صناعة سيارات ذاتية القيادة من شركات "أبل" و"غوغل"

أثارت مزاعم بشأن قدرة شركات التقنية مثل "أبل" و"غوغل"، على صناعة سيارات ذاتية القيادة، قلق كبرى شركات السيارات العالمية، خوفًا من اضطراب مبيعات خطوط الإنتاج، بسبب السيارات الجديدة، التي أصبحت مثاراً للجدل في مختلف المعارض مثل معرض جنيف الدولي، الذي أقيم الثلاثاء.

واستهل الرئيس التنفيذي لشركة "دايملر كايسلر"، المجموعة الألمانية المتخصصة في صناعة السيارت، ديتر زيتش حديثه مع الصحافيين بعدم التطرق إلى سيارات "أبل". وفي مؤتمر صحافي آخر كان السؤال الأول الذي وُجه للرئيس التنفيذي لتحالف "رينو" و"نيسان"، كارلوس غصن "ماذا عن أبل؟".

وتعد هذه المشاهد مؤشراً على قدرة الشركات التقنية مثل "أبل" و"غوغل" في وادي السليكون على توجيه أنظارها نحو صناعة السيارات، بعدما أصبحت محور حديث أكبر المعارض الدولية للسيارات الأكثر بهجة منذ أعوام.

وارتفعت مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي على مدار 17 شهرًا، الأمر الذي يشير إلى أن الصناعة تشهد حالة من الانتعاش بعد الركود، وذلك على الرغم من استقرار المبيعات عند مستوى  أقل بكثير من عام 2007. 

وتسببت أسعار الوقود المتراجعة، في  جعل القيادة أكثر جاذبية، وساعد تراجع اليورو مقابل الدولار والعملات الرئيسية الأخرى، الشركات الأوروبية على الدخول بسهولة في المنافسة في الأسواق الخارجية.

ويسود التوتر بشكل واضح بين كبرى شركات السيارات، بشأن مشروع سيارات "أبل" و"غوغل" ذاتية القيادة، وعلى الرغم من أن الشركتين، لا يتمتعان بحضور ملحوظ في معرض السيارات في جنيف، إلا أنها يستخدمان هيمنتهما على  أنظمة التشغيل الذكي، للسيطرة على لوحات المعلومات السيارات، ضاربين بعرض الحائط نظم الملكية الخاصة بشركات صناعة السيارات، مع وجود مخاوف تلوح في الأفق من أن الشركات حديثة العهد في مجال صناعة السيارات، قد تحاول تصنيع سيارات كاملة، ولا يبدو ذلك بعيداً فقد أفادت التقارير أن "أبل" تقوم بتشكيل فريق من نحو 200 شخص لتطوير تكنولوجيات لسيارة كهربائية.

وأبرز زيتش وغيره من المديرين التنفيذيين لكبرى شركات السيارات الاختلافات الكبيرة بين صناعة هاتف ذكي وسيارة، خصوصًا وأن السيارات تحتاج إلى 7 سنوات أو أكثر لتطويرها وثقل محركها، وتقديمها إلى السوق، وذلك مقارنة بالهاتف الذكي الذي يحتاج 18 شهر فقط.، كما تحتاج صناعة السيارات إلى كم هائل من الخبرات الهندسية لتصميم سيارة آمنة ومريحة في القيادة، وشبكة منسقة وقوية من الموردين، بخلاف إنتاج الهاتف الذكي، الذي لا يحتاج إلى الاستعانة بمصادر خارجية لتصنيع هاتف ذكي في الصين.

ومن الواضح أن التقنيات المستخدمة في صناعة السيارات تخضع لحالة تغير مستمر، حتى في حال أصبحت السيارات الكهربائية شريحة واحدة من أسواق السيارات العالمية، وتلعب البرمجيات دورا بارزًا في مساعدة السائقين على التنقل وتجنب وقوع الحوادث، وفي غضون بضع سنوات، ستحتوي السيارات على نظام ذاتي للقيادة، على الأقل في الحالات العادية مثل القيادة على الطرق السريعة أو في حركة المرور.