان؛ ولأن العلاج يستهدف الأوعية الدموية، فمن المرجح استخدامه لعلاج أنواع أخرى من السرطان حتى المرتبط بالعمر والضمور البقعي الشكل الأكثر شيوعًا من العمى.

بدوره، صرّح المؤلف المشارك من جامعة "نوتنغهام" في قسم السرطان والخلايا الجذعية البروفيسور ديفيد بيتس، بأنَّ "نتائجنا تشير إلى طريقة جديدة لعلاج مرضى سرطان البروستاتا وربما تكون له تأثيرات أوسع لاستخدامها في أنواع عدة من السرطان".

ولفت بيتس إلى أنَّ الجزيء "SRPK1" يلعب دورًا حيويًا في الأوعية الدموية، وهي عملية أساسية منها تقدر الأورام على تشكيل الأوعية الدموية للحصول على المواد الغذائية اللازمة لتغذية نموها، وعبر تحليل عينات من سرطان البروستاتا البشرية، لاحظ الباحثون أنَّه مع زيادة "SRPK1" يصبح السرطان أكثر عدوانية.

وتشرف على الأبحاث، شركة التكنولوجيا الحيوية "إكسونات"، وهي شركة تطوير الأدوية  التابعة لجامعة "نوتنغهام"، وتهدف إلى تطوير مثبطات "SRPK1" لعلاج أمراض الأوعية غير الطبيعية مع تطوير هذا النوع المرتبط بالعمر والضمور البقعي والسرطان.

وتمَّ تمويل هذه الدراسة من قبل معهد سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، ومركز التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية، ومجلس البحوث، ومركز "ريتشارد برايت" لنمو بطانة الأوعية وثقة البحوث.

من جانبه، أوضح نائب مدير الأبحاث في معهد سرطان البروستاتا في بريطانيا الدكتور ماثيو هوبز، أنَّه "ليس هناك إنكارًا بأنَّ هناك عدد قليل جدًا من الخيارات المتاحة لعلاج 40 ألف رجل يواجهون تشخيص سرطان البروستاتا كل عام في المملكة المتحدة، خصوصًا بالنسبة للذين يعانون من مراحل المرض المتقدمة"،
وأضاف هوبز، "لا يزال سرطان البروستاتا يقتل أكثر من 10 آلاف رجل سنويًا في بريطانيا وحده، لذلك هناك حاجة ملحة لعلاجات جديدة، إذا أردنا تقليل هذا الرقم الهائل"، مشددًا على ضرورة تطوير علاجات جديدة تستهدف هؤلاء الرجال اليائيسن والذين يحتاجون للعلاج.