المتشدد البريطاني المعروف باسم "جون"

أعلنت السلطات البريطانية، أنها تعرفت على هوية المتشدد البريطاني المعروف باسم "جون" الذي ظهر في كثير من مقاطع الفيديو وهو يعدم رهائن غربيين.

وأكدت السلطات أنه يُدعى محمد الموازي, وظهر الموازي أو المتشدد جون، وهو يرتدي أثوابًا سوداء وأقنعة في سلسلة من مقاطع الفيديو، كما ظهر وهو يقتل الصحافيين وعامل الإغاثة.

وطالبت عائلات ضحايا المتشدد جون أن يتم تسليمه للعدالة، وأوضحت ابنة عامل الإغاثة أن عائلتها لن يهدأ لها بال حتى يتم قتله برصاصة بين عينيه.

ونشأ موازي، 27 عامًا، في إحدى ضواحي غرب لندن، وأكدت جامعة وستمنستر أنه كان طالبًا فيها وتخرج منها وحصل على شهادة برمجة الكمبيوتر.

 وصرّح صديق له، قائلًا: "ليس لدي شك في أن محمد هو جون المتشدد".

وانطلقت حملة مطاردة دولية بقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي في آب/أغسطس 2014، عندما كان يعتقد أنه ظهر في لقطات فيديو إعدام المصور الصحافي الأميركي جيمس فولي، وعقب وفاة فولي تم قتل أربعة آخرين بطريقة وحشية وكانوا صحافيين من الولايات المتحدة وعامل إعاثة من المملكة المتحدة.

 وكان المتشدد جون يظهر دائمًا بملابس سوداء, وأوضح شقيق العامل أن تحديد هوية الرجل الملثم تعد خطوة جيدة لتحقيق العدالة.

وتأمل عائلة الصحافي الأميركي جيمس فولي، أن يتم القبض على القاتل وإرساله إلى السجن، كما أن جميع أفراد العائلة شعروا بالارتياح بعد أن تم كشف هوية الموازي.

 وأضافت أسرته: "نريد أن يجلس في قاعة المحكمة، ونشاهده وهو يحاكم ويتم إرساله للسجن ويقضي بقية حياته في عزلة".

ويعتقد أن المتشدد جون ظهر في فيديو الرهينتين هارونا يوكاوا وكينجي من اليابان، واللذان تم قتلهما في وقت لاحق من قبل جماعة متطرفة.

وأوضحت التقارير، أن مكانة الموازي ارتفعت بسرعة في صفوف تنظيم "داعش" حتى أصبح واحدًا من ثلاثة رجال بريطانيين يحتجزون رهائن الرعايا الأميركيين والأوروبين, وتزعم أيضًا أنه عضو بارز في معسكرات تدريب المجندين الجدد في الرقة وتعتقد أنه لعب دورًا رئيسيًا في تأمين تكنولوجيا المعلومات لدى تنظيم "داعش".

وتفيد التقارير، بأن الموازي بدأ التطرف بعد رحلته إلى تنزانيا، وفي هذه الرحلة تم اعتقاله هو واثنين من أصدقائه خلال الليل وتم ترحيلهم في نهاية المطاف, ثم سافر إلى أمستردام حيث اتهمه ضابط من مؤسسة الاستخبارات البريطانية الداخلية "إم آي 5 " بمحاولة الوصول إلى الصومال، للانضمام إلى حركة "الشباب" الصومالية.

وأكد ممثل جماعة حقوقية بريطانية عاصم قريشي، أنه سبق له الاتصال بالموازي في الخريف بعد عودته من هذه الرحلة لمناقشة ما حدث.

 وأوضح أن المتشدد جون كان غاضبًا جدًا بسبب أنه تلقى معاملة غير عادلة.

 وأوضحت التقارير أن موازي قرر بعد ذلك الانتقال إلى مكان مولده، الكويت، وفي كانون الثاني / يناير 2010، اعتقله مسؤولو مكافحة التشدد في بريطانيا مجددًا، وحصلوا على بصماته، وفتشوا في متعلقاته، ومنعوه من المغادرة في اليوم التالي إلى الكويت.

وبعث موازي رسالة إلكترونية إلى قريشي في كانون الثاني/يناير 2010 قائلًا: أرغب في العودة للكويت من أجل العمل والزواج، أشعر في لندن كأنني سجين بدون قضبان، لقد منعوني من خوض حياة جديدة في مسقط رأسي الكويت.

وأكد قريشي أن هناك تشابه قوي للغاية بين الشخص المتشدد الذي يظهر في مقاطع الفيديو ومحمد الموازي, موضحًا أن المرة الأخيرة التي سمع فيها أخبارًا عن الموازي كانت في كانون الثاني/يناير 2012 عندما أرسل إليه رسالة باحثًا عن النصيحة.

وهاجم قريشي، في بيان، أجهزة الأمن البريطانية بسبب "السياسات الداخلية الخانقة" ومضايقة الشباب المسلمين، موضحًا أن هذه القضية يجب أن تجعلنا نعيد النظر والتفكير في السياسة الداخلية والخارجية البريطانية.

 وأوضح أحد أصدقائه أن الموازي رغب في السفر إلى السعودية لتدريس اللغة الإنجليزية عام 2012، لكنه فشل في ذلك.

 وذكر صديق آخر: أنه كان راغبًا في بدء حياة في مكان آخر، وبلغ نقطة حاول فيها البحث عن سبيل آخر للخروج والتغيير.

وأعلن المتحدث باسم جامعة وستمنستر، أن الموازي ترك الجامعة منذ ست سنوات. وأضاف: "إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة فالجامعة بأكملها سوف تُصدم، قلوبنا مع الضحايا وأسرهم".

وصرّحت شرطة العاصمة في بيان: لن نؤكد هوية أحد في هذه المرحلة أو نعطي أي تحديث للمعلومات عن سير هذا التحقيق في مكافحة التطرف على الهواء. وأعلنت وزارة الداخلية أنها لن تؤكد ولن تنفي أية تقارير في هذه المرحلة.