واشنطن - رولا عيسى
حذر خبراء دوليون من أنَّ تنظيم "داعش" المتطرف يسير على خطى النازيين للتوسع في أوروبا وجميع أنحاء العالم، مؤكدين أنَّه أعلن بعد تأسيس خلافته المزعومة، أنَّ هدفه النهائي هو إقامة دولة عالمية واحدة تحت الحكم الإسلامي.
وأكد المسؤول في مجلس التفاهم العربي البريطاني "كابو" جوزيف يليتس، أنَّ احتلال العالم هو الهدف الواضح على المدى الطويل للتنظيم، حيث أنَّه يكافح من أجل المضي قدما إلى أبعد بكثير من المناطق الشاسعة تحت سيطرته في شمال سورية والعراق.
وأوضح يليتس، أنَّ الهدف الرئيسي لـ"داعش" هو خلق دولة تحت حكم خليفة في الأراضي ذات الغالبية المسلمة، وينبغي أن ينظر إلى توسعه كما النازيين في أوروبا، وطموحاتهم في العواصم الرئيسية في المنطقة؛ مثل بغداد ودمشق.
وأضاف: "بدأ داعش بالفعل باجتياح الحدود في العراق وسورية، ويود أن يفعل الشيء نفسه في أماكن أخرى، وسيركز على الأهداف الأكثر الأهمية التي توجد فيها ظروف مماثلة قبل سيطرتهم على أجزاء كبيرة من العراق وسورية".
وأشار إلى أن ضعف تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية ساهم في توسعهم هناك؛ لتوطيد حكمهم، لافتًا إلى أنَّهدف "داعش" الرئيسي منذ نشأته هو تأسيس الخلافة، أي السيطرة على منطقة جغرافية معينة، وتحويلها إلى دولة "حقيقية"، هذا هو الهدف الرئيسي لجميع الجماعات المتطرفة.
وتابع: " عمليا، يسيطر التنظيم الآن على مناطق ويوطد حكمه، في حين أن لديه أيضا منافسة عبر دفع الجماعات المتطرفة الأخرى خارج الأضواء"، منوهًا بأنَّ الجماعات المتطرفة تركز الآن أكثر على سورية والأسد في الوقت الراهن دون العراق؛ لإقامة دولة فعالة.
وذكر مراسل صحيفة "الاندبندنت" في الشرق الأوسط باتريك كوكبيرن، أنَّ ما هو واضح بجلاء هو أن "داعش" يستخدم زورا اسم الإسلام لارتكاب الفظائع الوحشية ضد المسلمين وغير المسلمين.
واستدرك كوكبيرن: "يدعي داعش إنشاء دولة فعالة للعراقيين وجميع المسلمين السنة، ولكن ما يحدث علىأرض الواقع هو العكس، لأن الناس يواجهون الجوع والمرض والعنف، وإذا سمح بنمو داعش، فإن مستوى التهديد على الغرب سيزيد".
وبيَّن أنَّ "داعش يريد من جميع المسلمين إعلان ولائهم للخلافة وأن يحكم الخليفة كل العالم، وهدفهم الأكثر واقعية هو البقاء على قيد الحياة وتوسيع نجاحاتهم؛ لتحدي أعداء الماضي الكبار"، مشيرا إلى أن الجانب الأخير من رواية "داعش" هو التركيز على الأوقات الماضية، وهذا ما يفسر التركيز على "روما، الغرب" أو بيزنطة، الولايات المتحدة وبلاد فارس.
ونوَّه بأن إيران، عدو الإمبراطورية الإسلامية في القرن الثامن وما بعده، وتبرز بلدة دابق في شمال سورية، في بعض النبوءات كموقع لإحدى المعارك الكبرى في أوقات النهاية، وفي كل عدد من المجلة الدعاية التي تحمل الاسم نفسه، نقل عن أبو مصعب الزرقاوي: "لقد تم إشعال الشرارة هنا في العراق، وستستمر حرارتها إلى أن تحترق الجيوش الصليبية في دابق، بإذن الله".
وشدَّد كوكبيرن على أنَّ التنظيم يريد أن يتصدر "هرم الإرهاب"، مشيرا إلى أن هدف تحقيق الخلافة هو هدف مشترك بين عدد من المنظمات الإسلامية المتطرفة،بما في ذلك تنظيم القاعدة، والهدف من داعش هو الوصول إلى هذا الهدف، وأنه في طريقه إلى القيام بذلك.
ولفت إلى أنَّ "ذكاء التنظيم للغاية من حيث توسيع نطاق اختصاصاته، وكما سنرى في الأشهر المقبلة، ستبدأ الأهداف السياسية في الظهور على السطح، إذ أن الهدف الأول هو السيطرة على أكبر قدر من الشرق الأوسط، وهذا من شأنه أن يوفر له شرعية وإعطائه مزيدا من المصداقية في عيون أتباعه".
وبيَّن كوكبيرن أنَّ الهدف الثاني هو شن هجوم مذهل ضد الغرب، كما أسفر هجوم 9/11 ، وشن هجوم آخر يضع التنظيم على الجزء العلوي من "الهرم الإرهابي"؛ للوصول إلى جيل من المسلمين.
واسترسل: "ذكر تنظيم داعش المتطرف أنه يريد بناء الخلافة، وكانت لديه خطة دقيقة وثابتة ومنظمة لإثبات قوة قناعته وغرضه، وقوته العسكرية، القوة التي من شانها أن تكون المنقذ مما يعتبرونه شكلا للإسلام، وذلك في حين أنه يهدف إلى تحقيق استراتيجية طويلة الأمد، ولديه طرق محددة للغاية لفعل ذلك".
وأبرز أن "قدرتهم على الوصول إلى أهدافهم لن يتم منعها إلا إذا فهمنا أنه علينا جميعا أن نؤمن وأن نتحرك، ربع سكان هذا الكوكب مسلمين، 1.6 مليار شخص، 62 في المائة من هذا العدد تحت سن الـ 30عامًا لذلك ما يهمنا، وما علينا فهمههو أن التهديد ليس فقط داعش ولكن الديمغرافي الذي يتأثر، والجيوش الظاهرية التي ستتكون بعد فترة طويلة من انتهاء داعش".
واستكمل: "السماء هي الحدود، حيث بات التنظيم يتوسع ويزدهر في اكتساب المزيد من الأراضي، إذ يؤمن فقط بأنَّ السماء هي حده الأقصى؛ إلا إذا أجبر على البقاء في أراضيه ومن ثم سيتم تقليصه، أما أيديولوجيته العالمية تلهم أتباعه بالتفكير في جميع أنحاء العالم وهذا ما يهدد بتشكيل نماذج أخرى من داعش".
وترى صحيفة "الاندبندنت" أنَّ هدف "داعش بسيط جدا، من أجل البقاء فقط"، ويأتي ذلك البقاء على قيد الحياة من خلال تصور الزخم والتوسع، ولكن في الوقت نفسه العمل على ضمان الاستقرار والتوحيد، وهذا يعني أن جاذبيته لا تستقطب فقط أنصار أيديولوجيته المتطرفة، ولكن أيضا تواجه أولئك الذين يعانون من المرض والتعب من الحرب.
وأوضحت الصحيفة أنَّ "داعش" في الأشهر القليلة المقبلة سيحاول فرض الشعور بالاستقرار، ثم نشره؛ لأن كل شيء، علاماتهم التجارية، وتجنيدهم، وهجماتهم في الخارج، سيتوجه نحو زيادة أهميته، حيث إنهم يتحدثون عن نهاية العالم، من روما، ورفع راية سوداء فوق قصر باكنغهام، ولكن أعتقد أن كل ذلك أوهام، قد يكون هناك من في صفوفهم من يريدون أن يفعلوا ذلك، ولكن بالنسبة للتنظيم هي طريقة لتجنيد مجندين جدد، لمجرد بقاءه على قيد الحياة.