سوق السيارات

أكد سكان في منطقتي أبوشغارة وأبودانق، أن انتقال سوق السيارات إلى الحراج الجديد في منطقة الرقعة الحمراء، لم يُنهِ المخالفات، لافتين إلى أن بعض تجار السيارات المستعملة مستمرون في ممارسة أعمال الدلالة، على الرغم من إغلاق المعارض.

وأوضحوا أن هناك سيارات تتوقف في شوارع المنطقة على سبيل العرض، بانتظار أن يأتي زبائن لشرائها، فضلًا عن وجود سيارات أخرى معدة للتصدير.

وأعرب سكان في منطقتي أبوشغارة وأبودانق عن ارتياحهم لانتقال سوق السيارات المستعملة إلى الحراج الجديد في منطقة الرقعة الحمراء، لافتين إلى أن نقل السوق أحال المنطقتين إلى حيين سكنيين هادئين، وجاذبين للسكان، مقارنة بما كانت عليه الحال سابقًا.

وأكدوا أن أزمة المواقف انتهت تمامًا في المنطقتين، فيما انخفضت أسعار مواقف الساحات الاستثمارية بمقدار النصف، وتوافرت مواقف مجانية، بعدما عانوا سنوات طويلة الازدحام والضجيج، وعدم وجود مواقف لسياراتهم.

وذكر أحد سكان أبوشغارة، عصام السيد، أنه يسكن في المنطقة منذ ثماني سنوات، وأنه كان يواجه صعوبة شديدة في الحصول على موقف لسيارته، خصوصًا ليلًا، مبينًا أن "الأمر كان بالغ الصعوبة، إذ كان السكان يقضون وقتًا طويلًا، قبل أن يتمكنوا من الحصول على مواقف لمركباتهم".

وتابع أن "منطقتي أبوشغارة وأبودانق عادتا لتكونا حيين سكنيين، وبدأ السكان يتنفسون هواء نقيًا، بعد أن كانتا نموذجًا للازدحام والضغط النفسي والعصبي والاختناق المروري". وقال إن "المنطقة كانت مجرد سوق تجارية مزدحمة، ليل نهار، ولم تكن صالحة للسكن، لكنها استعادت طبيعتها بعد انتقال سوق السيارات، لتعود منطقة حيوية، قريبة من وسط المدينة".

وأفاد محمد فاروق، وهو من سكان المنطقة نفسها، بأن "أبوشغارة الجديدة تتميز بالهدوء والطمأنينة، بعدما كانت مجرد سوق كبيرة"، لافتًا إلى أن "أهالي المنطقة عاشوا معاناة طويلة مع هذه السوق، بسبب عدم التمتع بخصوصية الحي السكني"، متوقعًا أن ترتفع أسعار الإيجارات في المنطقة.

وأكد جعفر أبوالحسن، من سكان أبودانق، أن هناك بعض المعارض القديمة لاتزال تنشر سياراتها، وتمارس عمليات بيع وشراء السيارات المستعملة.

وشرح أن "هناك معارض غيرت نشاطها إلى محال طباعة وكافتيريات، لكنها تستخدم نشاطها الجديد غطاء لممارسة تجارة السيارات"، وأكد أن "صورة منطقتي أبوشغارة وأبودانق الجديدة هي صورة راقية، لا تتناسب مع استمرار هذا النوع من الأنشطة"، مشيرًا إلى وجود سيارات كثيرة تحمل لوحات تصدير، متوقفة في المنطقة.

وذكر أبوالحسن أن ساحات المواقف الترابية الاستثمارية، التي كانت رسومها 400 درهم شهريًا انخفضت إلى 200 درهم حاليًا، بعد نقل سوق السيارات إلى منطقة الرقعة الحمراء، حيث أصبحت المواقف متوافرة بشكل كبير في منطقتي أبوشغارة وأبودانق، كما أنه لا توجد مواقف عامة مدفوعة برسوم من البلدية في المنطقتين.

وكانت إدارة الرقابة والحماية التجارية في دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة وجهت إخطارًا لأصحاب ومستثمري منشآت تجارة السيارات المستعملة في منطقتي أبوشغارة وأبودانق، في مدينة الشارقة، يلزم التجار بوقف نشاط تجارة السيارات المستعملة في المنطقتين، في موعد أقصاه 31 ديسمبر الماضي.

وشدد الإخطار على ضرورة مراجعة التجار شركة الشارقة لإدارة الأصول، للانتقال إلى سوق الحراج للسيارات في منطقة "الرقعة الحمراء"، على شارع الشيخ محمد بن زايد، وطريق الشارقة الذيد.

وبين الإخطار أنه "في حال عدم تنفيذ التجار القرار، ستقوم دائرة التنمية الاقتصادية باتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين".

وذكر رئيس شعبة التفتيش الميداني في إدارة العمليات والتفتيش البلدي، في بلدية الشارقة، محمد الكعبي، إن "ما يحدث في منطقة السوق القديم للسيارات في أبوشغارة لا يعد ظاهرة عامة، بالمعنى الدارج، بل مجرد حالات فردية لتجار من سكان المنطقة، ممن يستغلون عدم معرفة بعض رواد السوق القديم بانتقاله إلى سوق الحراج في منطقة الرقعة الحمراء".

وأكد أن "هناك غرامات مالية تطبق على المخالفين"، لافتًا إلى أنه "أثناء عمليات التفتيش المستمرة، التي تحرص عليها البلدية لمنع الممارسات المخالفة، ضبط المفتشون حالتين، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة ضدهما، بما في ذلك إيقاع غرامة مالية على كل منهما، قدرها 3000 درهم"، داعيًا الجمهور إلى المبادرة بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات، من خلال الاتصال بالخط الساخن الخاص بها، على الرقم 993.

وأجرت دائرة التنمية الاقتصادية وبلدية الشارقة جولة ميدانية على معارض السيارات، وألزمتا التجار بكتابة إقرارات بضرورة إخلاء منشآتهم في منطقتي أبوشغارة وأبودانق، خلال مهلة محددة، حتى لا يتعرضوا للمخالفة، وبعد انتهاء المهلة أجرت البلدية ودائرة التنمية الاقتصادية جولات متعددة، للتأكد من التزام معارض أبوشغارة وأبودانق، البالغ عددها 370 معرضًا بما ورد في القرار، وأوقعتا غرامات مالية على المخالفين، وسحبتا السيارات المخالفة.