أبوظبي - صوت الإمارات
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة العربية المتحدة منطقة صحراوية حارة ذات كثافة سكانية قليلة، ولم تكن تملك سوى القليل من مصادر الثروة الطبيعية أهمها الخيران الشاطئية والتي جذبت على استحياء القليل من التجمعات السكنية وضمت تلك المساكن الطينية القديمة عددا قليلاً من أبناء الإمارات العربية المتحدة الطيبين ذوي الذكاء والطموح.. فكان لهم باع طويل في التجارة وأهلهم صبرهم وسط البيئة القاسية للإمساك بزمام مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ في منطقة الخليج.
لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك في ذلك الوقت أية قاعدة اقتصادية تذكر. ولم تتوافر فيها سوى مستويات بدائية من الرعاية الصحية والتعليم. وعلى هذا المنوال سارت الإمارات العربية المتحدة قديما. وظل وضع الأكواخ الطينية القديمة المطلة على الخيران كما هو دون تغيير حتى اكتشاف النفط في بدايات النصف الثاني من القرن الماضي وحتى بعد ظهور النفط فقد تم استخراجه بكميات قليلة لا تضاهي تلك الموجودة في دول الجوار.
ومع ذلك كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تزدهر لأن الله حباها بالنفط وبمؤسس وقائد وطني هو زايد بن سلطان وفي عهده لم يكن الازدهار الذي شهدته الإمارات العربية المتحدة على المستوى المحلي فحسب. إنما غدت لاعبا أساسيا في المنطقة والمحافل الدولية.
كما أصبحت مركزا اقتصاديا لعمليات إعادة التصدير في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية. فتحولت الخيران الضحلة الساكنة إلى ورش تجارية كبيرة تعج بالحركة والنشاط ليل نهار. وتطورت تلك الخيران من برك بسيطة لصيد الأسماك حتى أصبحت اليوم من أكبر الموانئ العالمية بلا منافس مثل ميناء خليفة في أبوظبي وميناء جبل علي في دبي. كما أصبحت ثالث أكبر مشغل للموانئ في العالم إثر فوز "دبي العالمية" بعدد من صفقات تشغيل أكبر الموانئ في العالم.
وتتمتع الإمارات العربية المتحدة بسوق أسهم نشط وآخر عقاري واعد.. فعلى سبيل المثال فإن شركة الدار العقارية وشركة التطوير والاستثمار السياحي ومنازل ومبادلة وريم للتطوير وإعمار تعد حسب التقارير الأخيرة من أكبر مطوري العقارات على مستوى العالم.
أما المشاريع الإنشائية العملاقة التي شهدتها الدولة وظهرت معالمها اليوم في العاصمة " أبوظبي" بشكل واضح كمنطقة جزيرة الريم ومنطقة جزيرة الماريا ومنطقة شاطئ الراحة ومنطقة جزيرة ياس ومنطقة جزيرة السعديات وفي مدينة دبي كجزيرة النخلة وبرج العرب وبرج خليفة، فقد غدت نموذجا يحتذى به، ويلفت الأبصار، ويشد الانتباه إلى ما يحدث في هذه البقعة من العالم التي تشهد تحولات جذرية في الجغرافيا وطبيعة المكان التي كانت غالبيتها عبارة عن رمال متحركة حسب اتجاه الرياح. وتحولت اليوم لواحدة من أفضل المدن العالمية.
البداية كانت بملحمة قائدها الشيخ زايد الذي سخر كل الإمكانات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها. وليس غريبا عليه أن يوفر هذه الإمكانيات فهو صاحب المقولة الشهيرة " إن العلم هو الطريق الوحيد للنهضة والتقدم ومواجهة تحديات العصر وخدمة التنمية في الدول النامية. ودولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على المشاركة قولا وعملا في دعم استراتيجية التنمية ونقل التكنولوجيا إلى دول العالم الثالث".
في الماضي القريب، أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باستقبال الخبراء من دول العالم كافة للمشاركة في تخطيط وبناء الدولة الحديثة. واليوم تعلم أبناء الإمارات العربية المتحدة الدرس سريعا وبدأوا يخوضون تجارب ميدانية يشاهدهم العالم بانبهار وهم يقفون في مواقع الإنشاءات الضخمة وعلى مشاريع التنمية العملاقة في الدول الشقيقة والصديقة يخططون ويوجهون أبناء تلك الدول، فعكسوا صورة الأمس القريب ولا تتوانى قيادة الإمارات العربية المتحدة عن المشاركة والمساهمة في تخطيط وتنمية الدول الفقيرة والنامية.
تصنف الإمارات العربية المتحدة اليوم الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية لعام 2014 إذ احتلت المرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية خلال 2014 قياسا بدخلها القومي الإجمالي..إذ بلغ حجم المساعدات الإنمائية الرسمية التي قدمتها الدولة 18 مليار درهم - 4.89 مليار دولار أميركي - بنسبة 1.17 ٪من الدخل القومي الإجمالي ..حيث أعلنت لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية..أنه وفقا للبيانات الخاصة بالدول فإن دولة الإمارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية - للعام الثاني على التوالي - قياسا بدخلها القومي الإجمالي.
تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مرتبة واحدة في جانب الواردات السلعية، حيث حلت في المركز الـ19 لقائمة الدول المستوردة للسلع وبقيت محافظة على مكانتها كأهم سوق للصادرات والواردات السلعية على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدول العربية.
وبلغت قيمة صادراتها 359 مليار دولار وساهمت بنسبة 1.9 % من إجمالي صادرات العالم السلعية، ونمت واردات الإمارات العربية المتحدة بنسبة 4 % وساهمت بما نسبته 1.4 % من إجمالي الواردات العالمية.. أما على صعيد تجارتها على مستوى دول الشرق الأوسط، استحوذت الإمارات العربية المتحدة على 28 % من إجمالي صادرات المنطقة وما نسبته 33 % من إجمالي وارداتها خلال العام 2014. أما في جانب تجارة الخدمات فتأتي الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 19 عالميا كمستورد للخدمات بقيمة بلغت 72 مليار دولار وبنسبة مساهمة 1.5 % من إجمالي واردات العالم من الخدمات.. وفي حال التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي كمجموعة فإن الإمارات العربية المتحدة تأتي في المرتبة 13.
أما في جانب صادرات الإمارات العربية المتحدة من الخدمات فقد بلغت القيمة 17 مليار دولار، وتأتي في المركز 25 في حال التعامل مع الاتحاد الأوروبي كمجموعة.
وتدفقت الاستثمارات من السوق المحلي والمنطقة والعالم، ومثال ذلك الاستثمارات في مجال العقارات التي تتبع أنظمة التملك الحر، كما أن هناك الكثير من الحيوية في سوق الأسهم، حيث إن الأموال تتدفق بشكل حر ومفتوح وهذا يعني بأن هناك فرصاً تجارية بالإضافة إلى توفر استثمارات على الدوام لتعزيز الاقتصاد ككل.