أبوظبي ـ جمال أبوسمرا
وجود النبات الطبيعي داخل زوايا المنزل يُعد ديكورًا طبيعيًا يضيف الكثير من الجمال، وتهتم كثير من العائلات بتوفيره، لإضافة تأثير طبيعي على ديكورات المنازل.
وأبرز الأماكن التي توضع فيها هذه الشتلات: المداخل وزوايا المجالس، وبعض الممرات القصيرة والطويلة، لتزينها بلمسة طبيعية، تشعر المار بين رحابها، بأنه في حديقة، ويستظل بأشجارها وتحيط به مزروعاتها وتنبه غفوته بعبير ورودها.
وتلعب النباتات دورًا كبيرًا في تزيين المنازل والحدائق الداخلية والخارجية للبيوت، نظرًا لأشكالها وألوانها الجميلة، كما أن بعضها تفوح منها روائح طيبة وأحيانًا فوائد صحية لا يُمكن حصرها .
تنتشر الورود والنباتات الطبيعية وديكوراتها لتزيين المنازل والفلل وباحاتها الواسعة بيد أن بعض ربات البيوت مازلن يلجأن للنباتات البلاستيكية، وربما يعود ذلك إلى قلة كلفتها، مقارنة بالنباتات والورود الطبيعية، وقلة المجهود الذي تتطلبه للاعتناء والاهتمام بها، خصوصًا عند ترك المنزل لفترات طويلة، والسفر إلى وجهات بعيدة .
وإذا كان إيقاع الحياة تغير، وتغيرت معه أشكال البيوت أيضا وتصاميمها، فإن كل ذلك لا يمنع تحويل البيت من الداخل، إلى بستان صغير يكتظ بالخضرة ومعاني الحياة من جديد، متخذًا من تربية النباتات هواية جميلة، لما يعود عليها من تأثير إيجابي يحسن نفسية الساكن فيه، والزائر إليه على حد سواء، ويمتد ليظهر أثره أيضًا في كل من حوله .
تقول سمية أحمد إن النباتات الظليّة جزء مهم من الديكور الداخلي لبيتها، وتضفي عليه رونقا خاصًا وتزيد من أناقة أثاثه، مشيرة إلى أن هذه النباتات تحيط بمن يجلس تحتها، لتشعره بأنه يعيش في هالة من جنة خضراء، وفي لوحة يبحر بين دفء ألوانها المنسوجة من مفردات الطبيعة، مما يمنحه شعورًا أعمق بالحياة، وتعطيه أملًا متجددًا في كل الأوقات .
وترى عائشة محمد أن اللون الأخضر يتماشى مع أيّ لون من الأثاث، سواء أكان بني اللون أو خشبيًا، أو أبيض أو أسود، أو غيرها من الألوان، كما تضيف الزهريات المختلفة الموجودة بين ثنايا هذه النباتات مزيدًا من البهاء والشكل الجمالي، وتعطي لمحة طبيعية كاملة بكل ما فيها .
وتلفت إلى أن استخدام نباتات الظل يُعتبر جزءًا أساسيًا ومهمًا من الديكور الداخلي لتجميل منزلها وملء الفراغات الواسعة فيه، إذ غالبًا ما تستخدمها فوق المناضد، أو على الحاجز العريض للنوافذ الزجاجية، أو في أركان غرفة المعيشة أو الغرف الأخرى .
في حين، لا يخلو مطبخ هند عثمان من الشجيرات النباتية الصغيرة، وخصوصًا فوق حافة النافذة، أو على حوض الغسيل، أو فوق طاولة الطعام الصغيرة، حيث الإضاءة النهارية القوية والمياه المتوفرة بصورة دائمة، مما يعطي عرضًا متألقًا شامخًا، ويضفي لمسة مميزة على أرجاء المطبخ وزواياه، مساهمًا في إبراز جمالية الأثاث وخطوطه وألوانه، ومعطيًا انطباعًا طبيعيًا حقيقيًا، تنجذب إليه العين ويفتح الشهية، على حد قولها .
وعلى هامش التأثيرات النفسية الإيجابية الأخرى للنباتات الطبيعية، يقول أحمد حمدان، مصمم ديكور، إن الديكورات الطبيعية من شأنها أن تغير من نفسية الإنسان، وتغير من حالته النفسية بواقع 180 درجة، حيث تزايد في الآونة الأخيرة طلب الزبائن لتصميم ديكورات طبيعية لمنازلهم وباحاتها الواسعة، من خلال اعتماد رسومات تمثل مناظر طبيعية، وتلوين جدران المنزل بألوان تشبه الطبيعة، كصباغة السقف بلون السماء الأزرق وتدرجاته .
ويشير حمدان إلى أنَّ هناك عدة أمور يتم تداركها قُبيل تنفيذ الفكرة التي يطرحها الزبون لتزيين منزله وتغييره، ليظهر بحلة طبيعية جديدة غير تلك التي أَلفها لسنوات طويلة، ومن هذه الجوانب دراسة لون الأثاث والستائر وتفصيلاتها، والنظر في اللوحات والبراويز المُعلقة وألوانها، ونوعية الزجاج في المنزل وشكله، حيث تؤثر جميع هذه الأمور بشكل أو بآخر في الصورة النهائية التي يخرج بها تصميم الديكور المطلوب .
وتحتل الزهور مكانة كبيرة في ديكورات المنزل، حيث يُنصح بتوزيعها في أماكن متفرقة، ومراعاة تنسيقها بشكل صحيح وبأشكال وأحجام مختلفة، وهنا تكمن براعة مصمم الديكور في تنسيقها، واختيارها، وترتيبها بشكل يبهج العين ويريح نفس الناظر عليها، حيث يعتبر عبدلله صلاحي، موظف في بنك الخليج الأول، أن الأزهار الطبيعية من أجمل الأدوات، التي تستخدم لديكور المنزل وتزيينه طبيعيًا، ونشر الحياة بين جعباته، مفضلًا إياها على تلك البلاستيكية، التي وبالرغم من جمال أشكالها، والألوان المختلفة التي تتمتع بها، إلاّ أنها تفتقر للمنظر الطبيعي، الذي يوجد بين ألوان وبتلات الورود الطبيعية .
ويؤكد متخصص في النباتات الطبيعية، محمد مشرف، أن الورود والنباتات الطبيعية يفضلها الزبائن بشكل أكبر من الورود الصناعية، لأنها تعكس ملامح الحياة بكل جمالياتها وألوانها، مشيرًا إلى حاجتها الكبيرة للاعتناء والاهتمام، حتى لا تذبل وتتعفن، مما يؤدي ذلك إلى تحولها من رمز يبعث التفاؤل في أركان المنزل، إلى إضافة مزعجة لا تُسمن ولا تغني من جوع، بل تجلب الضرر أكثر من النفع والمنظر الجميل، بسبب انتشار الحشرات عليها، وتعفنها، وما يترتب على ذلك من روائح مزعجة.
تنسيق النباتات الداخلية بوضعها في تشكيلات جمالية متناسقة حسب نوعها ومحيطها وفي صورة فردية أو مجموعات، يعتمد على حجم ومساحة المكان بالمقام الأول، وعلى ذوق صاحب المنزل بالدرجة الثانية، حيث تقول هناء عاشور إنها غالبًا ما تضع هذه النباتات خلف الأريكة، أو بجوار أحد النوافذ، لتساهم في إعطاء منظرًا جاذبًا، أو بجوار بداية السلم.
وتضيف: "أفضل اختيار حجم النباتات المتناسق مع حجم الصالة التي توضع فيها، فعادة ما استخدم قوارير التزيين صغيرة الحجم، فيما يتعلق بالمجموعات النباتية الكبيرة والمتفرعة، حتى لا يزدحم المكان بها وتوحي بصغره، مما يؤدي إلى الشعور بالاختناق وبضغط المكان على الأنفاس" .
فيما تُفضل إسراء علي استخدام الشجيرات الضخمة أو المتوسطة في غرف النوم، لتضفي على المكان شعورًا بالاتساع، مؤكدة أن وضع النباتات في المداخل يعطي انطباعًا أوليًا للضيوف عن مستوى المسكن وذوق أصحابه، ويمكن وضع بعض النباتات بجوار أحد أركان المدخل، أو أحد أركان أرفف المكتبة مع مراعاة تنظيفها باستمرار، لتعطي شعورًا بالراحة وجمالية لا تضاهى .
من جهتها، ترى مصممة مناظر طبيعية، بيان محمد، أنَّ اللون الأخضر لنباتات الديكور الطبيعية يعطي راحة نفسية كبيرة، ويوفر بيئة طبيعية تولد من جوف البيئة الاصطناعية المملوءة بقطع أثاثية جامدة، غالبًا ما تظهر ديكوراتها من خلال الطوب، والجبس، والخشب، ولهذا فإن اللون الأخضر يُعد من أكثر الألوان المستخدمة في المصحات النفسية، لما يضفيه من شعور بالراحة والانفراج على نفسيّة الناظر إليه .
وتتابع أن النباتات وألوانها تضيف معاني مختلفة بحسب الأماكن الموجودة فيها، وهي تعكس مشاعر لا إرادية على شخصية الفرد من دون أن يدري، فهي تعطي راحة للنظر، وهدوءًا للنفس، وفاتحًا للشهية، خاصة بالنسبة إلى اللونين الأحمر والأصفر، المتعارف عليهما بفتح الشهية وإثارتها .