طهران - مهدي موسوي
هاجم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الولايات المتحدة الأميركية، وأكد أنه لا يسمح باستغلال نتائج المفاوضات النووية "للنفوذ الاقتصادي والسياسي والثقافي الأميركي" مشددًا على أنه يمنع ذلك بكل ما يملك من قوة.
واتهم خامنئي الولايات المتحدة والدول الغربية باستغلال التوافق النووي، وقال "يظنون أن التوافق - الذي لم يعرف مصيره بعد ومن غير الواضح إقراره في إيران أو أميركا - سيصبح وسيلة للنفوذ في إيران".
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها خامنئي كلمة "التوافق" منذ إعلان برنامج العمل المشترك حول البرنامج النووي بين إيران و5+1 في فيينا، وكان المرشد الأعلى يستخدم "نص المفاوضات" بدلا من التوافق.
يذكر أن خامنئي قبل عامين اعتبر هدف الغربيين من استئناف المفاوضات "عملا دعائيا، حتى يقولوا هل رأيتم إيران التي كانت تدعي أنها مستقلة وصامدة وشجاعة، في النهاية أجبرت على العودة إلى طاولة المفاوضات".
خامنئي الذي أشرف بصورة غير مباشرة على مفاوضات الفريق الإيراني النووي مع الدول الغربية منذ عودة إيران إلى طاولة المفاوضات وفقًا لتصريحات صحافية لوزير الخارجية الإيراني، طالب بوضع خطط دفاعية وهجومية لمواجهة ما وصفه المشروع السلطوي الاستعماري بقيادة أميركا في منطقة الشرق الأوسط.
ووصف خامنئي الحرب في اليمن والعراق وسوريا بـ"الحرب السياسية"، نافيا أن تكون الحرب في المناطق المذكورة حربا طائفية، وحول علاقات إيران بجيرانها، أوضح أن "علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودية مع أغلب جيرانها لكن بعض الدول تختلف معنا".
من جهة أخرى، شدد خامنئي على أهمية "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية" لمواجهة أميركا والصهيونية، وطالب وسائل الإعلام المقربة من إيران بـ"مواجهة الإمبراطورية الإعلامية التي تدعي الحياد وتزور وتحرف وتأخذ أساليب ملتوية لخدمة الجبابرة".
وتأسس "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية" في 2006 بأوامر مباشرة من مكتب خامنئي ويرعى الاتحاد عددا من القنوات الدينية "الشيعية" والإيرانية الناطقة باللغة العربية.
في غضون ذلك، أخذ موضوع موافقة أو رفض الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية طابعًا جديدًا بعد أن وجه حميد رضا مقدمي فر المستشار الإعلامي لقائد الحرس الثوري الإيراني نقدًا لاذعًا لرئيس تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري بسبب ما قاله السبت الماضي عن موقف خامنئي حول التوافق النووي.
وكان شريعتمداري قال في افتتاحية كيهان" إن خامنئي غير راض عن التوافق النووي، واستدل رئيس تحرير صحيفة كيهان" بمواقف خامنئي بعد إعلان فيينا، ونوه إلى أن مواقفه تظهر قلقه بوضوح تجاه التوافق النووي، يشار إلى أن خامنئي حذر التيارات السياسية من الانقسام حول التوافق النووي وأكد أنه لا يسمح بذلك.
وفي موضوع ذي صلة، أصدر 201 برلماني بيانًا يطالبون فيه الحكومة الإيرانية بتقديم مشروع قرار "عاجل" حول نص التوافق النووي، وذكر البيان أن المادتين 77 و125 من القانون الأساسي تنصان على مناقشة نص التوافق النووي وهي من مهام البرلمان ويجب على كل الأجهزة المختصة التعاون بهذا الخصوص، وأفاد البيان بأن "أي تحرك تطوعي للعمل بتنفيذ التوافق بشكل مؤقت أو دائم يلزمه قبل ذلك الحصول على مصادقة البرلمان وتأييد لجنة صيانة الدستور وخلاف ذلك لا شرعية له".
يذكر أن عددا من كبار المسؤولين والفريق المفاوض النووي في تصريحات صحافية منفصلة أعلنوا معارضتهم للمصادقة على التوافق النووي واعتبروا تصويت البرلمان تهديدا للمصالح الوطنية.
من جانب آخر، التقى مستشار خامنئي في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي مع نوري المالكي، وقال إن إيران ستدافع عن وحدة أراضي العراق وسوريا واليمن ولبنان وتمنع أي مؤامرة موجهة ضد تلك الدول، وأضاف ولايتي "إن العلاقة بين إيران والعراق ليست علاقة تكتيكية، بل علاقة إستراتيجية مرتبطة بمصالح طويلة المدى".
وحول شخص المالكي المتهم بقضايا الفساد والاختلاس في العراق، قال ولايتي "إن الجمهورية الإسلامية تولي قيمة كبيرة لشخصية المالكي؛ فهو قدم خدمات كبيرة للعراق والعالم الإسلامي"، وأضاف "أقول بصراحة لولا المالكي لما استطاع الشعب العراقي نيل استقلاله، ودور المالكي وأصدقائه لا يمكن إنكاره في الوصول إلى بلد حر ومزدهر ومستقل".