حادث تفجير مسجد القديح

توعَّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كل مشارك أو مخطط أو داعم لحادث تفجير مسجد القديح بأنه سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وأنه سينال عقابه الذي يستحقه.
وشدد الملك سلمان على أن جهود المملكة لن تتوقف يومًا عن محاربة الفكر الضال ومواجهة المتطرفين، والقضاء على بؤرهم.

وكتب خادم الحرمين الشريفين، في برقية إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الأحد الماضي: لقد فجعنا جميعًا بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجدًا في قرية القديح، مخلفة ضحايا أبرياء، ولقد آلمتنا فداحة جرم هذا الاعتداء المتطرف الآثم، الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية، إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يومًا عن محاربة الفكر الضال ومواجهة المتطرفين والقضاء على بؤرهم، ونرغب إليكم في نقل تعازينا الحارة إلى أهلنا في القديح من أسر المتوفين ونقل تمنياتنا ودعواتنا للمصابين بأن يمنّ الله عليهم بالشفاء العاجل، حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل مكروه.

وكشفت وزارة الداخلية السعودية، الأحد الماضي،  عن مخطط "داعش" المتطرف لتقسيم المملكة إلى 5 قطاعات، وتعيين أمراء أو مسؤولين على كل قطاع، وأن التنظيم يستهدف بوجه خاص رجال الأمن السعوديين، ثم إحداث فتنة طائفية، واستهداف المقيمين، فضلاً عن أهداف بعيدة المدى؛ عسكرية، وأمنية، واقتصادية.

وشددت الوزارة على دور المواطن والمقيم في العمل الأمني، واصفة إياهما بأنهما شريكان أساسيان في ذلك.

وأكد مسؤول كبير في الوزارة أن التقسيم المذكور لا يهدف بالضرورة إلى تقسيم السعودية إلى 5 دويلات، بل هو تقسيم لوجيستي وتنفيذي لتنظيم عمل خلاياه الميدانية والحركية، عبر تجنيد الأطفال بتحريضهم بـ"ابدأ بقتل أبيك أو أخيك لأنهم عساكر" واستهداف الأقارب، سواءً أكانوا يعملون في القطاعات العسكرية، أم غيرها.

وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي أن "داعش" يستدرج الأطفال عبر شبكة "الإنترنت"، بإعطائهم صورة مغلوطة عن الموقوفين، مشددًا على أن من يحرص على تصوير العمليات هم القيادات المتطرفة لـ"داعش".

وأعلن أن ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، وجَّه بمراجعة الإجراءات الأمنية في الأماكن التي قد يستهدفها التطرف، لافتًا إلى أن المساجد في الوقت الحالي آمنة، لكنه قال:  الوزارة لا تستبعد أن يستهدف داعش المساجد.

وأفاد العميد بسام عطية المختص بمكافحة التطرف في الداخلية السعودية، خلال مؤتمر صحافي في الرياض الأحد الماضي، بأن مهمات العمل داخل قطاعات "داعش" في السعودية تمثلت في توزيع العناصر البشرية في كل قطاع وتعيين أمير داعشي لكل منطقة، وتأسيس المأوى والمخابئ، ورصد المواقع ذات الأهمية والعسكرية، والأمنية، والحيوية، والأجانب، والشيعة، إضافة إلى توفير السلاح.

وأوضح أن داعش وضع أهدافًا داخل القطاعات الخمسة هي: رجال الأمن، والفتنة الطائفية، والمقيمين، والأهداف البعيدة المدى العسكرية، والأمنية، والاقتصادية.

وكشف عطية أن خلية "داعش" التي ضبطت أخيرًا في السعودية قبل 4 أشهر، وخططت لاغتيال 5 ضباط، بعضهم من أقارب أفرادها، لكن رجال الأمن أسقطوا الخلية وأفشلوا مخططها.

وأشار إلى أن زعيم الخلية عبدالملك البعادي (20 عامًا) جنَّد 23 شخصًا من أصدقائه وأقاربه، غالبية أعمارهم لا تتجاوز 16 عامًا، وتواصل البعادي مع شقيقه الموجود في سورية ضمن تنظيم "داعش"، وأن اثنين من قتلة قائد إحدى دوريات أمن المنشآت شرق الرياض الجندي ماجد عائض الغامدي قبل أسبوعين حضروا حفل زفاف بعد ارتكابهما الجريمة.

ونوَّه إلى أن جريمة قتل الغامدي كادت أن تفشل، إذ إن عناصر الخلية كلهم كانوا يرغبون في ارتكابها، لكنهم اختلفوا على ما إذا كان قتل الغامدي حلال بينما تصويره حرام.