ابوظبي- جواد الريسي
أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أنّ دولة الإمارات كانت سباقة في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدي لظاهرة التطرف وكانت في مقدمة الدول الداعمة لأي جهود أو تحركات تستهدف التصدي لها، موضحة أن هذا يعكس إدراك الدولة العميق في أنّ التطرف يمثل الخطر الرئيسي الذي يواجه الأمن والسلم الدوليين وأنه حان الوقت لتضافر الجهود لمواجهته والانتصار عليه.
وأوضحت الخارجية في بيان صادر عنها أن العملية المتطرفة الجبانة التي استهدفت جامعة "غاريسا" الكينية وأودت بحياة 147 شخصًا غالبيتهم من الطلاب مؤخرًا، تدل على تمدد خطر التطرف الذي بات يمثل الخطر والتهديد الحقيقي لجميع دول العالم، مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة دانت بشدة هذا الحادث المتطرف الجبان .
وأضافت أن هذه الإدانة القوية لهذا العمل المتطرف الجبان تُعبر عن الموقف الإماراتي الثابت والمبدئي من التطرف وهو موقف يرى فيه خطرًا على الأمن والاستقرار العالميين، ولذلك فإن الإمارات تدعو إلى التعاون الدولي الفاعل في التصدي له من ناحية وتتحمل مسؤوليتها بفاعلية في الحرب ضده من ناحية أخرى فضلًا عن أنها تقف دائمًا إلى جانب الدول التي تتعرض له وتساندها في أي مكان من العـالم.
وأبرزت أن الموقف الإماراتي الثابت في إدانة التطرف ينطلق من منطلقات أساسية عدة : أولها أن التطرف يعتبر من أخطر التحديات العابرة للحدود و يمثل اتساع دائرته تهديدًا قويًا ليس لدولة بعينها بل للمجتمع الدولي بأسره وعلى هذا فإنه لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تقوم بالتصدي له مهما كانت قدراتها أو إمكاناتها ومن هنا فإن دولة الإمارات تطالب دومًا بضرورة تفعيل التعاون الدولي في مكافحة هذا الخطر وإزالة أي عراقيل تحول دون القضاء عليه.
وبينت أن ثاني المنطلقات هي أن التطرف ينال من قيم التعايش والتفاعل والحوار بين الشعوب والثقافات والحضارات المختلفة على المستوى الدولي خاصة حينما يتمسح بالدين أو يدعي أصحابه دفاعهم عن مصالح حضارة في مواجهة حضارة أو حضارات أخرى و على هذا تدرك الإمارات بوضوح أن التطرف يسيء إلى الإسلام ويشوه تعاليمه السمحة ويعرض رموزه ومقدساته للتجريح والإساءة ما يعطي الفرصة لأصحاب نظريات الصدام بين الحضارات والأديان لترويج أفكارهم في وضع المسلمين في مواجهة الغرب.
وأفادت بأنها تؤكد بشكل ثابت في مختلف المحافل الإقليمية والدولية ضرورة التزام المجتمع الدولي برفض جميع محاولات ربط التطرف بأي دين أو عرق أو ثقافة أو أصل اثني أيًا كان و تدعو دومًا إلى تعزيز الجهود المشتركة الرامية إلى سيادة روح التسامح والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان لتعزيز الاحترام والتفاهم بين الشعوب.